الرئيسية / أراء وكتاب / توقيت اتخاذها خسر ويخسر حلف ومؤتمر حضرموت الجامع.. بقلم: عبد العزيز بازمول

توقيت اتخاذها خسر ويخسر حلف ومؤتمر حضرموت الجامع.. بقلم: عبد العزيز بازمول

مع اقتراب التوقيع على اتفاق الرياض بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي وجه الشيخ عمرو بن حبريش رسالة باسم مؤتمر حضرموت الجامع وحلف حضرموت للمطالبة بتمثيل حضرموت وعدم تهميشها وقد حملت الرسالة في فحواها وكان الهدف الأساسي منها معارضة ليس للاتفاق نفسه ولكنه لأنه تم مع المجلس الانتقالي الجنوبي وهي بالمجمل تعبر عن وجهة نظر الشيخ عمرو نفسه ومن أوعز له بذلك وليس موقف أعضاء مؤتمر حضرموت الجامع ؛ ولا عن موقف الغالبية من أبناء حضرموت ، وهو ما بدأ واضحا من خلال ردات الفعل التي أعقبت توجيه الرسالة .
اليوم يتكرر ذات الأمر وبنفس الطريقة من قبل الشيخ عمرو وباسم مؤتمر حضرموت الجامع وحلف حضرموت تزامنا مع مشاورات الرياض الهادفة لتنفيذ اتفاق الرياض ومع قرب الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة التي ستكون مناصفة بين المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل للجنوب وبين الشرعية بكل مكوناتها ؛وهي الحكومة التي ستغيب عنها وجوه كثيرة من قوى النهب والفساد ممن لهم مصالح مشتركة مع مدعي تمثيل حضرموت والتحدث باسمها وستتبعها تغيرات في محافظي ووكلاء المحافظات ؛وهو ما دفعهم الى توجيه الرسالة في المرة الأولى و تعليق أعمالهم هذه المرة ؛و في كلا الحالتين لم ولن يتغير من الامر شيئا إذ لا يعدو ما قاموا به سابقا وما يقوموا به حاليا سوى تسجيل حضور ولفت انتباه وإحداث شوشرة بناء على تعليمات و توجيهات الأسياد الذين يتقاسمون معهم الموارد وحصص النفط ؛ وما حديثهم عن حضرموت وتمثيل حضرموت وحقوق حضرموت إلا قميص عثمان للمحافظة على مناصبهم وحصصهم و امتيازاتهم .
في حقيقة الأمر لم يعد ما أشرنا له سابقا خافيا على احد -حتى العامة من الناس -ولم تعد تنطلي عليهم مثل هذه الأعمال والهدف من وراءها ، ومن يقف خلفها ، فقد تشبع الناس بالخطابات والكلام المعسول عن حضرموت وحقوقها من قبل هؤلاء ولكن أفعالهم على الواقع عكس ذلك تماما فثروات حضرموت تنهب وهم من يشارك في نهبها وتقاسم قيمتها ؛والخدمات وأهمها الكهرباء في أسواء حالاتها -بالذات في الساحل -والوضع الآمني في الوادي عنوانه الأبرز القتل والاغتيالات ؛ يحدث كل ذلك وهم في موقع المسؤولية والقرار وعلى رأس هرم السلطة في حضرموت ؛ فما الذي منعكم من العمل لخدمة المحافظة وتوفير الخدمات والحفاظ على الثروات .

هي مرة واحدة التي التقيت فيها الشيخ عمرو بن حبريش العليي ؛ فقد وجهت لي الدعوة يومها لحضور حفل إشهار مؤسسة بن حبريش للتنمية ؛ وصلنا يومها متأخرين وكان حفل الافتتاح قد شارف على النهاية ؛ ويومها حضرنا وجبة الغداء التي كانت في صالة ومسابح الماهر بسيؤن ؛كنت برفقة قيادة مجلس الحراك بمديرية تريم ؛ وفي العصر كان موعد اللقاء مع المشائخ و والأعيان الشخصيات الاجتماعية والنشطاء ؛ تأخر اللقاء يومها كثيرا ؛ وكنا بين الحين والآخر نسأل الأخ محمد سليمان الذي كان يومها مسؤول الإعلام والعلاقات العامة بالمؤسسة فكان رده بأن هناك ظروف خاصة ومخاوف أمنية هي السبب في التأخير ، عرفنا بعدها إن سبب التأخير هو وجود خلافات وانقسامات في قيادة الحلف ؛ لم يحضر الكثيرون يومها وذهب البعض بسبب تأخر اللقاء عن موعده ؛ لم يكن يومها مؤتمر حضرموت الجامع كما أن تسمية الحلف كانت حينها على الاسم السابق له حلف قبائل حضرموت ؛ جاء عمرو وأعتذر للحاضرين -الذين كانوا قلة -عن التأخير وتحدث من ورقة مكتوبة بكلام معسول عن حضرموت وحقوق حضرموت وعن تغيير مسمى الحلف وغيرها .
الحقيقة مايؤسف له وما يحز في النفس اليوم أن تأتي كل بيانات وتحركات مؤتمر حضرموت الجامع وحلف حضرموت اللذان يرأسها الشيخ عمرو مع كل تقدم وانتصار سياسي يحققه المجلس الانتقالي الجنوبي للجنوب وقضيته عامة وحضرموت خاصة باعتبارها قلب الجنوب النابض ومحور ارتكازه ومصدر قوته وعمقه التاريخي والحضاري ؛ كل ذلك لمحاولة ارباك المشهد و تنفيذا لتعليمات قوى ورموز النهب والفساد في الحكومة ؛ وهو الفعل الذي لاقى و يلقي رفضا كبيرا استهجانا شديدا من قبل الغالية من أبناء حضرموت و بسبب هذه المواقف وتوقيت اتخاذها خسر ويخسر حلف حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع قاعدتهما الشعبية وحاضتنهما الجماهيرية وهو ما لا يختلف عليه إثنان اليوم .

عبد العزيز بازمول
إعلامي وكاتب جنوبي

شارك الخبر

شاهد أيضاً

ذكرى التفويض والتأسيس

كتب/فضل الجعدي مثل الرابع من مايو لحظة مفصلية في مسار الثورة الجنوبية التحررية وكان الخيار …