تقرير ( حضارم اليوم ) محمد مرشد عقابي
أظهر موقع محلي تقريراً كشف فيه بالأسماء والأرقام عمليات نهب وأختلاس واسعة للمال العام قام بها مليشيا الحوثي منذ اسقاطها لنظام الشرعية في اليمن وصرفها تحت بنود ومسميات عدة.
ورصد التقرير أكثر من نصف مليار تلقتها مؤسسة حوثية واحدة في 4 أيام فقط، ومئات الملايين بأسم هدايا العلماء والجوامع ومراكز التعليم الحوثية وفي سبيل الله والمؤلفة قلوبهم، مؤكداً بانه في يوم 30 أبريل 2019م أستلم رئيس اللجنة الثورية العليا “محمد علي الحوثي” شيكاً بـ20 مليون ريال من أموال الزكاة من حساب الغارمين في أمانة العاصمة وبموجب توجيه بدون أوليات، وفي 15 يونيو 2019م أستلم “يوسف المداني” القيادي العسكري الثاني في جماعة الحوثيين بعد زعيم الجماعة “عبدالملك الحوثي” وزوج إبنة مؤسس الجماعة “حسين الحوثي” شيكاً بـ50 مليون ريال من أموال الزكاة مقابل دعم المرابطين في الجبهة الشرقية بناء على طلب مقدم منه وصرف هذا المبلغ من حساب (سبيل الله) في أمانة العاصمة، وفي نفس اليوم 15 يونيو 2019م استلم قيادي حوثي آخر من “بيت المداني” أيضاً هو “أمين المداني” شيكاً بـ100 مليون ريال من أموال الزكاة باسم “المؤلفة قلوبهم” في أمانة العاصمة.
وسنت جماعة الحوثي في 8 يونيو 2020م تعديلات عنصرية على اللائحة التنفيذية للزكاة تقضي بمنح الهاشميين “الخمس” أي 20 % من كل الثروات العامة والخاصة، ووفقاً للتقرير فقد أرتكز الحوثيون في تشريعهم العنصري هذا على إدعاء أن “الخمس” فريضة واجبة على كل مسلم ومسلمة لـ”آل البيت” (الهاشميين) لأن “الزكاة” محرمة عليهم، لكن الواقع يثبت إنهم يأكلون الخمس والزكاة أيضاً وهو ما تأكده وثائق ومستندات الهيئة العامة للزكاة الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء نفسها.
وأكد التقرير بان الوثيقة عبارة عن كشوفات صرفيات وعهد الهيئة العامة للزكاة شاملة أرقام وتواريخ الشيكات المصروفة وأسماء المستلمين والجهات المصروفة لها خلال النصف الأول من عام 2019م
وتتألف الوثيقة من 48 كشفاً ضمت 620 شيكاً صرفت لعدد من القيادات الحوثية البارزة وقيادات أخرى حوثية غير معروفة لكنها تنحدر بحسب ألقابها الواردة في الكشوفات من عائلات هاشمية كبيرة، وتشير أحجام الشيكات والعهد التي استلموها أنهم نافذون داخل الجماعة، فقد حملت لهم هذه الشيكات مئات الملايين من أموال الزكاة خلال الفترة الوجيزة المذكورة، كما اثبتت الوثيقة إستحواذ الحوثيين وبخاصة قياداتهم ذات الألقاب “الهاشمية” من أعلى هرمهم القيادي إلى أسفله على مليارات الريالات من أموال الزكاة خلال فترة قياسية جداً بأوامر صرف غير دستورية وغير قانونية وتحت أبواب وبنود صرف غير واضحة المعالم وغير معلومة ومحددة في قنوات وطرق صرفها، وغالباً بدون أية بنود صرف أصلاً وبدون أوليات.
وفضحت الوثيقة أيضاً بان ما لا يذهب من أموال الزكاة إلى جيوب قيادات جماعة الحوثي السياسية والعسكرية والأمنية يذهب لتمويل مدارسهم ومراكزهم الطائفية وتمويل مرجعياتهم الدينية التي تجادل بإستمرار بأن “الخمس” من حق “آل البيت” لأن الله ورسوله حرما عليهم الزكاة، في حين لم يحرموا هم الزكاة على أنفسهم.
