يحمل الاصطفاف العربي مع ليبيا في وجه تدخلات التركية رسالة قوية للعالم أن سيادة ليبيا خط أحمر، وأنه آن الأوان لتواجد عربي فعال وقوي لحل الأزمة الليبية بعيداً عن التدخلات الأجنبية، وقيادة السفينة الليبية إلى بر الأمان بعيداً عن الميليشيات المسلحة والمرتزقة التي أغرقت البلاد في حرب من أجل الاستيلاء على السلطة والثروة النفطية.
السكوت على ما يجري من خراب وتدمير في ليبيا، سيعطي نفساً جديداً للمرتزقة للتربص بأمن الأوطان واستقرارها، فكلما ابتعدت الدول العربية عن ليبيا كلما انصهر هذا البلد في أجندة تركيا التوسعية، لذلك فالحل السياسي في ليبيا لا يمكن أن يبنى عبر التكتلات المصلحية والتفاهمات خارج حدود ليبيا، فالليبيون بمساندة الأشقاء العرب قادرون على تأسيس دولة مؤسسات بعد التخلص من قبضة الميليشيات المارقة ومرتزقة أردوغان التي تنشر الخراب، وتحلم بفصل شرق البلاد عن غربها.
لا أحد في العالم ينكر أن دخول تركيا الأراضي الليبية غير شرعي بالمطلق، وسيكون احتلالاً يستفزّ الشعور الوطني والعربي، فهذه الأراضي، التي روت كل بقعة منها دماء الشهداء، لن تكون ساحة مفتوحة لأردوغان وأمثاله للمتاجرة فيها، بل ستكون سماً قاتلاً لكل من تسول نفسه ضرب سيادة ليبيا ومحاولة تفتيتها، فبلاد عمر المختار لن تتنازل عن الثوابت الوطنية أو التفريط فيها مهما كانت الأسباب وتعددت واختلفت الضغوط، فالسراج، الذي اتخذته تركيا كحصان طروادة للتدخل في ليبيا، لا يمثل الشعب الليبي، لأن إرادة الشعوب لا يمكن أن تتجسد في الاستغلال، فمن يريد الوطن، يضحي بنفسه من أجل ليبيا، ولا يضحي بليبيا من أجل نفسه.