الرئيسية / أراء وكتاب / سيناريوهات تطورات الوضع السياسي… بقلم: نصر هرهره

سيناريوهات تطورات الوضع السياسي… بقلم: نصر هرهره

حين يكتنف الرؤية الى المستقبل الضبابيه تكثر التوقعات والتكهنات حول مآلات الاوضاع ، وليس كل ماهو مرئي من توجهات حتى وان كانت لاقوى القوى السياسية قد تتحقق في المستقبل المنظور ، وقد تظهر سيناريوهات تقودها اضعف القوى السياسية لا نستطع توقعها اليوم لكنها تكون حاسمة ، فالسياسية هي كالرمال المتحركة ، وبحسب المعطيات المتاحه لنا اليوم وروى القوى السياسية الاكثر فاعلية وتوجهات المحيط الاقليمي والدولي المعلنه ، المعارضة والمؤيدة لنتائج التفاعلات السياسية الداخلية فان السيناريو الابرز هو :-

وقف الحرب بين القوات المسلحة الجنوبية والقوات المحسوبة على الحكومة اليمنية بحسب اتفاق وقف اطلاق النار الذي اعلن برعاية التحالف العربي برئاسة المملكة العربية السعودية واحداث تغييرات جوهرية في القوى الفاعلة في الحكومة اليمنية فيتقلص حجم وتاثير قوى بعينها ويبرز دور فاعل لقوى لم تكن تدخل في هيكل الحكومات السابقه ويتعزز حجم وتاثير قوى كانت هي الاضعف في الحكومة السابقه وهذه التغييرات تاتي متفقه مع التغييرات الجوهرية التي جرت وتجري على ارض الواقع من جهة ومن جهة اخرى تاتي وفق متغيرات و متطلبات المجتمع الاقليمي والدولي الراهنة ومتطلبات مهام المستقبل المنظور والمتمثله في تحسين الاوضاع في المناطق المحرره وحشد الجهود والطاقات العسكرية والسياسية لضغط على الحوثي للانخراط في العملية السياسية التي ترعاها الامم المتحدة والتعامل معها بايجابية وهناك سيكون منتظر على طاولة المفاوضات ملفات عدة لقضايا عدة اهمها وفي مقدمتها القضية الجنوبية وبرؤية خيار الدولة الجنوبية المستقلة كاملة السيادة على حدود ما قبل 22 مايو 90 م وباقي السيناريو هذا لن نخوض فيه الان لصعوبة انجاز توقعات يمكن ان نقتنع بها قبل ان نقنع المتابعين لهذا التحليل

