تقرير ( حضارم اليوم ) محمد مرشد عقابي
فرضت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران حالة طوارئ على أحياء وأزقة وشوارع عاصمة العربية اليمنية خشية اتساع رقعة التظاهرات المطالبة بالعدالة والإقتصاص من قتلة الشاب “عبدالله الأغبري” الذي لقي حتفه منذ أسبوعين بـ”صنعاء” في واحدة من أسوأ عمليات الضرب المبرح والتعذيب الجسدي وفي جريمة مروعة وشنيعة هزت مشاعر وأحاسيس الرأي العام داخل هذا البلد العربي وخارجه.
وطالبت وثيقة صادرة عن مليشيا الحوثي بمنع أي مظاهرات جديدة، بعد أن أثارت التظاهرات الجماهيرية الحاشدة مخاوف الحوثيين من تحولها لحركات احتجاجية مناهضة لسلطتها وبركان ثوري يقتلع وجودها الإستيطاني هناك.
وتسببت المسيرة الحاشدة التي انطلقت من ميدان السبعين مروراً بشارع التحرير وصولاً إلى شارع القيادة حيث المحلات التي شهدت جريمة تعذيب وقتل الشاب الأغبري والتي رفعت فيها شعارات كثيرة منها “الشعب يطالب بإعدام السفاح” بإثارت حفيظة وثائرة المليشيات الحوثية وقياداتها وإعلامييها ونشطائها الذين سارعوا إلى إدانة هذه المظاهرات ومهاجمة الحشود التي شاركت او دعت للمشاركة فيها.
وشنت مليشيا الحوثي حملة خطف واعتقالات وملاحقات عقب المظاهرة شملت 30 مدنياً، كما داهمت عدداً من المطابع وصادرت الآلاف من اللافتات التي طبعت شعارات للمسيرة الجماهيرية بحسب ما جاء في تقرير للشبكة اليمنية للحقوق والحريات.
وقال وزير الإعلام في اليمن “معمر الإرياني” بان قيام مليشيات الحوثي المدعومة من إيران بمنع تنظيم التظاهرات المطالبة بمحاسبة قتلة الشاب “الأغبري” على يد خمسة من الذئاب البشرية بينهم ضابط في الأمن الوقائي “التابع للمليشيا” واعتقال 30 مشاركاً في الإحتجاجات الشعبية يؤكد مساعيها لتمييع ودفن القضية والتغطية على الجناة والمتورطين فيها.
وأشار “الإرياني” في تغريدات له على صفحته بموقع تويتر الى ان هذه الإجراءات تندرج ضمن سياسات المليشيا التعسفية والقمعية بحق المواطنين القاطنين في مناطق سيطرتها والمستوحاة من أساليب الحرس الثوري الإيراني ومليشيا حزب الله اللبناني في قمع الا
إحتجاجات الشعبية وسلوك أساليب الإرهاب، بالإضافة الى انها تكشف عن مدى القلق الحوثي من تصاعد وتيرة الغضب والهيجان الشعبي جراء ممارساتها الإجرامية والعدوانية وتطورها الى ثورة عارمة قد تجتثها وتطيح بها من الوجود، محذراً من استمرار هذه الإجراءات القمعية والإرهابية ضد المواطنين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، داعياً للإفراج الفوري عن المعتقلين على ذمة الإحتجاجات السلمية، مطالباً في ذات الصعيد المجتمع الدولي والمبعوث الخاص لليمن “مارتن غريفثس” بتحمل مسئولياتهم الإنسانية والتدخل لحماية المدنيين ووقف آلة الإرهاب الحوثية المدعومة من إيران التي تطال الأبرياء.
وكان الشاب “عبد الله الأغبري” قد لقي مصرعه في الـ 26 من أغسطس الماضي على يد عصابة إجرامية مكونة من عدة أشخاص أثناء جلسة تعذيب وتنكيل أستمرت 6 ساعات، في جريمة بشعة لأقت أصداء وأسعة من الإدانة والتنديد والإستنكار على مواقع التواصل الإجتماعي ومختلف وسائل الإعلام بعد تسريب مقاطع فيديو وصور عن هذه الجريمة التي ما يزال يشبوه معظم تفاصيلها التشويش والغموض.
وتحولت جريمة مقتل “الأغبري” الذي جرت بصورة شنيعة إلى قضية رأي عام وسط مطالبات حقوقية وشعبية واسعة بسرعة تنفيذ حكم الله في الجناة تجنبا لتزايد مؤشر هذه الظاهرة الشاذة بين اوساط مجتمع الجمهورية العربية اليمنية.
ووفقاً لمصادر قانونية في اليمن، تسعى مليشيات الحوثي لإخفاء الجرائم التي يرتكبها عناصرها وقياداتها في العاصمة اليمنية “صنعاء” والمحافظات التي تسيطر عليها، إلا أن التسريبات التي تظهر بين الحين والآخر تدل على الفوضى الأمنية وحالة الإنفلات التي تعم في مناطق تواجدها وازدهار العصابات الإجرامية، رغم احترازات هذه الجماعة الإيرانية بعدم وصول تلك الفضائح والفضاعات إلى وسائل الإعلام وعدسات الراصدين.