المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات
قالت صحيفة فرنسية، إن علي محسن، بقي محافظاً على علاقاته مع المتطرفين طوال السنين اللاحقة منذ حرب صيف 94، مدركاً قيمتهم العالية كمقاتلين لتأمين مصالحه ومصالح رأس السلطة والقبيلة والإخوان المسلمين في اليمن.
وأعاد تقرير صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية مؤخراً تأكيد هذه العلاقة التي يمسك بخيوطها نائب الرئيس اليمني الحالي علي محسن الأحمر، والذي وُصِف بأنه “أبو تنظيم القاعدة في اليمن”، حسب الصحيفة.
وقال التقرير: “لعقود من الزمن ظلت العلاقة بين المتطرفين ورجال القبائل والحكومة في اليمن معقدة ومتداخلة، يُفيد بعضهم الآخر بطرق مباشرة، وأخرى غير مباشرة، في واحدةٍ من أشد صور الفساد خطورة؛ من أجل الوصول إلى السلطة والحفاظ عليها”.
جذور التطرف في اليمن
يقول التقرير: “يُصنَّف الإخوان المسلمون، كما هو معروف، كجماعة إرهابية في عدة دول؛ بينها روسيا والسعودية والإمارات. ظهر الإخوان المسلمون لأول مرة في اليمن في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، عندما قاد عبدالمجيد الزنداني -مؤسس فرع الإخوان في اليمن- مجموعة من رجال الدين لتأسيس نظام تعليمي ديني في شمال اليمن. كانت المدارس التي تتبنى ذلك النظام التعليمي تهدف، إلى جانب أهداف أخرى، لمواجهة موجة العلمانية القادمة من الجنوب العربي الذي يديره الاشتراكيون، وقد كان لذلك المد تأثير كبير داخل اليمن المُحافِظ دينياً”.
وأضاف: “كانت حرب اليمن القصيرة بين الجنوب والشمال في عام 1979، امتحاناً ناجحاً لدور التيار الإسلامي والقبلي في تعزيز السلطة في الشمال؛ حيث تلقَّى علي عبدالله صالح، الذي تولى الحكم لتوِّه في عام 1978، مساندة قوية من قادة الحروب من قبيلة حاشد، وما كان يُعرف حينها بـ(شباب الحركة الإسلامية)، للتصدي للجنوبيين”.
وتابع: “وقد وصف عبدالله بن حسين الأحمر، مؤسس حزب الإصلاح، دور شباب الحركة الإسلامية في حرب 1979 بأنه “أقوى وأصدق الأدوار والمواقف في كل الجبهات على مستوى اليمن بأكمله”.
وقالت الصحيفة الفرنسية: “وفي الثمانينيات، تطوَّر الدور الإسلامي من المستوى المحلي إلى المستوى الدولي؛ حيث ذهب عبدالمجيد الزنداني وعدد من طلابه إلى أفغانستان؛ للانضمام إلى المجاهدين في قتالهم ضد القوات السوفييتية. أسهم علي محسن الأحمر هو الآخر في تأسيس فرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، وكذلك تجنيد اليمنيين للقتال في أفغانستان كمجاهدين في تلك الفترة، ويُزعم أنه زار معسكرات التدريب التي يديرها أسامة بن لادن”.
في حين قالت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية: إن مقتل الصحفي الجنوبي نبيل القعيطي يُثير مخاوف الجنوبيين، وإن الصحفيين في الجنوب يتعرضون إلى الملاحقات، وعند البحث عمن يقف وراء هذا البحث عن الصحفيين في عدن فإن أصابع الاتهام، حسب الصحيفة، تشير إلى الحكومة المركزية في المنفى في الرياض، بمساعدة مقاتلي “القاعدة”.
وحسب التقرير ذاته، أشار مايكل هورتون، عضو مؤسسة جيمس تاون ومعهد البحث والتحليل حول الإرهاب، إلى مسؤولية نائب الرئيس علي محسن الأحمر، في تعزيز دور الإرهاب في اليمن؛ حيث قال هورتون: “في اليمن، يُعرف (علي محسن) باسم أبي القاعدة.. لقد سهَّل استخدام المسلحين ضد الحوثيين ونشرهم أيضاً ضد انفصاليي الجنوب”.
وأضاف هورتون: “إن هذه التحالفات مع (القاعدة) ستكون بالتأكيد أكثر تواتراً.. إن القوات الحكومية ضعيفة وتتكون إلى حد كبير من رجال غير مدربين تدريباً جيداً، على عكس تنظيم القاعدة الذي لديه المجاهدون أو (المُولعون بالقتال)”.