المكلا ( حضارم اليوم ) وكالات
سيكون الشرق الأوسط على موعد اليوم مع بداية جديدة لسلام مختلف، يخترق الجدار المسدود، عندما توقع دولة الإمارات العربية المتحدة معاهدة سلام تاريخية مع إسرائيل في البيت الأبيض.
ووفق صحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، فإن قطار السلام لن يتوقف عند البحرين التي أعلنت قبل أيام اتفاقاً تاريخياً مماثلاً مع إسرائيل، إذ أنها ستكون مجرد محطة في طريق، يبدو أنه سيصل إلى نهايته وسط التوازنات والتحديات التي ترتسم في المنطقة العربية.
صفحة جديدة
في افتتاحية صحيفة الاتحاد الإماراتية، فإن الحدث في البيت الأبيض مساء اليوم، “إنجاز يتخطى توقيع معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، وإعلان السلام بين مملكة البحرين وإسرائيل، شعاره التعاون في خدمة الإنسانية، وإيجاد الفرص لأجيال قادمة، لمواجهة التحديات”.
ورأت الاتحاد أن ما يميز السلام بين الإمارات وإسرائيل عن غيره من المعاهدات “الرؤية الثاقبة التي اختارت كسر القوالب الجامدة، والدفع باتجاه معادلة جديدة لبناء تحالف سلام يخدم السلام فعلاً وليس قولاً”.
وأضافت الصحيفة “نجحت معاهدة السلام في إنقاذ حل الدولتين عبر وقف مخطط إسرائيل لضم الأراضي الفلسطينية، وهو الأمر الذي لم تستطع دولة في العالم إنجازه. وبالإمكان أن تحقق المعاهدة الكثير لصالح السلام، سواء للفلسطينيين أو للمنطقة”.
وخلصت افتتاحية الإتحاد إلى أن “مرحلة جديدة في الشرق الأوسط قادرة على إحداث السلام والاستقرار والأمن والتعامل مع تحديات المستقبل. فرصة لبناء السلام بين الشعوب، القادر وحده على طي صفحة الكراهية والعداء، وفتح صفحة جديدة لأجيال وأجيال قادمة”.
قطار السلام لن يتوقف
الكاتب في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية راجح الخوري، أكد أن قطار السلام الذي بدأ في هذه المرحلة التاريخية من الإمارات لن ينتهي في البحرين.
وقال “اتفاق السلام بين إسرائيل والبحرين مجرد محطة في طريق، يبدو أنه سيصل إلى نهايته وسط التوازنات والتحديات التي ترتسم في المنطقة العربية، فبعد اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل في فبراير (شباط) من عام 1978، جاء اتفاق وادي عربة بين الأردن وإسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 1994، ثم كان اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل في 13 أغسطس الماضي”.
ورأى أن “تصريحات وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني، تلخص تقريباً، الدافع إياه الذي تحدثت عنه دولة الإمارات من أن الاتفاق سيسهم في حل النزاع العربي الإسرائيلي، وسيشكل بالتالي خطوة لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني، وتالياً العمل على ترجمة عملية واقعية لمبادرة السلام العربية التي أقرت في قمة بيروت في مارس (آذار) من عام 2002، بعدما اقترحها الملك عبد الله يوم كان ولياً للعهد، التي تبنتها القمم العربية اللاحقة”.
وخلص إلى القول “حين غرقت أنظمة التحرير والصمود والتصدي في قرع طبول فلسطين، ودخلت إيران وتركيا على خط طبول القضية التي غرق أهلها في انقسام عميق، وبعد تاريخ من الهزائم والخيبات، ليس كثيراً أن يفترض البعض أن الاتفاق بين البحرين وإسرائيل قد يتحول نقطة زيت جديدة تتفشى في المنطقة”.
الإمارات رسالة سلام
من جهتها اعتبرت صحيفة البيان الإماراتية في افتتحايتها، أن “التحول الاستراتيجي الذي يقود إليه قرار الإمارات الشجاع في معاهدة السلام مع إسرائيل، وما يحدثه هذا القرار التاريخي من تأثير إيجابي في المنطقة ككل، في منحها فرصة ذهبية وحقيقية للسلام والاستقرار، والالتفات إلى تنمية الشعوب وازدهارها، وصناعة مستقبل أفضل لأجيالها، هو في مجمله أمر ينسجم مع نهج الإمارات ورسالتها العالمية في نشر السلم والأخوة الإنسانية، والحلول السياسية للنزاعات، بدل الصراعات التي علمنا التاريخ أنها لا تؤتي ثماراً غير الويلات على البشرية جمعاء”.
وتابعت الصحيفة في افتتاحيتها “الإمارات رسالة سلام للعالم أجمع، كانت منذ تأسيسها، وستبقى على الدوام، منارة لنشر قيم السلام والتسامح والأخوة بين البشر، والحوار، وإعلاء مصلحة الإنسان أينما كان، وتمكينه وحفظ استقراره، وتعظيم ازدهاره ورفاهه، فخطاب الإمارات الدائم، هو خطاب المستقبل، الذي يفتح أذرعه لمن يعلون الطموح والإنجاز، لتقدم الإنسانية وصياغة غدها، والمشاركة الحضارية في تعميم الخير للجميع، بعيداً عن خطابات الماضي المظلمة”.
وخلصت إلى القول “رسالة السلام التي تبثها الإمارات اليوم، ينتظرها كثيرون من دول وشعوب، ليحذوا حذوها نحو طريق يمهد لفرص حقيقية للسلام والاستقرار والتنمية، ونبذ الصراع”.
إسرائيل ليست عدواً
الكاتب محمد آل الشيخ، رأى في مقالته بصحيفة الجزيرة السعودية، أن “إسرائيل لم تعد بالنسبة لنا نحن الخليجيون العدو الأول، كما كان الوضع قبل أن يجثم ملالي الفرس الصفويين على إيران عام 1979، ويبدؤون في تصدير الثورة، ولا قبل أن يتربع أردوغان على كرسي الرئاسة في تركيا، ويعمل على إعادة الاحتلال العثماني للعالم العربي، الذي ذاق العرب، وهذه البلاد خاصة، منه الأمرين”.
وأضاف “نحن من يُقيم الأخطار المحدقة المحيطة بنا، ويرتب الأولويات. مشكلة الفصائل الفلسطينية، يصرون على الوصاية علينا، وتحديد هذه الأولويات، ويزعمون أن إيران الملالي، وكذلك تركيا أردوغان، لا يُشكلون علينا خطراً كما هو الخطر الإسرائيلي، وهذه وصاية متعسفة ومرفوضة من قبلنا جملة وتفصيلاً”.
وخلص إلى القول “إننا في الخليج نضع التنمية الشاملة لدولنا شأناً رئيسياً يأتي على رأس أولوياتنا، ودولة كإسرائيل دولة متقدمة ومتفوقة في كافة المجالات، ومن خلال إيجاد مساحة للتعاون السلمي معها نعتقد أننا سنستفيد من تقدمها وتفوقها”.