إب ( حضارم اليوم ) متابعات
تسعى المليشيات الحوثية إلى إحداث فوضى اجتماعية في مناطق نفوذها بما يمكنها من السيطرة على المواطنين في تلك المحافظات وشغلهم بالقضايا الحياتية التي يهتمون بها، ما انعكس على جملة من الجرائم التي هدفت إلى تكريس الحقد الطبقي ومضاعفة متاعب الطبقات الفقيرة التي تبحث عن قوت يومها، تتجسد تلك الجرائم يوميا في محافظة إب الواقعة تحت هيمنة العناصر المدعومة من إيران.
وفي واقعة جديدة تبرهن على تلك السياسية منعت مليشيا الحوثي الإرهابية، اليوم الاثنين، صرف رواتب كبار السن والمرضى من صندوق النظافة والتحسين في محافظة إب، بالرغم من أن هؤلاء لا يشكلون شيئا بالنسبة لميزانية المليشيات التي تذهب إلى كبار القيادات والمشرفين في مناطق نفوذها، الأمر الذي يؤكد أن هناك الحوثي يستهدف إغراق المواطنين البسطاء في مشاكلهم.
كشفت مصادر محلية في تصريحات لـ”المشهد العربي”، عن قرار من مدير الصندوق المعين من المليشيا، المدعو طارق الوصابي، بإيقاف صرف رواتب المتقاعدين وأصحاب إصابات العمل الشديدة، مشيرة إلى أنه طالب المصابين خلال أداء أعمالهم في الشوارع، بإحضار تقارير طبية رسمية تثبت عجزهم.
ووصف نشطاء قرار المدعو الوصابي بأنه خطوة غير إنسانية، وأكدوا أن تلك الرواتب بسيطة ولا تتجاوز 20 ألف ريال، بينما يتقاضى المسؤولون في الصندوق ومن يقف خلفهم مبالغ كبيرة جدا من إيراداته.
وفي واقعة أخرى تبرهن أيضا على رغبة المليشيات في إحداث فوضى اجتماعية بمناطق نفوذها سرق مجهولون أسلحة وخمورا وملفات قضائية من مخازن نيابة شرق محافظة إب، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، الأمر الذي يشير إلى تورطها في تلك الواقعة الغربية والتي تسعى من خلالها إلى زيادة معدلات الجريمة في الأوساط الشعبية بمحافظة إب.
وبدلا من أن تقوم المليشيات المدعومة من إيران بالبحث عن مرتكبي تلك الجريمة قامت بغلق نيابة شرق إب وتحريزها بعد تعرض مخازنها للسطو، الأمر الذي يشير إلى أنها تحاول التغطية على تلك الجريمة وترك الأسلحة بين المواطنين ليقاتلوا بعضهم البعض.
ورجحت المصادر أن تكون الواقعة على صلة بقضية متهم في جريمة قتل هرب من سجن البحث الجنائي ببطاقة مزورة، غير أن الجريمة بجميع تفاصيلها تزيد الشكوك حول الأدوار الخفية التي تلعبها المليشيات الحوثية في مثل هذه الجرائم.
وكانت اشتباكات مسلحة واسعة في محيط إدارة أمن إب، وسط مدينة إب، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، قد اندلعت بشكل مفاجئ قبل أيام، وبحسب مصادر مطلعة فإن الاشتباكات دارت بين جنود تابعين لإدارة الأمن العام الموالية للمليشيات الحوثية المدعومة من إيران، ومسلحين مجهولين.
وكشفت المصادر عن سبب الاشتباكات العنيفة، قائلةً إنّها اندلعت جرّاء نقل 15 مطلوبًا من قبل قوة تابعة للأمن المركزي في قضية غير معروفة، حيث طُلب منهم تسليم أسلحتهم حتى انتهاء القضية، لكن بعضهم رفض تسليم سلاحه.
وتطور الوضع من إطلاق الرصاص على بوابة إدارة الأمن، إلى اشتباكات سقط على إثرها مُصابين، فيما توافدت سيارات إسعاف إلى المنطقة؛ لنقل المُصابين إلى المستشفيات.
وكثيرًا ما شهدت محافظة إب حوادث أمنية واشتباكات مسلحة، برهنت على حجم تفشي الفوضى الأمنية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.