السيناريو الثاني هو : سقوط مارب بيد الحوثي اكان بتساهل من القوات المحسوبة على الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا او باختلال موازين القوى لصالح الحوثي وفي هذه الحالة ، فاننا نفقد الثقة في صحة السيناريو الاولى حيث ان الوضع سيتغير في غير صالح الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وستفقد ثقة التحالف العربي بها بينما ستتعزز ثقة المجتمع الاقليمي والدولي في المجلس الانتقالي الجنوبي والموتمر الشعبي العام الذي لهما تواجد وثقل سياسي وعسكري على الارض، حيث يسيطرون على ارض محررة من الحوثي ، ويبدو ان اتفاق الرياض سيكون مهدد بالفشل لان الشرعية حبنها ستحاول ان تتشبث باي مواقع في الجنوب وتستمر في ادارة فوهات مدافعها باتجاه الجنوب بدل عن محاربة الحوثي وتقوم بعد ان تنسحب منن مارب بالتنسيق مع القوات اليمنية المتواجده في حضرموت والمهره وشبوة لكي تعزز تواجدها في شقره وتستمر في حرب مدمرة( قد تدفع هي فيها ثمن غالي) بالتنسيق مع نظائرها في تعز لفتح جبهة جديده عبر التربة في اتجاه الجنوب بدعم تركي قطري ، وقد تطول المعارك وتكون فيها خسائر كثيره لكن ربما ستكون النهاية الحتمية للمشروع التركي القطري
وحينها سنكون امام وضع سياسي مختلف وقوى سياسية مختلفه وعملية سياسية مختلفة قد تغيب فيها الحكومة اليمنية المعترف اليوم بها دوليا وتفقد ذلك الاعتراف
وهناك سيناريو ثالث هو : ان تنجز قيادة التحالف العربي وعلى وجة الخصوص المملكة العربية السعودية تحرك سياسي منفرد بالتفاوض مع الحوثيين بهدف التوصل الى اتفاق سلام بين البلدين بالتوازي مع انجاز تحرك دبلماسي تجاة ايران وتحقيق انفراجة في العلاقات الدبلماسية الايرانية الخليجية ولو ان ذلك يبدو سيناريو غير واقعي في ظل التوتر الكبير في العلاقات الايرانية الخليجية والعربية ومحاولة ايران التمدد في المنطقة من خلال خلق لها اذرع سياسية وعسكرية في عواصم عربية عديدة ، وفي ظل التطبيع بين اسرائيل والامارات العربية المتحده كون سياسة المملكة والامارات العربية تكاد تتطابق في مجملها ولا اظن ان هناك قدرة لدول المنطقة ان تنتهج سياسية خارجية تصنع سلام وعلاقات تبادل مصالح مع اقطاب متناقضه لها ارتباطاتها الدولية بحكم الموروث الوحيد الاتجاه في سياساتها الخارجية التي لا تخلو من الانحياز للاقطاب الدولية الموثرة ، وخصوصا في حال نجاح ترامب في رئاسة ثانية للولايات المتحدة الامريكية، ولكن بافتراض ان ذلك حصل بغض النظر عن الوقائع المفترضة لهذا السيناريو والمذكوره انفا وربما بظهور وقائع اخرى لكن في المحصلة النهائية انجز ذلك السيناريو فانه يضع الحكومة اليمنية المعترف فيها دوليا والقوى السياسيه المكونة لها والمجلس الانتقالي الجنوبي اما عملية سياسية صعبه تبنى على اساس ما انجز بين المملكة العربية السعودية والحوثيين الامر الذي لا نعتقد ان يرتضيه الجنوبيين على الاقل ان لم تكن كل القوى السياسية اامنظوية في اطار التحالف العربي وحينها سيستمر الوضع المازوم للمنطقة بل ويضعها على صفيح اكثر سخونة مما هو عليه اليوم قد تتضرر فيه مصالح الكل من المحلي الى الاقليمي الى الدولي

اما السيناريو الرابع هو : ان يحصل تغيير جوهري في السياسة الامريكية خصوصا اذا نجح بايدن (الديمقراطيين ) في الانتخابات الرئاسية وحينها ستواصل السياسة الخارجية الامريكية سياستها التي اتبعتها فيما يسمى بالربيع العربي وتصعيد الاسلاميين الى قيادة الدول العربية وفيه سيلمع من جديد الدور التركي القطري وقد يكون الانفتاح باتجاه العلاقات الخليجية – التركية / القطرية وحينها ستستعيد قوى الاسلام السياسي مكانتها في اطار الحكومة اليمنية وتتغير سياسة التحالف العربي تجاههم وستكون المنطقة امام عملية سياسية مختلفة وربما تشتد الحرب على الحوثي والضغط علية بقوة وسيجد الجنوبيين انفسهم امام تحالف محلي واقليمي ودولي ، لا يساعد على تحقيق تطلعاتهم وهذه النتيجة لن تختلف عم اذا حصل السيناريو الثالث وستدفع المنطقة ثمن باهض وتستمر غير مستقره الى ان يحصل تغيير لهذا النتيجة المفترضة في اطار هذا السيناريو
وهناك تفاصيل كثيره لا يتسع المجال لذكرها في هذا الحيز المحدود ، كما ان هذه تظل توقعات الى ان تثبت التطورات اي منها سيبحر بنا نحو المستقبل

شارك الخبر

شاهد أيضاً

حل قضية الجنوب مفتاح الاستقرار الشامل

المكلا (حضارم اليوم) متابعات أظهرت التطورات القائمة على الساحة في الفترة الحالية، أنه لا مجال …