تتكرر دوماً المآسي بالحضارم منذُ جيش البادية أو (الجيش الحافي)،كما تتم تسميته،إلى كل ما أعتُمل في أرض الحضارم من فيد و تفيّد وتكسّب على حساب اهلها، واستمرار ذلك الأمر ردحاً من الزمن..فلو نظرنا لنعمة اكتشاف النفط في أرض الحضارم التي تحوّلت لنقمة على سكان وقاطني تلك المناطق وأمراض فتاكة وأوبئة متعددة انتشرت تلتهم الاجساد، وممارسات اذلال وإهانة، فقد بلغ بحراسات شركات النفط بتلك المواقع والتي كانت تنتمي جميعها //لقوم مطلع من أهل الشمال اليمني//، التي نكّلت بقاطني تلك المناطق من بدو رحّل و رعيان، ومنعتهم في كثير من الأحيان حتى من مجرد المرور بأرضهم، وشرّدت الكثيرين منهم، حتى انبرى -آنذاك- الشهيد الشيخ سعد بن حبريش العليي للتصدي لهم والمطالبة بكف أيديهم ومنع ممارساتهم و دفع ثمن ذلك روحه الطاهرة (تقبّله الله شهيدا) .
لست بصدد الحديث عن الأمر ولكن// الشئ بالشئ يذكر// .. بعد كل الاحداث التي مرت بحضرموت من تسليم مناطق الساحل لما سمي بالقاعدة وذوبان جيش ما كانت تسمى بالمنطقة العسكرية التي كانت مرابطةً في الساحل الحضرمي، والتي ذابت وكأنها (فص ملح) وتركت تلك القوات المسماة قاعدة //تعيث// بطول وعرض الساحل فسادا وتنكيلا.. كان لابد لحضرموت من منقذ، لاستعادة الأرض ودحر ذلك الكابوس الذي جثم على صدرها و لم يكن ليتصدّى لذلك الامر غير أنبل أهلها وشبابها ورجالها الاشاوس، الذين ظلوا مستبعدين عن الانخراط في السلك العسكري سنيناً طويلةً منذُ جيش البادية وماحصل له و بإنخراطهم كان لهم الكلمة الفصل وكانت المعركة التحررية التي شهد العالم لها بالسرعة والمباغتة والانقضاض على العدو، الذي لم يستطع حتى إلتقاط أنفاسه وهرب من هرب وقتل من قتل منهم واستشهد الكثيرون من الشباب الذين ضحوا واستبسلوا وبذلوا النفس والروح والجسد في سبيل الوطن وتيتّم أطفالهم ورمّلت نساؤهم، ومنهم من فقد أحد اعضائه أو بُترت له أحد الأطراف في سبيل حضرموت .
من المعلوم بالتأكيد إنَّ لذلك النصر أعداء؛ وللقاعدة أيضا أصدقاء وأحباب وأيضا متمصلحين ومتكسبين وممتطين.. هؤلاء و مَن لف لفهم لم يعجبهم و لم يرق لهم أن ينبرئ الحضارم بهكذا مستوى؛ أذهل كل مَن تابع ذلك النصر وتلك المعركة الخاصة بتحرير الساحل الحضرمي .. وترك لأولئك الحسرة والندامة على فقدانهم شريكا وحليفا كانوا يعولون عليه كثيرا //ك.. بُعبُع// كانوا يخوّفون به العالم فأصبح أمام أشاوس النخبة مجرد دمية سرعان ماتم رميها بعيدا عن ساحل حضرموت.
هؤلاء شككوا في المعركة برمتها واختلقوا الكثير الكثير من الفبركات، كي لايتم القول إنَّ مَن حرر الساحل في حضرموت رجالها الاشاوس الأشداء، والتي تمت تسميتهم بقوات النخبة الحضرمية رمزاً للعزة والشموخ الحضرمي .
فاستمرت عمليات ومحاولات الحط من قوات النخبة ولم تكن مقالة أو تخرصات من ماسمّى نفسه ظلما وبهتانا(بالحضرمي) وهو لايمت لحضرموت بصلة ولا لأهلها ولم ولن يكون هو أول أو آخر من يحاول المساس بقوات النخبة الحضرمية فقد سبقه كثيرون، ولازال أيضاً هنالك عدد من المسيّسين المنتمين لأحزاب معروفة، لا تروق لهم النخبة الحضرمية،لأنها أضحت اليوم صمامَ أمانٍ لحضرموت، تبذل كل ما بوسعها لخدمة أرضها وأهلها في حضرموت وتنشر السلام على الربوع والأمل في النفوس وتحول دون حلمهم في استعادة بسط نفوذهم و بالتالي سيطرتهم وتسيدهم،برغم مايكابد رجالها من حرمانهم من مرتباتهم وعدم صرفها لأشهر عدة في محاولة-كما يبدو- مقصودة بهدف الابتزاز والسعي لاذلالهم ومحاولة جرهم إلى ذل السؤال او الارتماء في براثن الرشوة والتكسب غير المشروع ..
وللأسف لازال هناك البعض من بني الجلدة الحضرمية مَن يعرقل،بل يمنع أن تنتشر تلك القوات على كل ربوع حضرموت حتى يعمها الأمن والأمان والطمأنينة.. فحضرموت؛ التي يشهد واديها قتلاً شبه يومي، تمارسه-كما يبدو حتى الآن- أشباح متخفيةً لم يُفك طلاسمها أحد ، حيث ان جميع قضايا القتل تلك تُسجّل ضد مجهول ولم يتم إلقاء القبض فيها و على كثرتها ولو على مشتبه به واحد؛ وإن حضرت النخبة الحضرمية إلى الوادي لاستطاعت أن تفك طلاسم تلك العمليات واكتشاف التقصير الذي أدى إلى عدم معرفة الجناة في تلك القضايا وسينكشف المستور.
إنَّ رد الاعتبار للنخبة الحضرمية ليس باعتذار ذلك المسئول المتربِّع للأسف على تمثيل الدبلوماسية اليمنية وهو براء من فهم او معرفة حتى أبجدياتها، فحديثه هذا و تطاوله يؤكد ذلك، من سمحت له نفسه المساس بإنجازات جيش منخرط في الذود عن الأرض والعرض .. بل لن يكون رد الاعتبار للنخبة الحضرمية إلا بإنتشارها على طول وعرض حضرموت،حتى يعم السلام كل الأرض …