في 18 يونيو 2019م تم صرف شيك بـ50 مليوناً و400 ألف ريال من أموال الزكاة كـ”عهدة مشروع هدايا العلماء”، هكذا بالحرف ورد أمام الشيك في كشوفات هيئة الزكاة، حيث ابتدع الحوثيين مشروعاً أسموه (مشروع هدايا العلماء) الذي يقدم لعلمائهم هدايا نقدية من أموال الزكاة بشكل دوري ومعظمهم ينتمون إلى أسر هاشمية (شيك الهدايا هذا صرف بطلب وبنظر محمد أحمد العياني)، ويصرف الحوثيون بشكل مستمر عشرات الملايين كهدايا لـ”علمائهم وأئمة وخطباء جوامعهم ومراكزهم الطائفية” كما يصرفون لهم عشرات الملايين كمساعدات.
وفي 13 مارس 2019م استلم “محمود مقبل الشرفي” شيكاً بمليونين و10 ألف ريال كـ”مساعدة للخطباء في محافظة صنعاء”، وهم خطباء حوثيون بالضرورة، اما في 22 أبريل من العام نفسه 2019م تم صرف شيك بخمسة مليون ريال كمساعدة للعلماء دون إشارة لهويتهم لكن هويتي الشخصين اللذين تم صرف الشيك بطلبهما ونظرهما وهما “حسين أحمد العياني وأحسن محسن شعفل” تشير إلى أنه صرف لـ”علماء” صعدة من حساب “سبيل الله”، ولا يتورع علماء وفقهاء الجماعة الذين يفتون ليل نهار بوجوب تقديم “الخمس” لـ”آل البيت” بدعوى أن الله حرم عليهم الزكاة عن تقديم طلبات دورية لهيئة الزكاة بصرف ملايين الريالات لهم بدون وجه حق أو مبرر قانوني رغم فتاواهم وخطبهم وجدالهم المستمر بأن من حقهم الخمس.
“شمس الدين محمد شرف الدين” هو مفتي الديار اليمنية كما يصفه الحوثيون الذين عينوه عام 2015م رئيساً لـ”هيئة الإفتاء الشرعية، وهو أيضاً رئيس رابطة علماء اليمن التي أنشأها الحوثيون كبديل زيدي لـ”هيئة علماء اليمن” التي يرأسها الشيخ والقيادي الإصلاحي “عبد المجيد الزنداني”، هذا الشخص يعد أحد أكثر المرجعيات الحوثية المتشددة في مسألة حق “آل البيت” بـ”الخمس” من كل الثروات العامة والخاصة ثروات البلد والمواطنين، بل إن رئيس هيئة الإفتاء الحوثية اعتبر “الخمس” ركناً من أركان الإسلام تماماً مثله مثل الصلاة والزكاة والصيام والحج.
وفي يوم الجمعة 12 يونيو الماضي، اعتلى “شمس الدين شرف الدين” منبر جامع “الشوكاني” في صنعاء وألقى خطبة في المصلين قال فيها : “إن الأمة مجمعة على فريضة الخمس كما أجمعت على وجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج، لم يختلف على ذلك اثنان”.
وزعم المفتي الحوثي بانه لو عاش “الشافعي والمالكي وأبو حنيفة وأحمد بن حنبل” وسائر فقهاء المسلمين القدامى في وقتنا هذا، لأتفقوا على وجوب الخمس في النفط والغاز وما استخرج من معادن، موضحاً خلال الخطبة بأن المعادن تشمل الذهب والفضة وكل ما يقبل الطرق والسحب بحسب آراء علماء الأمة، مستدركاً بالقول “الخمس” لا يتوقف عند النفط والغاز وكل ما يقبل الطرق والسحب من المعادن، بل يشمل كذلك المياه المعدنية لأنها من المعادن، كما يقول : حتى شركات المياه المعدنية التي تستثمر اليوم في المياه المعدنية وتدر عليها أموالاً خيالية وثروات هائلة، لابد ان تدفع “الخمس” حتى من المياه المستخرجة من باطن الأرض لأنها من المعادن.
