المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات :
محمود عزت عقب إلقاء القبض عليه (من المصدر)
أحمد عاطف شعبان بلال (القاهرة)
كشفت مصادر عن كواليس إلقاء الأمن المصري القبض على القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية محمود عزت بإحدى الشقق السكنية بمنطقة التجمع الخامس، شرقي القاهرة، موضحة أنه تم العثور عليه وحيداً ولم يقاوم لأنه كان في حالة من الصدمة عندما فاجأته قوات الأمن فجراً، لافتاً إلى أنه عُثر بحوزته على العديد من أجهزة الحاسب الآلي والهواتف المحمولة التي تحتوي على البرامج المشفرة لتأمين إدارته لقيادات وأعضاء التنظيم داخل وخارج البلاد، إضافة لبعض الأوراق التنظيمية التي تتضمن مخططات التنظيم التخريبية.
وأشارت المصادر لـ«الاتحاد» إلى أن المعلومات التي قادت الأمن لمكان اختباء محمود عزت (76 عاماً) تم الحصول عليها من الخارج وعلى الأرجح من أحد العناصر بتركيا، موضحاً أن المكان الذي اتخذه عزت وكراً له يطلق عليه داخل الجماعة بأنه «البيت الآمن» أي لا أحد يعلم عنه شيئاً سواء من المقربين في الجماعة أو الأمن، منوهاً إلى أنه مبدئياً وقبل التحقيقات تم العثور على مراسلات بين محمود عزت وقيادات الإخوان في تركيا.
المصادر ذاتها قالت إن المجموعة الأمنية التي نفذت عملية القبض على محمود عزت هي وحدة «البلاك كوبرا» التابعة لقطاع الأمن الوطني التي تعد واحدة من أقوى القوات الخاصة المتخصصة في اصطياد الإرهابيين، موضحة أن العملية تمت عقب فجر الجمعة، وتم اقتحام الفيلا في عملية استمرت 25 دقيقة.
مصادر أخرى كشفت لـ«الاتحاد» أن قيادات الإخوان المحسوبين على جناح محمود عزت والمعروف بالقطبيين «المتشددين» مارسوا ما يشبه العمل الاستخباراتي لتضليل الجهات الأمنية والرأي العام المصري على مدار 7 أعوام بأن محمود عزت هارب خارج مصر وتارة يزعمون أنه في تركيا أو في قطر أو غزة، رغم أنه موجود في مصر، موضحاً أنه تم تتبع كافة الخيوط للوصول له، وأنه الآن يخضع لتحقيقات مشددة ودقيقة لكشف كافة خيوطه ومحادثاته مع الخارج.
وأعلن الأمن المصري أمس القبض على عزت، بحسب بيان لوزارة الداخلية الذي أوضح أن قرار المداهمة جاء عقب استئذان نيابة أمن الدولة العليا التي أمرت بضبط محمود عزت المطلوب على ذمة عدة قضايا حكم عليه في بعضها غيابياً بالإعدام.
من جانبه، قال منير أديب، الباحث المصري في شؤون التنظيمات المتطرفة والإرهاب الدولي، إن وجود محمود عزت في مصر طوال هذه السنوات لأنه ينتمي إلى مدرسة تؤثر العمل السري والتخفي عن العمل العلني، موضحاً أنه لم يستخدم أي وسيلة اتصال إلكترونية يمكن من خلالها الوصول إليه وابتعد عن دخول المشهد السياسي وما شابه من خلافات داخلية أو الاشتباك ما بين الإخوان والدولة.
وأوضح أديب لـ«الاتحاد» أنه استطاع الاحتفاظ بسرية وجوده بأماكن بعيدة عن أعين الأمن، مشدداً على أنه كنز معلوماتي كبير ربما يتيح للأمن تفاصيل دقيقة لها علاقة بأحداث العنف التي جرت في مصر على مدار 7 سنوات، خاصة أنه كان مسؤولاً عن إجراء الانتخابات الداخلية فيما سمي باللجنة الإدارية بإدارة شؤون التنظيم والتي أتت بالقيادي الإخواني محمد كمال مسؤول اللجان النوعية المسلحة.
وشدد على أن عزت يملك معلومات حول رؤية الإخوان المستقبلية للعمل في مصر وهو ما يتيح لأجهزة الأمن معرفة تفاصيل أدق لها علاقة بكشف بعض عمليات العنف وما يعتزم الإخوان القيام به خلال الفترة المقبلة.
وأصدر القضاء المصري ضد عزت حكماً بالإعدام في القضية المعروفة بالتخابر، فضلاً عن صدور حكم بالإعدام في قضية «الهروب من سجون وادي النطرون»، كما صدر ضد «عزت» حكم بالمؤبد في «أحداث مكتب الإرشاد» و«أحداث الشغب والعنف بالمنيا»، ومطلوب ضبطه وإحضاره في العديد من القضايا الخاصة بالعمليات الإرهابية وتحركات التنظيم الإرهابي أبرزها حوادث اغتيال النائب العام الأسبق هشام بركات والعميد وائل طاحون والعميد بالجيش المصري عادل رجائي، إضافة لمحاولة اغتيال المستشار زكريا عبد العزيز النائب العام المساعد الأسبق، وحادث تفجير سيارة مفخخة أمام معهد الأورام خلال شهر أغسطس 2019، وتأسيسه الكتائب الإلكترونية الإخوانية التي تتولى إدارة حرب الشائعات وإعداد الأخبار المفبركة والإسقاط على الدولة بهدف إثارة البلبلة وتأليب الرأي العام.
يذكر أن عزت تولى منصب المرشد العام بالإنابة في 20 أغسطس 2013، عقب القبض على المرشد محمد بديع، بعد أيام من فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة.