الرئيسية / أخبار عربية ودولية / تفجير يكشف أطماعا تركية للتغلغل أكثر في الصومال

تفجير يكشف أطماعا تركية للتغلغل أكثر في الصومال

المكلا( حضارم اليوم ) متابعات :

استدامة الفوضى

كشف تفجير انتحاري جد الثلاثاء في مركز تدريب عسكري تركي في العاصمة الصومالية عن أطماع تركية لمواصلة التمدد في هذا البلد العربي، مستغلة مناخات العنف والفوضى التي تُتهم حليفتها قطر بالمساهمة في خلقها من خلال تمويل جماعات متطرفة على غرار حركة الشباب.

مقديشو – هز تفجير انتحاري الثلاثاء مركز تدريب عسكري تركي في العاصمة الصومالية مقديشو أسفر عن مقتل مدنيين صوماليين، في وقت تسعى فيه أنقرة إلى تثبيت موطئ قدم راسخة لها هناك مدعومة ماليا من قطر التي تدعم أطرافا أخرى أيضا هناك.

وأعلن السفير التركي لدى الصومال محمد يلماز عن سقوط شخصين مدنيين في التفجير الانتحاري.

وقال يلماز إن “قوات الأمن استهدفت انتحاريا بعد أن رصدته بين جموع المجندين في مركز تدريب عسكري تركي في محاولة لتفجير نفسه وسطهم”.

وأضاف “وقع انفجار بعد استهداف الانتحاري، وتلقينا معلومات عن مقتل مدني في موقع الانفجار، وآخر بعد نقله إلى المستشفى إثر إصابة تعرض لها”.

وحسب ما أعلنت عنه وزارة الدفاع في أنقرة، هذا المركز يبعد 200 متر فقط عن ثكنة تابعة للقوات التركية في الصومال، وهو، حسب ما يقوله مراقبون، ما يكشف عن الأطماع التركية التي تستهدف تثبيت حضور دائم لها في البلد العربي الفقير.

ويضيف هؤلاء أن تركيا قد نجحت في استغلال النفوذ القطري المالي وغيره في الصومال لتقوية حضورها، حيث دعمت الدوحة جماعات متطرفة على غرار حركة الشباب لضرب استقرار المدن الصومالية ما يشرعن للتدخل التركي.

وبدأت أنقرة بالفعل في قطف ثمار تدخلها في الصومال والتخطيط للتمدد أكثر في القرن الأفريقي بإعلان الرئيس رجب طيب أردوغان عن بدء بلاده التنقيب عن النفط في المياه الإقليمية الصومالية بدعوة من حكومة مقديشو. وفي غضون ذلك أصبحت العاصمة الصومالية شبه مغلقة بسبب التهديدات الإرهابية المتزايدة والتي تنفذها جماعات تُتهم قطر بدعمها وتمويلها.

وفي هذا الصدد حذر رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية السابق في الصومال عبدالله محمد سنبولوشي من دور خطير تلعبه قطر، الحليف الأبرز والموثوق فيه لدى تركيا، في بلاده في وقت سابق وحتى الآن.

وأوضح المسؤول الصومالي السابق أن الدوحة دفعت نحو تفكيك جهاز الاستخبارات الذي كان يرأسه ما جعله يصبح أداة بيد السلطة لتصفية خصومها بدلا من مواجهة خطر حركة الشباب المتطرفة.

وأكد سنبلوشي في مقال نشره في مجلة ناشيونال إنترست أن التحالف الذي أقامه رئيس الصومال الحالي محمد عبدالله فارماجو مع الدوحة قد ضرب التقدم الأمني الذي أحرزته بلاده في السنوات الأخيرة في مقتل.

عبدالله محمد سنبولوشي: التدخل القطري في السياسة الصومالية أمر يستحق الشجب

وقال المسؤول الصومالي السابق “بعد أكثر من 40 شهرا من حكم فاراماجو تبين أن التفاؤل الذي حظي به انتخابه لم يكن في محله إن لم يكن ساذجا بسبب تعويله المفرط على الدوحة”.

وانتخب فاراماجو رئيسا للصومال في العام 2017 حيث كان الأمن هناك يستعيد عافيته شيئا فشيئا بعد سنوات من الصراعات السياسية التي تحولت إلى مواجهات عسكرية منذ العام 1991 بعد الإطاحة بالنظام القائم آنذاك.