المفتي الحوثي لا يرى وجوب الخمس في المياه المعدنية فقط بل يرى وجوبه حتى في الأحجار و (النيس والكري) وغير ذلك من المواد التي تستخدم في البناء، حيث يقول : “بإجماع كل المذاهب فان كل ما ركز في الأرض من المعادن جامدة كانت أو سائلة او متحركة ففيها الخمس، وأنتم تعلمون كيف يستثمر الناس وما يستخرجونه هذه الأيام من الكسارات والنيس والكري”، ويضيف : عندما نقطع أحجار أو كري أو نيسه وتدخل أرباحاً طائلة، ثم لا يجب فيها شيء (يقصد الخمس)؟ هل هذا جائز؟ هل هذا يعقل؟، ظل يسأل المصلين بإستنكار شديد خلال الخطبة وأجاب هو قائلاً : الدليل العقلي والدليل النقلي القطعي يقول بوجوب الخمس.
ويرى “شمس الدين” وجوب الخمس في كل ما تجود به الأرض من نفط ومعادن ومياه معدنية وأحجار بناء ونيس وكري بالإضافة طبعاً إلى المحاصيل والثمار وكل المزروعات، غير أنه استثنى بعض الأمور التي قال إن الخمس والزكاة غير واجبين فيها، وضرب مثالاً عليها بالحطب والحشيش (يقصد العلف الذي يقدم للمواشي)، هذان لا زكاة فيهما ولا خمس لأنهما تستخدمان لحاجة يومية وتؤخذان من المال المباح حسب قوله، واعتبر المفتي الحوثي تسليم “الخمس” لـ(الهاشميين) تسليماً بأمر الله، كما اعتبر أن من يعارض الخمس من المحاربين لأمر الله وأمر رسول الله، مستنكراً وصف الخمس بالعنصري قائلاً إن الله فرض “الخمس” على الناس من باب الإبتلاء الإلهي لا من باب العنصرية.
وشبه المفتي الحوثي الهاشميين بـ”ناقة النبي صالح”، معتبراً تفضيل الله لهم بـ”الخمس” مثل تفضيله لـ”ناقة صالح”، حيث قال : فضلت الناقة التي ابتلي بها قوم صالح، فكان لها شرب ولهم شرب يوم معلوم، وهذا من باب الابتلاء الإلهي وليس من باب العنصرية، ولكن لماذا حرم الله الزكاة على “الهاشميين” وأقر لهم “الخمس” يجيب شرف الدين قائلاً : إن الله ورسوله منعا الزكاة والصدقات عن “آل البيت” لأنها “أوساخ الناس” فلا تصل الى الأطهار من خلقه، وليس “شمس الدين شرف الدين” وحده بين المرجعيات الدينية الحوثية من يستلم شيكات من أموال الزكاة التي يعتبرها (أوساخ الناس)، بل هناك كثر غيره وردت أسماء بعضهم في كشوفات الزكاة فيما لم ترد أسماء بعضهم الآخر، لكنهم استلموا الملايين ضمن مجموعات دون ذكر أسمائهم في الكشوفات.
“محمد أحمد مفتاح” الفقيه المتشدد الذي عينه الحوثيون عضواً في لجنتهم الثورية العليا بعد سيطرتهم على صنعاء هو الآخر ممن يقدمون طلبات لهيئة الزكاة، حيث وفي 18 يونيو 2019م استلم “أحمد سعيد مجلي” شيكاً بمليونين و 330 ألف ريال من حساب “سبيل الله” في أمانة العاصمة، ويوجد في خانة المستفيدين من هذا الشيك اسم “محمد أحمد مفتاح” بالإضافة إلى طلاب جامع “النهرين” ومدرسي وطلاب مسجد قبة “المهدي” وهما مسجدان حوثيان معروفان في صنعاء، وقبل ذلك بشهر وتحديداً في 19 مايو استلم “محمود مقبل الشرفي” شيكاً بـ600 ألف ريال بناءً على طلب مقدم من “محمد مفتاح” لمساعدة 30 شخصاً وفقاً للكشوفات.
الحوثيون لا يكتفون بصرف أموال الزكاة لمرجعياتهم وفقهائهم وخطبائهم بل يقومون بتمويل مراكزهم ومدارسهم الطائفية بشكل مستمر بعشرات الملايين من أموال الهيئة العامة للزكاة، وتذهب الزكاة أيضاً إلى مراكز الحوثي الطائفية
من بين عشرات الجوامع والمراكز والمدارس الواردة أسماؤها في كشوفات شيكات الزكاة ويأتي الجامع الكبير في صنعاء على رأس قائمة المساجد والمراكز والمؤسسات الحوثية التي تتلقى شيكات شهرية من أموال الزكاة بالإضافة إلى شيكات بمبالغ غير منتظمة يتلقاها كعهد ومساعدات للخطباء وفقهاء الجامع وطلابه.
