المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات :
جون غامبريل – آرون هيلر
قد تفتح الصفقة التي توسطت فيها الولايات المتحدة، والتي شهدت إنشاء علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، طريق أبوظبي نحو شراء أسلحة أميركية متطورة، مما قد يؤدي إلى قلب التفوق العسكري الإسرائيلي الطويل الأمد على المستوى الإقليمي وتوازن القوى مع إيران.
على الرغم من اعتراضات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العلنية، قال الرئيس دونالد ترامب للصحافيين الأربعاء الماضي إن الإماراتيين أعربوا عن اهتمامهم بشراء عدد من الطائرات المقاتلة الشبحية من طراز أف – 35 وأن هذه الصفقة “قيد المراجعة”.
لسنوات، سعت الإمارات إلى شراء طائرات أميركية دون طيار وهو أمر يُحتمل أن يتحقق الآن حيث خفّفت إدارة ترامب القواعد التي تحكم مثل تلك الصفقة الشهر الماضي فقط.
تستغرق صفقات الأسلحة المعقدة وقتا للتفاوض والحصول على موافقة الكونغرس. ويستغرق وصول الطائرات المقاتلة والطائرات دون طيار إلى أيدي الجيوش الأجنبية سنوات، ثم يتعين عليها بعد ذلك تدريب طياريها عليها. كما يجدر التذكير بمسألة انتخابات نوفمبر وما إذا كانت إدارة جو بايدن المحتملة ستوافق على مثل هذه الصفقة.
لكن ترامب استخدم مبيعات الأسلحة كمعيار للحكم على علاقة أميركا بدول الخليج العربية. ويقدّر بيع الطائرات المقاتلة للإمارات بتكلفة تتجاوز 100 مليون دولار. وقال ترامب عن الإمارات إن “لديها المال لدفع ثمنها بالتأكيد”.
ونفى نتنياهو مرة أخرى وجود أي صلة بين صفقات السلاح وفتح العلاقات مع الإمارات. وقوبل ذلك بتشكيك في إسرائيل، وخاصة أنه جاء تزامنا مع اتهامات بتجاوزه وزارة الدفاع الإسرائيلية في الموافقة على بيع ألماني سابق لغواصات متقدمة لمصر.
ووجّه منتقدون تهمة الكذب إلى نتنياهو حول عنصر رئيسي يُعتقد أنه أبرم الصفقة لصالح الإمارات. فقد قال وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، إنه لم يكن مطّلعا على الاتفاق الإماراتي حتى اللحظة الأخيرة.
أنور قرقاش: قرار الإمارات بفتح علاقات دبلوماسية مع إسرائيل لا علاقة له بإيران
وكقاعدة عامة، تعارض إسرائيل بيع طائرات أف – 35 وغيرها من الأسلحة المتقدمة لأية دولة في الشرق الأوسط من أجل الحفاظ على ما تسميه “التفوق العسكري النوعي”. ويشمل ذلك مصر والأردن، الدولتين العربيتين اللتين تربطهما علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، من منطلق ذكرى الحروب المتعددة التي خاضتها ضد العرب منذ نشأتها سنة 1948. وتخشى إسرائيل اندلاع سباق تسلح إقليمي أيضا.
وكتب الجنرال عاموس جلعاد، رئيس معهد السياسة والإستراتيجية في المركز متعدد المجالات في هرتسيليا، “يجب ألا تنسى إسرائيل، ولا حتى لجزء من الثانية، أن أي ضعف في قوتها قد يسحب البساط من تحت قدميها على المدى الطويل. فإن النوايا عرضة للتغيرات السريعة”.
وأضاف جنرال متقاعد ومسؤول كبير سابق في وزارة الدفاع، في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت اليومية يوم الخميس، “كانت إيران توأم روح إسرائيل، وهي اليوم عدو خطير”.
بالنسبة إلى الإمارات العربية المتحدة، شهد طياروها قدرات أف – 35 بينما كانت أسراب القوات الجوية الأميركية تدور داخل قاعدة الظفرة الجوية بالقرب من أبوظبي وخارجها منذ 2019. وتشمل القوات الجوية الإماراتية العشرات من طائرات أف – 16 وداسو ميراج 2000 فرنسية الصنع.
لكن طائرات أف – 35 ستوفر ميزة أكبر تحسم تفوّقها على إيران، التي تكوّنت قواتها الجوية نتيجة شراءاتها قبل الثورة الإسلامية في 1979 وتصنيع بعض الطائرات محليا. كما تصعّب قدرات طائرات أف – 35 الشبحية عمل الأنظمة الإيرانية المضادة للطائرات، التي تعرضت لانتقادات دولية بسبب إسقاطها طائرة ركاب أوكرانية في يناير.
في السابق، سعت الإمارات إلى شراء طائرات أميركية دون طيار من طراز ريبر. واستخدمت طائرات مسيرة مسلحة صينية الصنع في ساحة المعركة في اليمن، حيث انضمت الإمارات إلى تحالف تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين الذين تدعمهم إيران ويسيطرون على العاصمة.
ردا على أسئلة حول جهودها لشراء طائرات أف – 35، قالت وزارة الخارجية الإماراتية يوم الخميس إن الاتفاقية الإماراتية الإسرائيلية ستشمل في النهاية “جانبا أمنيا ودفاعيا”.
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، إن الحصول على الطائرات يجب أن يكون “أسهل” بعد الاتفاق مع إسرائيل إثر جهود استمرت ست سنوات للحصول على الطائرات المقاتلة.
وأكّد قرقاش في مؤتمر عبر الفيديو في المجلس الأطلسي أن هذا مطروح وأن طلبات بلاده مشروعة.
في المنطقة، تدير إسرائيل الطائرات المقاتلة حيث انهارت صفقة شراء تركية بسبب إصرار أنقرة على الحصول على نظام الدفاع الروسي أس – 400.
وردّد قرقاش أن قرار الإمارات بفتح علاقات دبلوماسية مع إسرائيل لا علاقة له بإيران. ففي طهران، ذكر التلفزيون الحكومي أن الطائرات ستكون “مكافأة للسلام”، دون الخوض في التفاصيل.
ومنذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني المبرم في 2015 من جانب واحد، كسرت طهران كل القيود المفروضة على برنامجها النووي ببطء. وبينما تصرّ إيران على أن برنامجها سلمي، تخشى الدول الغربيةُ إمكانيةَ استخدامه لتطوير أسلحة نووية.
لطالما حذر ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، من أن إسرائيل قد تتحرّك أولا لتدمير برنامج إيران النووي إذا لم يتم احتواؤه. وقال للمسؤولين الأميركيين إن ذلك سيشعل حربا إقليمية.
يذكّر هذا بنتنياهو، الذي وقف أمام طائرة إسرائيلية من طراز أف – 35 العام الماضي ليصدر تحذيرا مماثلا إلى إيران. وقال في تعليق له إنه “في الآونة الأخيرة، كانت إيران تهدد بتدمير إسرائيل. سيكون من الجيد أن نتذكر أن هذه الطائرات يمكنها الوصول إلى أي مكان في الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران وبالتأكيد سوريا”.