المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات
التحركات الأخيرة التي أقدمت عليها الشرعية بالمهرة تشير إلى أنها مازالت تراهن على سلاح الإرهاب ليكون حلًا مناسبًا لوجودها في الجنوب، وأن مكوثها في مفاوضات الرياض على مدار أكثر من شهرين ما هو إلا مناورة سياسية تستهدف التغطية على الممارسات الإرهابية التي ترتكبها على الأرض، حتى وإن أبدت الموافقة على تنفيذ الجزء السياسي من الاتفاق فإن الجوانب العسكرية ستبقى كما هي من دون تغيير.
لدى الشرعية قناعة بأنها الطرف المهزوم شعبيًا وسياسيًا وعسكريًا في الجنوب، وبالتالي فإنها تطلق يد الإرهاب بحثًا عن تغيير المعادلة الحالية، لأنها بالأساس لا تبحث عن تنمية أو استقرار في محافظات الجنوب، إنما يظل هدفها الاستراتيجي استمرار احتلال الجنوب والسيطرة على مقدراته، والمضي في تنفيذ أجندة المحور القطري التركي، في ظل خضوعها لسطوة تنظيم الإخوان الإرهابي.
كان من الممكن أن تذهب الشرعية باتجاه تشكيل حكومة مشتركة بينها وبين المجلس الانتقالي الجنوبي منذ أن جرى التوقيع على اتفاق الرياض غير أنها ذهبت باتجاه إفشاله والدفع باتجاه تدشين معسكرات تدريب الإرهابيين والتحشيد المستمر بين الحين والآخر باتجاه محافظات الجنوب، وهو ما يبرهن على أن التصعيد العسكري وارتكاب الجرائم الإرهابية يأتي في مقدمة أفكارها وليس الحلول السياسية التي أحبطتها مرارًا وتكرارًا.
وتجد الشرعية نفسها أمام مأزق في الوقت الحالي، فهي مرغمة بضغوطات سعودية على تنفيذ الشق السياسي لاتفاق الرياض، وفي المقابل فإنها على الجانب الآخر تستمر في تدريب الإرهابيين داخل معسكرات شبوة وتعز، وتقوم بالتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية عبر شخصيات محسوبة عليها ومعادية للتحالف العربي ولعل الاجتماعات التي جرت في المهرة قبل انطلاق مظاهرات تأييد المجلس الانتقالي الجنوبي تعد أحد أوجه تلك الخطط.
تفكك الشرعية واختلاف أجندات قياداتها جعلها غير قادرة على السير في طريق واحد، كلما تحركت خطوات باتجاه الحل السياسي عمل التيار الآخر على جذبها نحو الحلول العسكرية، ودائمًا ما تكون كلمة العنف والقتل والتهديد هي الطاغية على خطابها حتى وإن لجأت في بعض الأحيان إلى التهدئة، فهي دائمًا ما تكون شكلية وتستهدف بالأساس تحقيق مصالح سياسية ضيقة ليس هدفها وقف معاداة الجنوب.
ويرى الطرف المهيمن على الشرعية أن الذهاب باتجاه الحلول العسكرية هو السبيل الوحيد في الوقت الحالي بعد أن لفظها أبناء الجنوب، ولم تستطع أن تحقق ولو جزءًا مما سعت إليه في اتفاق الرياض، ولم تتمكن أيضًا من تحقيق تقدم عسكري على الأرض، ويعتقد هذا الطرف أن الشرعية بحاجة إلى مزيد من عمليات الحشد لتحقيق مكاسب جديدة على المستوى المحلي والإقليمي أيضًا لأن ذلك سيؤدي لزيادة التنسيق مع المحور القطري التركي الذي لن يتوانى عن تقديم مزيد من الدعم المالي للمليشيات الإرهابية.
غير أن هذا الطرف لا يدرك أيضًا أنه يخنق الشرعية بحبال الإرهاب لأنه كلما تصاعدت أعمال العنف ضد المواطنين في محافظات الجنوب زادت حدة الغضب الشعبي تجاهها، وزادت أيضا فرص إنهاء احتلالها لعدد من المناطق في الجنوب لأن ذلك سيولد رغبة شعبية طاغية في التخلص من هذا الاحتلال، وفي النهاية ستجد الشرعية نفسها قد جرى استنزافها في معارك لا طائل منها.