وفي 5 مارس 2019م صرف للجامع الكبير 4 مليون ريال بنظر “أحمد محمد الديلمي” كـ”عهدة مساعدة طلاب العلم في هذا الجامع، ويتم صرف هذا المبلغ من أموال الزكاة للجامع الكبير شهرياً بنظر نفس الشخص وبنفس المسمى، اما في 8 أبريل من نفس العام استلم “أحمد الديلمي” شيكاً بنفس المبلغ كـ”عهدة مساعدات طلاب العلم في الجامع الكبير بصنعاء”، ثم في الـ28 من الشهر نفسه، استلم نفس الشخص شيكاً بـ 4 مليون ريال ولكن هذه المرة كعهدة لـ”الحالة السكنية لطلاب الجامع الكبير لشهر مايو 2019م”، في الـ28 من مايو، استلم “أحمد الديلمي” شيكاً بـ 4 مليون ريال بدون ذكر أية تفاصيل سوى أنها للجامع الكبير عن شهر مايو، ولا يتلقى الجامع الكبير وحده شيكات شهرية من أموال الزكاة فهناك العديد من الجوامع والمراكز والمؤسسات الحوثية الأخرى تتلقى شيكات شهرية بالملايين أيضاً، وفي اليوم نفسه أي في 19 فبراير، استلم “حمزة عبدالله المرتضى” شيكاً بـ3 مليون و375 ألف ريال باسم “مركز بيت السيد”.
وفي خانة الجهة الطالبة ياتي اسم “يحيى عبدالله المرتضى” والمركز هو مركز ديني طائفي معروف في مديرية بني حشيش محافظة صنعاء، إذ استلم في 22 أبريل المدعو “نايف صالح صالح” شيكاً بـ400 ألف ريال لـ”ترميم مركز الإمام زيد في الجوف” وهو مركز حوثي طائفي وقد صرف الشيك بطلب من “عبد القادر أحمد عبد الله المهرس”، وفي 6 مايو استلم “حسين أحمد العياني” شيكاً بـ 4 مليون ريال تحت بند “المساعدة الشهرية لمدارس العلوم الشهرية لشهر رمضان 1440هـ” ومن حساب “في سبيل الله”، ولا يقتصر الأمر على الجوامع والمراكز والمدارس الحوثية بل يمتد إلى المؤسسات والمنظمات الخاصة التابعة لناشطين وناشطات حوثيات والتي تتلقى عشرات بل مئات الملايين من أموال الهيئة العامة للزكاة حيث تم صرف أكثر من نصف مليار لمنظمة حوثية واحدة في 4 أيام فقط.
وبحسب التقرير فقد تم تطوير الهيئة وتحويلها إلى كيان آخر أكبر وأوسع في المهام والصلاحيات وبات “سكمشا” هو المسؤول عن كل صغيرة وكبيرة تتعلق بوضع ونشاط المنظمات الدولية والمحلية العاملة في مناطق سيطرة الحوثيين، ويتولى هذا المجلس تسجيل المنظمات وإصدار التصاريح لها بممارسة مهامها ونشاطها إذا أرادت أي منظمة تنفيذ أي مشروع كبناء مدرسة أو حفر بئر مياه أو ممارسة أي نشاط سواء كان ورشة عمل أو بحث ميداني أو توزيع مواد إغاثية أو حتى النزول الميداني لموظفيها فعليها أن تستخرج تصريحاً من المجلس يسمح لها بذلك.
