قرار التخلي عن الإدارة الذاتية كان متوقع، فالإنتقالي كان يفاوض على شراكة حقيقية في صناعة القرار وإدارة الملفات السياسية والعسكرية والاقتصادية خلال هذه المرحلة، وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن المجلس الإنتقالي قد تخلى عن الأهداف الاستراتيجية والمبادئ التي أعلن عنها عند تأسيسه.
الذاتية كانت ورقة ضغط خلقها الإنتقالي من العدم، وحقق بها ما يريد، قد تختلف التسميات والتوصيفات، لا يهم، فالمهم أن نظل ممسكين بزمام الأمور، وبصورة شرعية أمام العالم أجمع، فأتركوا المأزومين يتغنوا بالنصر الفارغ..!
كمية النفخ الإعلامي التي أعقبت إعلان الإنتقالي للإدارة الذاتية للجنوب، سواءً مع أو ضد القرار، خدمت المجلس كثيراً، وأظهرت للجميع أنه مرن لأبعد الحدود، ومستعد أن يتنازل عن هكذا ملف “مهم” لإنجاح مساعي التحالف الرامية لتوحيد جهود محاربة المشروع الحوثي من جهة، وبدء دعم وتنمية المناطق المحررة وفقاً لخطط إعادة الإعمار وعاصفة الأمل من الجهة الأخرى ..!
نجدد ثقتنا بقيادة المجلس الإنتقالي، ونثمِّن جهود الفريق الذي كان يفاوض في الرياض برفقة القائد عيدروس الزبيدي، ونتمنى أن يصدق الطرف الآخر بوعوده هذه المرّة، فالتأخير في تنفيذ بنود الإتفاق أصبح من الترف الغير مقبول.