المكلا ( حضارم اليوم ) وكالات
سيذكر التاريخ طويلاً “انفجار بيروت” الذي يُعد أضخم الانفجارات في العالم، شدة وخطورة، بعد أن حول عاصمة لبنان إلى مدينة منكوبة، ومرفأها إلى خراب هائل، واللبنانيين إلى الذين أنهكهم الوضع الاقتصادي والسياسي، إلى ضحايا دائمين.
وسلطت الصحف العربية الصادرة اليوم الأربعاء، الضوء على الانفجار الذي هز العاصمة اللبنانية بيروت، ومنذ اللحظة الأولى، أشارت أصابع الاتهام إلى حزب الله اللبناني، وأكدت مصادر أن سببه انفجار حاوية للحزب في مرفأ بيروت، قبل يومين من صدور حكم المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رفيق الحريري.
دموع التماسيح
في افتتاحيتها قالت صحيفة نداء الوطن: “سيذكر التاريخ طويلاً “انفجار بيروت” بوصفه أحد أكبر الإنفجارات الكيماوية في العالم، 2700 طن من مادة الأمونيوم انفجرت في المرفأ فخلّفت عصفاً يحاكي ترددات هزة أرضية بقوة 4.5 درجات على مقياس ريختر”
وأضافت “لا تزال فرضيات عديدة تتصاعد من بين الدخان، لكن يبقى الأكيد الوحيد غير القابل للشك والتشكيك أن السلطة مسؤولة ومدانة بالجرم المشهود عن إهمال قاتل أدى إلى ما أدى إليه من دماء ودمار في بيروت وجعلها مدينة منكوبة”.
وأضافت الصحيفة “ما ثبت حتى ليل الأمس، هو أن أهل الحكم والحكومة كانوا على دراية تامة بوجود قنبلة كيماوية موقوتة في وسط العاصمة، ولم يتحركوا ولم يحركوا ساكناً لتفكيكها. ومنذ 6 أشهر وضع على طاولة الرؤساء والوزراء وكل المسؤولين المعنيين تقرير رسمي يُحذر من خطورة الإبقاء على كمية مماثلة من المواد الكيماوية شديدة الاشتعال مخزنة بطريقة لا تراعي معايير وشروط السلامة العامة، غير أنّ أحداً منهم لم يتحل بأدنى حسّ من المسؤولية الوطنية ليحول دون الكارثة…”.
وأنهت الصحيفة قائلةً: “لا تكابروا ولا تناوروا، لا تذرفوا دموع التماسيح على الضحايا ولا تبحثوا عن كبش لمحرقتكم، إرحموا شعباً عزيزاً ذلّ في عهدكم، إرحموا بلداً أضحى تحت سطوتكم منكوباً مدفوناً تحت الركام يلفظ أنفاسه الأخيرة”.
العنبر رقم 12
وبدوره، قال موقع “إندندنت عربية” إنه وبصرف النظر عن الغموض المحيط بالانفجار وملابساته على الصعيد الأمني، والتكهنات بما يضمه “العنبر رقم 12” من مواد متفجرة وشديدة الاشتعال، فإن لبنان لم يكن في حاجة إلى انفجار إضافي بهذا الحجم في ظل الظروف التي يمر بها.
وأضاف أن “الكارثة التي حلّت في لبنان بعد الانفجار الغامض والمريب، تفرض التحديات على السلطة السياسية القائمة بعد فشلها في النهوض بالوضعين الاقتصادي والمالي، وسط الأسئلة عما إذا كان هذا الزلزال بات يهدد بقاء حكومة دياب التي يصر حزب الله والرئيس ميشال عون على استمرارها. وثمة قناعة لدى أوساط سياسية عدة بأن تداعيات ما حصل باتت تحتاج إلى إدارة سياسية مختلفة للوضع اللبناني الذي تعمقت أزمته بعد الانفجار”.
ضربة إسرائيلية؟
ومن جهتها، قالت صحيفة “الجمهورية” اللبنانية: “منذ اللحظة الأولى للانفجار، لم يكن هناك سوى هاجس واحد، هل قامت إسرائيل بتنفيذ ضربةٍ ضد إيران، أي حزب الله، أم هو حادث من نوع آخر؟”، مضيفةً أن الترقّب دام نحو ساعتين، إلى أن نفى مسؤول عسكري إسرائيلي كبير علاقة إسرائيل بالحادث”.
وأَضافت الصحيفة، أن ذلك “لا يكفي للجزم بأنّ إسرائيل لا تقف وراء هذا العمل. فمن الممكن أن تكون إسرائيل مسؤولة عما جرى، ولكنها تعتمد تكتيكاً آخر يقضي بعدم الاعتراف حالياً بأي دور لها في العملية، إما تجنباً للمسؤولية دولياً، وإما تجنّباً لاستدراج حزب الله إلى الردّ الباكر في بيئة السكان المدنيين داخل إسرائيل”.
ولفتت الصحيفة إلى أن إصرار حزب الله من جهته على استبعاد العامل الإسرائيلي “رغبةً في إبعاد نفسه عن محتويات المخزن الذي تعرّض للانفجار، أو للتفجير” مضيفةً “بمجرد قول الحزب، مثلاً، إنّ إسرائيل هي التي استهدفته سيكون اعترافاً منه بأنه صاحب مخزن الأسلحة والذخائر، وبهذا الحجم الهائل”.
وأوضحت الصحيفة أن “هاجس الدخول الإسرائيلي على الخط الأمني سيبقى مسيطراً في لبنان خلال الفترة المقبلة والسخونة الأمنية والعسكرية تصبح مرجّحة عندما تتقاطع حولها مصالح الأطراف النافذين. وهناك إشارات إلى أن هذا التقاطع ربما يتكامل في المرحلة المقبلة، إذا لم يدرك لبنان كيف يسحب نفسه من “بيت النار”.
اغتيال الحريري
من جهتها ربطت صحيفة “الرياض” السعودية، في افتتاحيتها بين اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، واستعداد المحكمة الدولية الخاصة باغتياله لإصدارها حُكمها الجمعة المقبل، وانفجار بيروت، موضحةً أن “انفجارات بيروت قد تكون بداية لأحداث كبيرة يشهدها لبنان لا أحد يعلم إلى أين تقوده، ولكن بالتأكيد لن تكون أحداثاً سارة.. حمى الله لبنان والمخلصين من أبنائه”.
وشددت الصحيفة على أن “هناك من لا يريد الاستقرار للبنان، وما أدل على ذلك إلا الحكومة التي ولاؤها لحزب الله، ولا يريد له أن يكون سيد نفسه حسب التعبير اللبناني، ودائماً ما تشير أصابع الاتهام إلى حزب الله وهو ليس مجرد اتهام بقدر ما هو حقيقة معروفة للجميع، فذلك الحزب بتبعيته المطلقة لإيران ينفذ أجندتها ليس في لبنان وحده، ولكن في المنطقة برمتها، وهي سياسة تخريبية تهدف إلى نشر الفوضى وعدم الاستقرار”.
وأضافت أن “كل المؤشرات تشير إلى أن حزب الله هو من يقف وراء اغتيال رفيق الحريري، وكل المؤشرات تدل أن ذاك الحزب يريد أن يكون لبنان محافظة إيرانية، وشوكة في خاصرة الجسد العربي، ودائماً ما يقود لبنان إلى ما لا خير له فيه، فمنذ اليوم الأول لإنشاء هذا الحزب وهو يعمل ضد مصلحة لبنان على طول الخط ودون تحفظ، ويعلن عن كامل تبعيته لإيران ويفاخر بها، فماذا يرجو اللبنانيون منه؟”.