ويشترط الحوثيون على المنظمات الدولية مقابل إصدار تصاريح لها، دعم منظمات غير حكومية محسوبة عليهم من أبرزها منظمة “بنيان” ومؤسسة “يمن ثبات للتنمية” وكلاهما مؤسستان حوثيتان معروفتان، غير أن هذه المنظمات لا تكتفي بالدعم الذي تحصل عليه من المنظمات الدولية رغم أنفها وبضغوط مليشيا الحوثي بل تحصل أيضاً على مئات الملايين من أموال هيئة الزكاة كعهد سلات غذائية ومجهود حربي لجبهات القتال مع أنها منظمات مدنية تتشدق بعناوين (التنمية البشرية وحقوق الإنسان والسلام)، وفي 22 أبريل، استلم “حسين عبدالوهاب حسين القاضي” شيكاً بـ30 مليون ريال كـ”عهدة لمؤسسة الشهداء (الحوثيين)، وفي 27 أبريل، استلم “حسان غانم سالم البدري” شيكاً بـ5 مليون ريال باسم “يمن ثبات” كعهدة دون أن تذكر الكشوفات طبيعة هذه العهدة، غير أن هذين الشيكين اللذين صرفا لـ”يمن ثبات” من أموال الزكاة لا يشكلان شيئاً مقارنة بالشيكين اللاحقين، حيث انه في 19 مايو، استلم “محمود مقبل الشرفي” باسم “يمن ثبات” شيكاً بـ375 مليون و 900 ألف ريال، أي أكثر من ثلث مليار من حساب “فقراء أمانة العاصمة” وصرف المبلغ مقابل شراء 21 ألف سلة غذائية لم تذكر الكشوفات أين ولمن تم توزيعها، وبعد حوالى أسبوعين وتحديداً في 2 يونيو، استلم “الحسين عبدالله يحيى الوزير” شيكاً بـ230 مليون ريال أي قرابة ربع مليار باسم مؤسسة “يمن ثبات” من حساب “سبيل الله” في أمانة العاصمة، وبهذا تكون مؤسسة “يمن ثبات للتنمية” قد استلمت من أموال الزكاة 655 مليون ريال، أي أكثر من نصف مليار في 4 أيام فقط.
وتعد “يمن ثبات” مؤسسة حوثية أنشئت مؤخراً لكنها تحظى بدعم كبير من الحوثيين كما هو الحال مع منظمة “بنيان” التي أنشئت قبلها بفترة، وهي منظمة تحظى بـ”تدليل خاص” من الحوثيين كما يعرف أغلب موظفي المنظمات الدولية في اليمن، وهذا التدليل الخاص الذي تحظى به هذه المنظمة لا يقتصر على دعم المنظمات الدولية بل يشمل المال العام اليمني وصولاً إلى أموال الزكاة التي تلتهم منها هذه المنظمة شيكات بمئات الملايين، وفي 8 مايو، استلمت منظمة “بنيان” شيكاً بـ100 مليون ريال كـ”دعم لمشروع الوجبات الرمضانية”، وفي 11 يونيو، استلمت نفس المنظمة شيكاً بـ150 مليون ريال من حساب “فقراء أمانة العاصمة”، وكتب أمام الشيك باقي مساهمة الهيئة في مشروع الوجبة الرمضانية لمنظمة بنيان، وبذلك تكون منظمة “بنيان” قد استلمت من أموال الزكاة ربع مليار ريال في يومين فقط من أيام النصف الأول من 2019م.
ولايقتصر الأمر على المؤسسات والمنظمات غير الحكومية بل يقوم الحوثيون بصرف أموال الزكاة على إذاعات الإف إم الخاصة بأشخاص منتمين لهم، ففي 5 مايو، استلم “محمد يحيى صالح الصوملي” شيكاً بمليون وربع المليون ريال بإسم إذاعة “آفاق” التي يديرها “علي الشرفي”، وفي 23 مايو، استلم “محمود مقبل الشرفي” شيكاً بمليونين ونصف المليون ريال بإسم إذاعة “وطن” التي يديرها المنشد الحوثي “عبد العظيم عز الدين”، ويرتكز الحوثيون في سن قانون “الخمس” العنصري الذي يمنح آل البيت “الهاشميين” 20 % من كل الثروات العامة والخاصة بإستثناء الحطب وعشب البراري وفقاً لمفتيهم الذي يرى بان الزكاة محرمة عليهم لكن المثير للسخرية والضحك والبكاء في آن واحد هي كشوفات الهيئة العامة للزكاة للنصف الأول من 2019م التي تعج باسماء كبار ما يسمى آل البيت الحوثي وهي ما تثبت تقية هذه الجماعة التي تخالف افعالها اقوالها، فالأسماء والأرقام لم تدع مجالاً للشك بأن الحوثيين ذوي الألقاب الهاشمية يستحوذون على كامل المصارف التسعة للزكاة التي يسمونها (أوساخ الناس).