وأضاف سنبلوشي “الصومال في حالة أسوأ بكثير مما كانت عليه قبل تولي فاراماجو الرئاسة، حالة الأمن رهيبة، الاقتصاد انهار. الدول الفيدرالية تنفر والسياسة الخارجية غير مركزة”.

ووصف المسؤول الصومالي السابق الذي قال إنه حاول وفريقه الاستخباراتي تحسين الأوضاع الأمنية قدر المستطاع التدخل القطري في بلاده  بـ”التأثير الخبيث الذي تمارسه الدولة الخليجية (قطر)”.

وتُتهم قطر بإدخال الصومال في حرب المحاور الإقليمية وغيرها حيث سعت إلى تشويه الحضور الإماراتي والتعاون العسكري والاقتصادي التي تقدمه أبوظبي.

وفي هذا السياق قال سنبلوشي “بناء على طلب قطر، خفض فارماجو علاقات الصومال العميقة والاستراتيجية والتاريخية مع دول الخليج ومصر وغيرها”.

ويضيف “من المفارقات أن الصومال أصبحت تعول بشكل كبير على قطر التي فشلت في تحقيق المشاريع التي وعدت بها مقديشو”.

ويذهب سنبلوشي أبعد من ذلك ليشرح الدور الذي لعبته قطر في تقويض أمن بلاده قائلا “بناء على طلب قطر أيضا، قام فارماجو بتعيين سفينجالي، فهد ياسين، لرئاسة وكالة المخابرات والأمن الوطنية الصومالية على الرغم من أن ياسين، الصحافي السابق بقناة الجزيرة القطرية، ليست لديه خلفية أمنية أو استخباراتية لإدراة الوكالة”.

ويتابع “قام ياسين بتفكيك الركائز الأساسية للوكالة واستبدل بشكل منهجي النشطاء المحترفين وذوي الخبرة بالمتدربين الهواة وعملوا بشكل فعال كمقاصة لعمليات المخابرات القطرية في القرن الأفريقي”.

ويؤكد المسؤول السابق “لم تعد عمليات الوكالة تركز على المعركة ضد حركة الشباب، وبدلا من ذلك فهي موجهة لإسكات المعارضة السياسية  والأصوات الناقدة في المجتمع المدني”. ويضيف “يبدو أن العديد من الحوادث الإرهابية والحملة المتزايدة للاغتيالات الأخيرة التي أسفرت عن مقتل حاكمين إقليميين في مودوغ ونوغال في منطقة بونتلاند (شرق الصومال) عليها بصمات قطرية”.

ونقلا عن صحيفة نيويورك تايمز، اتهم سنبلوشي السفير القطري السابق حسن بن حمزة بالتورط المباشر في هجوم انتحاري وقع في مدينة بوساسو الساحلية عام 2019.

ويرى مراقبون أنه في حال غابت الفوضى عن الصومال فإن قطر وتركيا لن يكون لهما أي دور للعبه هناك.

ويقول سنبلوشي في هذا الإطار “التدخل القطري في السياسة الصومالية الداخلية أمر يستحق الشجب ويمكن أن يقوض مستقبل الصومال كدولة وظيفية وقابلة للحياة”.

ويضيف “بدعم قطري، سعى فارماجو إلى عكس الفيدرالية التي هي في قلب النظام السياسي في الصومال بعد الحرب الأهلية. وقد وفرت الدوحة الموارد المالية واللوجستية لفرض الموالين لفارماجو سياسة الأمر الواقع على الدول الأعضاء المترددة حيال هذه الخطط”، موضحا  “وقد نجحت الحملة حتى الآن في ولاية غالمودوغ (وسط) على سبيل المثال”.

وتواجه الدوحة اتهامات بمحاولة الدفع نحو تأزم سياسي وفراغ أمني في الصومال لاستدامة العنف والتطرف من خلال تمويل الجماعات المتطرفة على غرار حركة الشباب ما يعزز الحضور التركي هناك بذريعة محاربة الإرهاب.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

جنرال أمريكي كبير يتوجه إلى إسرائيل لتنسيق الرد على إيران

المكلا (حضارم اليوم) متابعات ذكر تقرير إخباري، أنه من المتوقع أن يصل قائد القيادة المركزية …