المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات
“عاهدنا الله وقادتنا الدفاع عن الأوطان لآخر قطرة في دمائنا”.. كلمات للفريق الركن مطلق بن سالم بن مطلق الأزيمع، نائب رئيس هيئة الأركان العامة بالسعودية، تحدد الإطار العام لمنهجه وحياته الحافلة بالعديد من الإنجازات في خدمة بلاده والزود عنها.
مبادئ تزين سجل حافل مشرف بالبطولات والمشاركة في الدفاع عن الأوطان، كان أبرزها مشاركته في حرب تحرير الكويت، ثم دحض المؤامرة الإيرانية خلال قيادته لقوات “درع الجزيرة” إبان أحداث البحرين 2011، ثم مشاركته في “عاصفة الحزم” لإعادة الشرعية في اليمن.
متسلحا بكل تلك الخبرات العسكرية كبيرة، والتاريخ الحافل في مواجهة الإيرانيين ودحض مؤامراتهم، يبدأ الفريق الركن الأزيمع، نائب رئيس هيئة الأركان العامة بالسعودية، مهمة جديدة ضد أذرع طهران باليمن، وذلك بعد تكليفه بموجب أمر ملكي، بالقيام بعمل قائد القوات المشتركة.
وقيادة القوات المشتركة، وهي القيادة المعنية بإدارة الميدان في المواجهة ضد ميليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن.
وأمس الأول الإثنين، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمرا بتكليف الأزيمع، نائب رئيس هيئة الأركان العامة، بالقيام بعمل قائد القوات المشتركة، خلفا للفريق الركن فهد بن تركي بن عبدالعزيز، الذي تم إنهاء خدمته وإحالته إلى التقاعد والتحقيق بسبب ملفات فساد.
الأزيمع، هو قائد عسكري أثبت جدارته في الميدان وأكد مهاراته القيادية بنجاح المهمات التي كُلف بها، وصقل كل ذلك بتعليم عسكري على أعلى مستوى.
حصل الأزيمع على بكالوريوس علوم عسكرية تخصص مدرعات من كلية الملك عبد العزيز الحربية، واستكمل تعليمه العسكري بالحصول على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة بالمملكة العربية السعودية، ثم درجة زميل كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا في مصر.
تحرير الأوطان.. عهد ومهمة
بدأ الأزيمع مسيرته العسكرية بقيادة فصيل “دروع”، ثم قائد فصيل تموين وصيانة، وتدرج في المناصب حتى تولى مهمة مساعد ركن الاستخبارات في اللواء الرابع بالقوات البرية الملكية السعودية خلال حرب تحرير دولة الكويت 1991، ثم مساعداً لقائد اللواء، فقائد مجموعة اللواء.
وعرفانا وتقيرا لجهوده خلال حرب الكويت، حصل على ميدالية تحرير الكويت، ووسام تحرير الكويت.
ونظرا لتاريخه العسكري الحافل، تولى قيادة قوات درع الجزيرة التابع لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ونجحت تلك القوات بقيادته بإحباط المخطط الإيراني لإثارة الشغب في مملكة البحرين عام 2011.
ولا تزال دول الخليج والعالم يذكر تصريحاته القوية تلك الفترة، فعقب دخول قوات درع الجزيرة البحرين، أكد أن القوات ستبقى في البلاد لحين انتفاء التهديد الخارجي، مشيرا إلى أنها دخلت بموجب معاهدات واتفاقيات وأنظمة متفق عليها وبناء على دعوة من القيادة بمملكة البحرين، ونجح في ذلك بالفعل .
وإبان تلك الفترة، قام بدور مميز في دحض أكاذيب وافتراءات كانت تروجها وسائل الإعلام المعادية؛ حول حقيقة دور قوات درع الجزيرة المشتركة في مملكة البحرين.
وأوضح الأزيمع أن قوات درع الجزيرة قوات محبة وسلام ودفاع ولا تعتدي على أحد، مؤكداً قدرتهم على التصدي لأي خطر أو تهديد سواءً كان بحرياً أو جوياً أو من أي سلاح كان.
وأكد أن قوات درع الجزيرة هي “السند القوي والحصن المنيع بعد الله سبحانه وتعالى لدول الخليج”.
وقال مقولته الشهير: “عاهدنا الله وقادتنا الدفاع عن الأوطان لآخر قطرة في دمائنا”، مؤكداً أن لديه الإمكانات لردع كل من تسول له نفسه الاقتراب من حدود البحرين.
وتقديرا لجهوده، تم منحه وسام البحرين من الدرجة الأولى، ليضاف إلى قائمة طويلة من الأوسمة والأنواط حصل عليها تقديرا لإنجازاته وبطولاته.
إعادة الشرعية باليمن
وبعد مهمة قيادة قوات درع الجزيرة، تولى الأزيمع قيادة المنطقة الجنوبية، وقام بالإشراف على خطة “درع الجنوب”.
كما تولى إدارة العمليات العسكرية في عاصفة الحزم عام 2015، وإعادة الأمل بكل جدارة واقتدار، بعدها عين قائداً للمنطقة الشرقية، تولى خلالها إعداد الخطط والإشراف على التمارين العسكرية.
ونظرا لخبرته العسكرية المتراكمة عين مستشاراً عسكرياً في مكتب وزير الدفاع، لإبداء الرأي والمشورة في الجوانب الاستراتيجية والعسكرية والتخطيطية.
بعد ذلك صدر أمر ملكي يوم 26 فبراير شباط 2018 بترقيته إلى رتبة فريق ركن وتعيينه نائباً لرئيس هيئة الأركان العامة، ليتولى الإشراف على الخطط الدفاعية الشاملة ورفع الجاهزية القتالية وبناء القوات المسلحة.
وجاء أمر ترقيته ضمن أوامر ملكية صدرت مع الموافقة على وثيقة تطوير وزارة الدفاع المشتملة على رؤية واستراتيجية برنامج تطوير الوزارة.
ثم صدر الأمر الملكي الإثنين الماضي بتكليفه قائداً للقوات المشتركة، ليتولى قيادتها فــي تنفيــذ خطــط القــوات المســلحة لمواجهــة التهديــدات الناشــئة ومتطلبــات بيئــة الأمــن فــي المنطقــة.
وتعد قيادة القوات المشتركة واحدة من المهام التي جاء أمر إنشائها مع وثيقة تطوير وزارة الدفاع، وقد أوكل إليها مهمة تعزيز الكفاءة القتالية والجاهزية للقوات السعودية، وقيادة العمليات القتالية بناءً على التهديدات الناشئة والبيئة الأمنية على المستوى الإقليمي.
ويتم دعم القوات المشتركة من قِبل أفرع القوات المسلحة، وتعمل ضمن تحالفات إقليمية ودولية لضمان أمن السعودية والمنطقة.
ويعول على الأزيمع في توظيف خبراته العسكرية الكبيرة وثقة القيادة السعودية به ووفائه لدينه ووطنه وقيادته وإنجازاته في دحض مؤامرات الإيرانيين عبر إحداث نقلة نوعية في عمل القوات المشتركة وقطع أذرع طهران في اليمن.