الرئيسية / أراء وكتاب / الحوثي يقترب من مأرب.. ماذا بعد!.. بقلم: ياسر اليافعي

الحوثي يقترب من مأرب.. ماذا بعد!.. بقلم: ياسر اليافعي

    
الحوثي اليوم يسيطر على منطقة “العمود” مركز مديرية ماهليه جنوب مدينة مأرب وبات يقترب اكثر من السيطرة على المدينة.

نقولها بكل أسف، لم نكن نتمنى هذا يحدث، وقفنا مع مأرب وخسرنا رجالا هناك، ابن عمي العميد “أحمد عبده الزهر” استشهد في معارك تحرير مأرب عام 2016 وغيره الكثير من أبناء الجنوب الذين استشهدوا هناك، بالإضافة إلى استشهاد أكثر من 50 ضابطا وجنديا إماراتيا وقيادات يمنية مخلصة ومئات الجنود من مختلف المحافظات اليمنية، من غير تضحيات قبائل مأرب، وكلها تضحيات كبيرة وجسيمة جداً. 

لكن المؤسف سياسة الإخوان الخاطئة وحرفهم الحرب عن مسارها، سبب رئيسي في ما يحدث من نكسات في مأرب وغيرها، وكانت الاستراتيجية التي اتبعوها مدمرة لهم قبل غيرهم.

هذه السياسة جعلت الكثير من أبناء الجنوب وحتى الشمال يتشفى اليوم بهزائم الإصلاح ويتمنى للحوثي ان ينتصر، وخاصة عندما شاهد أبناء الجنوب جحافلهم تتوغل في شبوة وأبين وبكل انتقام يرددون “سقطت خيبر سقطت خيبر” بعد اجتيازهم شقرة في أغسطس 2019.

وما حدث مؤخراً في تعز التي هي في الأساس شمالية ولا يوجد فيها مجلس انتقالي أو غيره، حيث حارب الإخوان كل من قاتل الحوثي وانتصر لتعز، واخرها ما حدث للواء 35 مدرع وضباطه وجنوده من بطش على يد الجماعة، حتى بات أبناء ريف تعز يفضلون خيار الحوثي على الإخوان.

فساد الشرعية وسيطرة حزب الإصلاح على أركانها ومفاصلها واعتماد هادي على الأدوات الضعيفة والفاسدة والفاشلة والانتهازية أيضاً من أهم الأسباب، وحذرنا من ذلك في وقت مبكر، ولم يسمعنا أحد، واتهمونا بمعادة الشرعية مع أننا كنا أكثر حرصاً عليها منهم، وكنا نرى الأخطاء ونحذر منها ونسعى إلى إصلاحها لكن كان المخطط خارجيا وهم مجرد أدوات للتنفيذ.

الأدوات الفاسدة والانتهازية هي ايضاً عمدت إلى إغراق المحافظات المحررة في الفوضى، بدل تنميتها حتى تكون نموذجا لباقي المحافظات التي تحت سيطرة الحوثي وتكون سندا لجبهات في الشمال.

شماعة الإمارات والمجلس الانتقالي لم يعد احد يصدقها، لأن الواقع عكس ذلك تماماً، الإمارات دعمت القوات الجنوبية وانتصرت في الجنوب ووصلت إلى الحديدة وبات ميناء الحديدة على مرمى حجر من هذه القوات، بينما مأرب كانت تغرق في فساد الإخوان، كشوف الأسماء الوهمية، والسيطرة على مفاصل الدولة من خلال الشرعية، ونسوا عدوا اسمه الحوثي، وكان كل همهم السيطرة على شرعية “الوهم” لأن فيها مناصب وغنائم وتركوا الواقع للحوثي.

يبدو أن سقوط مأرب بيد الحوثي بات واقعا، وخلال الأيام القادمة، هذا ما تؤكده المعارك هناك، واعلام الإخوان من الآن يبحث عن شماعة يعلق عليها هزائمه وخضوعه لرغبات غير يمنية تسببت في حرف الحرب عن مسارها.

المتغيرات التي ستحدث في مأرب ستكون لها انعكاسات بكل تأكيد على الجنوب، وهو ما يدعو القيادات الجنوبية إلى التفكير بشكل جدي ووضع خطط لما بعد هذه المرحلة أي ما بعد سقوط مأرب.

لا أقصد قيادات الانتقالي فقط ولكن حتى قيادات الشرعية من أبناء الجنوب، ماذا اعددتم لهذه اللحظة هل ستعلنون ولاءكم للحوثي وتسلمونه المناطق التي تحت سيطرتكم، نكاية بأهلكم في الجنوب الرافضين لمشروعكم الفاشل “الدولة الاتحادية” وبهذا الحالة انتم اكبر الخاسرين؟ ام تراجعون حساباتكم وتعودون إلى الصف الجنوبي وتفتحون قنوات حوار مع القيادات الجنوبية في الانتقالي لمواجهة الخطر القادم؟

وما يجب أن تدركوه ان أبناء الجنوب سيدافعون عن ارضهم وتضحياتهم مهما كان العدو حوثيا أو غيره، ولن يسلموا رقابهم لقوى النفوذ والفساد والفشل والاحتلال.

نصيحتي لكم، تخلوا عن ارتباطكم بالإخوان، وارتبطوا بالجنوب وقضيته وتضحياته، وهنا ستكون العزة لكم ويكون الانتصار لنا جميعاً.

لا خيار أمامكم.. صنعاء بات من المستحيل الوصول إليها، لذلك عن أي دولة اتحادية تتحدثون والشمال كله بات تحت قبضة الحوثي، ولا يجد مخلصين لتحريره؟

في الأخير نتمنى من الرئيس هادي سرعة تدارك الوضع في مأرب، وقلب الطاولة على الفاسدين والانتهازيين من خلال اقالتهم واحالتهم للمحاكمة، والاستعانة بشخصيات يمنية قوية تدير المعارك في مأرب بعيداً عن جيش الكشوف ومليشيا الإخوان التي رهنت قرار تحرير الشمال بصراع المشاريع الإقليمية.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

شعارها الانتصار .. ورايتها حماية الديار  مقال: نجيب العلي

المكلا (حضارم اليوم) كتبه: نجيب العلي ليس هناك اسمها هزيمة في قاموس القوات المسلحة الجنوبية، …