الرئيسية / أراء وكتاب / ((من وحي اتفاق الرياض)) ليس بالأماني وحدها تتحقق الغايات‼بقلم: عوض جميل بن حميل

((من وحي اتفاق الرياض)) ليس بالأماني وحدها تتحقق الغايات‼بقلم: عوض جميل بن حميل

للأسف البعض ينظر بسطحية وعاطفة مفرطة ، إلى أسمى غاية وأغلى هدف ، وهو ((استعادة وبناء دولتنا الجنوبية)) ، وكأنها علبة  آيسكريم اشتهاها طفل ، ليسارع والده بشرائها من أطرف بقالة .

وللحريه الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق

نعم ، هدف التحرير والاستقلال مطلبنا وغايتنا كهدف استراتيجي ولن نحيد عنه قيد أنمله ، مهما كانت التحديات ومهما بلغت التضحيات  .. وفي سبيل ذلك قدمنا آلاف الشهداء والجرحى وكثير من التضحيات التي لازال يقدمها شعبنا إلى اليوم  ،
والوصول إلى هذه الغاية لم يكن مفروشا بالورود ولن ياتي إلا بالمزيد من التضحيات وعبر دروب ومسارات متشعبه ومعقده ، ربما تتفاوت مسافات الوصول من درب إلى آخر ، وحينما تفتح لنا نافذه أمل أو تتاح لنا فرصة السير في أحد تلك الدروب لتوصلنا لتحقيق الهدف أو حتى لتنقلنا خطوات متقدمه نحوه ، يجب التقاطها ، طالما اتجاه بوصلتها يوصلنا إلى هدفنا الاستراتيجي المنشود، وهذا لايعني الانكفاء .. بل تظل كل الخيارات مفتوحة في اللحظة المناسبة .. ومن يقدر تلك اللحظة هي القيادة التي تم تفويضها شعبيا في 4/مايو 2017 برئاسه القائد الرمز عيدروس قاسم الزبيدي .

  لذلك ، فأنا أتعجب من مناضل يدرك كل هذه الأمور ، لكنه ينتقد أو يقلل من جهود وفدنا المفاوض أو يسفه مواقفهم ، وبعضهم للأسف يتماها مع مايردده اعداء الجنوب ، اذ وصل بهم الحال بقصد أو دون قصد ليتهم قيادتنا بالتفريط بتضحيات شعبنا أو من يشكك في نزاهة وشجاعة قيادتنا البطلة التي أفنت جل عمرها في خدمة القضية ، ولديها  من الحكمه والقوة ، والمواقف الصلبة ، التي اكتستبها من ميادين الشرف والصمود العسكرية والسياسية ، مايرفعها فوق مستوى الشبهات ويؤهلها لإدارة المفاوضات بكل حنكة واقتدار ،  فألف تحية لهم ..
 
 وأنا هنا ، لا أصادر حق أي مناضل أو مواطن جنوبي في التعبير عن رأيه ونقد قيادته ، ولكنني أدعوهم إلى التبصر ومقارنة المكاسب بالخسائر التي سيجنيها شعبنا من الاتفاق ، ومالذي سيجنيه من رفضه ، ثم الموازنة بين التأثير الايجابي والسلبي لهذا النقد على شعبية المجلس وتماسكها  ..  واذا لابد من ملاحظات فهناك قنوات يجب أن يتم عبرها
من وجهة نظري ، أرى أن الواجب الوطني يحتم على الجميع في هذه المرحلة دعم مواقف القيادة وتأييدهم ، والتهيئة للانتقال إلى مرحلة أكثر تعقيد ، تتطلب التفاف الجماهير حول قيادتهم ، لكي نظهر للمجتمع الاقليمي والدولي أن المجلس الانتقالي كيان موحد وقوي وقادر على تحمل الاستحقاقات القادمة.

يكفي إذا خرجنا من اتفاق الرياض بالنقاط التالية  :- ?

1/ ارساء مدماك دور المجلس وانتزاع الاعتراف الدولي به كحامل سياسي لقضية شعب الجنوب
2/ حلحلة وتفكيك شرعية الفنادق وتكسير أجنحة الاخوانجية وتجفيف منابع الارهاب واضعاف لوبي الفساد المحاط بالرئيس الدنبوع و الاعتراف بشرعية الانتقالي كممثل لشعب الجنوب 
3/ نقل القوات الشمالية لجبهات القتال مع الحوثي وطردها من الجنوب 
4/ رفع الغطاء الشرعي عن قوى الارهاب المتستره بمايسمى بالجيش الوطني
5/ تمكين الانتقالي من بعض مفاصل السلطه من خلالها سيمتلك أدوات لم تكن يوما في متناوله  ، وستمكنه أن يعمل على خدمه المواطنين وحلحلت ملفات الخدمات الشائكه وكذلك تعزيز نفوذه وتقويه مؤسساته
وتسخيرها في خدمه تحقيق هدفنا الاستراتيجي
6/ ابعاد الاخوان من مفاصل السلطه وتآكل شرعيه الفنادق ،وازاحه رموز الفساد والارهاب الاخوان من مفاصل السلطه وانهاء حكمهم المهيمن على الشرعيه

…..وغيرها من المكاسب السياسيه و العسكريه الميدانيه

ومع ذلك أنا على ثقة تامة أن هذا الاتفاق إلى زوال لأنه لم يقم على أرض صلبة ويطوي في ثناياه كثير من المتناقضات ويحمل معاول هدمه من الداخل  .. ومكتوب عليه بالفشل الذريع  .. ولن يصمد طويلا  اللهم سنجني من خلال ذلك بعض المكاسب التي تنقلنا خطوات ايجابية ومتقدمة لتوصلنا إلى تحقيق غايتنا المنشودة وهدفنا الاستراتيجي
فلنثق بقيادتنا انها لن تخذلنا .. ونتفاءل خيرا
وان غدا لناظره قريب

شارك الخبر

شاهد أيضاً

الأقلام الخبيثة وأفاعي الفتنة.. مقال لـ د. صدام عبدالله

المكلا (حضارم اليوم) كتبه/ د.صدام عبدالله` في زمن نعيش فيه تحدياتٍ جسام، ونسعى جاهدين للم …