هو حامل رسالة الأنبياء والمرسلين ومصدر العلم والتعلم والشعلة التي تحترق لتضي للآخرين طريق مستقبلهم ويشترك مع الوالدين في التربية وتنشئة الأبناء وتوجيههم نحو الطريق الصحيح ، إنه المعلم ومربي الأجيال ؛ فمعظم دول العالم جعلت له مكانة فوق الجميع وسنت القوانين والعقوبات تجاه من يعترض في طريقه فالطيار والمهندس والطبيب بالرغم من أهمية تخصصاتهم إلا أن هذه الدول لم تقدم هولاء على المعلم في رواتبهم وحقوقهم الوظيفية فهو من لقنهم الحروف والأعداد في مرحلة الطفولة وعلمهم الجبر والهندسة ومختلف العلوم في مراحل التعليم المختلفة فكيف أن تجد طالب يتخطى معلمه ويتقاضى أجراً أكثر منه .
إن المعلم اليوم في بلادنا لم يكن له أي أهمية تُذكر من كل الجوانب ؛ فالحكومة لم توفيه حقه ومستحقه بل جعلته يتكفف ويتنغص في الحياة ويكاد أجر عامل البناء أكثر منه بأضعاف مضاعفة ، فلم نرى إلا الإضرابات والإمتناع عن التدريس لعله أن يحدث ضغطاً لتلبية مطالبه لكن كل شي باء بالفشل وبين هذا وذاك فالعدل لايوجد بين حاملي الشهادات فعندما يعجز الواحد في الحصول على فرصة عمل فإنه يجد أبواب المدارس مفتوحة له دون أن نجد شروط تقيد عمله من عدمه فلقد أطلعنا وشاهدنا بحدقات أعيننا من يعمل بشهادة تاسع أو أقل من ذلك مع أصحاب البكالاريوس والدبلوم ويتقاضون أجراً واحداً ويدعون أنهم أهل العلم ومع ذلك تجدهم لايفرقوا بين ال(ض-ظ) كتابةً ونطقاً وماخفي أعظم والمقصود هنا المتعاقدين .
لقد ذهبت هيبة المعلم لدى كثير من الطلاب فأصبح لايفرق بين معلمه وصديقه بل قد يصل الحال للسب والشتم والوصول إلى درجات من الغضب فأولياء الأمور في غالب الأحيان قد يتحملوا جلّ هذه المشكلة من خلال التعامل مع الأبناء بأنهم دائماً على الطريق الصحيح ونسيوا أن المعلم يحمل معهم نفس المهمة وشريك في النصح والإرشاد ، فراينا التطاول والإهانات التي تُطال معظم المعلمين في مشهد يقشعر منه البدن ويتفطر له القلب ولسان حالنا يقول هل صار المعلم غريباً في المجتمع وأين المنصفين له ولحقوقه والحفاظ على تلك المكانة التي يتبادلها في المجتمعات المجاورة لنا ، لكن في المقابل هناك معلمين سلكوا لأنفسهم طرقاً جعلتهم أضحوكة بين الناس فتستغرب عندما ترى معلم يتناول القات والدخان وماشابه ذلك مع طلابه وفي الأخير تأتي الشكوى بأن الوضع أصبح غير مناسب والطلاب أكثر تمرد وعدم الإنصياع لقراراته ، فالناصح يجب أن يبدأ بنفسه قبل غيره والمعلم يكون قدوه للجميع.