الرئيسية / أراء وكتاب / مقال: حكومة المناصفة والادارة الذاتية.. بقلم: نصر هرهره

مقال: حكومة المناصفة والادارة الذاتية.. بقلم: نصر هرهره

الادارة الذاتية للجنوب ليست مصلحة خاصة للمجلس الانتقالي الجنوبي وانما هي مصلحة وطنية لشعب الجنوب في ان يدير اموره بعد ان دمرت الحكومات السابقة بنيته التحتية وتدهورت خدماته وتوقفت عجلة الاقتصاد ونهبت ثرواته وتدهورت البيئة وانتشر الفساد وانتشرت العشوائيات واختل الامن والاستقرار وتخلفت الادارة الى درجة الانهيار التام وانعدمت الرقابة والمحاسبة وسقطت العاصمة صنعاء في يد الحوثيين واصبح الشمال كل الشمال يدار من قبل سلطات الامر الواقع هناك واصبح المجتمع الدولي يتعامل مع ذلك الواقع ، فكيف يمنع الجنوب من ادارة ذاته بينما الشمال يدير ذاتيه ، وباي حق تتخذ الحكومة اليمنية من الجنوب دون الشمال وطن لتديره وتمنع اهله من ذلك بل وتحول حياتهم الاقتصادية والاجتماعية والخدمية الى وسيلة ضغط عليهم لتحقيق ماربها السياسية والعسكرية كيف لها ان تترك الشمال لشماليين والجنوب تجيره لشمال والجنوب؟ اي عدالة هذه؟ ومن يمنحها هذا الحق؟
وللاسف هناك من يخلط بين اشراك الجنوبيين والشماليين في حكومة مناصفه لا تصل سلطاتها الى الشمال وبين الادارة الذاتية للجنوب ، ان العقل والمنطق يجعلنا نتفهم لما يدور من حرب مشاريع في المنطقة ، وموقف التحالف العربي ، وموقف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا ، والموقف الدولي والمصالح الاقليمية والدولية ، ووضع اخواننا شعب الشمال فيمكننا ان نقبل بحكومة المناصفة على الارض الجنوبية لتكون حكومة للجنوب وللشمال ، بادارة سلطة الامر الواقع في الشمال وادارة ذاتية للجنوب لكن المنطق المعوج با تكون حكومة مناصفة للجنوب وبادارة الامر الواقع لشمال فهذا امر فيه ظلم وتعسف للجنوب يضاف الى الظلم الذي عاناه خلال سنوات التهميش والظم واللحاق لهذا فان الادارة الذاتية للجنوب هي حق مشروع لشعب الجنوب ولا يلقيها مشاركة الانتقالي في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الذي يفترض ان تكون لشمال وللجنوب في ظل ادارة ذاتية لشمال (سلطة امر واقع اصبح العالم يتعامل معها ) وادارة ذاتية للجنوب ممكن ان تصدر بقرار من حكومة المناصفة او بعرض منها لتصدر بقرار من رئيس الجمهورية ، وتكون علاقتها بالحكومة اليمنية كجزء من الكل لها خصوصياتها الى حين ينخرط الكل في العملية السياسية التفاوضية ومنها التفاوض بين الشمال والجنوب على خيار دولتين جارتين بينهما تعاون وتكامل وتبادل منافع ومصالح وتفاهمات وفق المعايير الدولية، والى حين ذلك تتفرق الحكومة اليمنية المركزية (حكومة المناصفة بين الجنوب والسمال ) المعترف بها دوليا للقضايا السياسية والعسكرية والامنية محتفظه بالاعتراف الدولي بها وهي خطوة في صالح حكومة المناصفة لا عليها لانها تعبر عن نظرتها للمستقبل واعطآ امل لناس بان زمن الطغاة والدكتاتوريات الممسكة بالمركزية الشديدة والتي هي من اهم اسباب انتشار الفساد، وهي خطوة على صعيد الشفافية، وفرصة ان يمارس الشعب حقه في الرقابة ومحاربة الفساد عندما تكون الامور قريبه منه في ظل الادارة الذاتية ونظام اللامركزية التي ممكن ان تتمحور في الشؤن الادارية والمالية والامنية

شارك الخبر

شاهد أيضاً

ذكرى التفويض والتأسيس

كتب/فضل الجعدي مثل الرابع من مايو لحظة مفصلية في مسار الثورة الجنوبية التحررية وكان الخيار …