حضارم اليوم صحيفة حضرمية
مقالات مشابهة
تقرير ( حضارم اليوم ) خاص
يافع الشموخ والكبرياء:
منذ إن هشّم الجد اليافعي أول حجر بالوادي السحيق لتشييد بناء منزله وجزّ جذع أول شجرة علب دوم لسقفه والاستئناس به والسكنى والاستقرار والمكوث فيه كانت حكاية التاريخ اليافعي قد بدأت تنقش مع كل عمل دوءب لتتسع دائرة الحياة في أرض يافع الشموخ والكبرياء.
يافع تاريخ وتراث:
لقد شكلت تضاريس يافع وطبيعتها الجغرافية بما تحتويه من جبال شاهقة وسهول متعرجة سحيقة وأودية خصبة طبيعة وأساليب العيش المشترك وافرزت وسائل الحياة المضنية التي اشتغل الإنسان اليافعي على جعلها ديدنه اليومي ومزجها بعرقه النبيل ودثرها بروحه الأبية الخالدة فترددت على الشفاه الأهازيج الخاصة بتسخير الأرض واستصلاحها وبذرها وسقياها وانتعشت صباحاته وأمسياته فتعمقت لدية جذور الإنتماء لترابه وعشقه لسماء أرضه وصفاء وديانها وهجيع سهولها الرائعة.
يافع إرادة وتحدٍ:
استطاع الإنسان اليافعي منذ فجر انطلاقته الأولى أن يمتلك إرادته الحقيقية في مواجهة تحديات واقعه اليومي المعيش ونجح في تسخير كل مقدراته وملكاته لكسر عنوة هذه التحديات التي ازدادت في حقب التاريخ وظل قادرآ على شد أواصر الإخاء والمحبة والجنوح إلى السلم والاستعداد للحرب والدفاع عن العرض والأرض بروح يافعية واحدة.
يافع في قلب الجنوب:
بمثل ما صار الوطن الجوبي من العاصمة عدن حتى المهرة شرقآ يستعيد وعيه المفقود وينتزع إرادته الذاتية ويفرض استقلاله المنشود عادت يافع ـ كغيرها من الوطن الجنوبي ـ لنبضها الوطني وانتمائها العريق متصدرة واجهة الكفاح من اجل استعادة الكرامة وانتزاع الاستقلال الوطني. لتصبح يافع في قلب الوطن الجنوبي وحملت رسالة النبش في الذاكرة الوطنية وتعميق الهوية الجنوبية وتترجم هذه الغايات الوطنية واقعآ حيّآ وملموسآ في مهرجانها التراثي الشعبي الثاني الذي انطلقت فعابياته مع مطلع الاسبوع ولم تزل تعزل تراث الأجداد وتاريخهم على جبين الوطن الجنوبي.
يافع استعادة الوهج الثقافي:
بتنظيم مهرجان التراث السنوي الثاني في يافع تكون قد هذه الأرض الطيبة قد استعادت الوهج الثقافي والحضاري والإنساني الذي عرفته مدن الجنوب الكبرى في محطات التاريخ والتراث الإنساني العالمي.
ليس هذا وحسب. بل أن هذا المهرجان يتزامن وانتصارات الجنوب في شتى المجالات السياسية والعسكرية والوطنية والثقافية ويظهر هذا العبق الجنوبي في عنفوانه الوطني ويبعث برسائله المتعددة لكل الأطراف الأقليمية والدولية بحقيقة الروح الجنوبية الناهضة والمتحفزة لاستعادة الوطن الجنوبي ـ جغرافيا وتاريخ وثقافة وحضارة وإنسانية منفتحة على كل شعوب وثقافات الكون.
