الرئيسية / أخبار عربية ودولية / معاهدة التسلح النووي مهددة بالفشل وسط غياب الصين

معاهدة التسلح النووي مهددة بالفشل وسط غياب الصين

المكلا( حضارم اليوم ) متابعات :

فيينا- مع استئناف المفاوضات، الاثنين، بشأن الحد من التسلح، تأمل روسيا التي تجدد على غرار الولايات المتحدة والصين ترسانتها النووية، أن تستفيد من اللقاء لتوسيع المحادثات إلى مستويات أخرى خصوصاً إلى التجارب النووية التي تهدد واشنطن باستئنافها.

لكن المفاوضات التي تنطلق، الاثنين، تبدو مهددة منذ البداية بإصرار واشنطن على أن تشمل الصين، الأمر الذي ترفضه بكين فيما يعمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تحقيق “نصر” إعلامي ضد خصوم الداخل من خلال “مبادرات” الخارج.

ووصل الوفدان الأميركي والروسي إلى قصر نيدرويسترريتش في فيينا الذي تعقد فيه المحادثات في وسط العاصمة النمساوية، بدون الإدلاء بأي تصريح. ومن المقرر أن تختتم جولة المناقشات صباح الثلاثاء.

ويناقش السفير مارشل بيلينغسلي، ممثل الرئيس الأميركي لشؤون التسلّح، مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية الجديدة “نيو ستارت” الثنائية الموقعة عام 2010 والتي ينتهي مفعولها في 5 فبراير 2021- بعيد نهاية الولاية الحالية لدونالد ترامب المرشح لإعادة انتخابه في نوفمبر.

ويشار إلى أن اتفاقية ستارت، السارية لمدة عقد ولكن من المقرر أن تنتهي في فبراير، هي آخر اتفاقية متبقية حاليا للحد من الأسلحة النووية بين الولايات المتحدة وروسيا.

وتنصّ أحكام المعاهدة على تحديد عدد القاذفات النووية الاستراتيجية المنشورة بـ700 وعدد الرؤوس النووية المنشورة على هذه القاذفات بـ1550. وتنصّ أيضاً على إنشاء نظام جديد للتفتيش والتحقق من احترام بنود الاتفاقية.

تجديد المعاهدة

وتطالب موسكو بمناقشات حول تجديد هذه المعاهدة منذ أواخر العام 2019 إلا أن إدارة ترامب تماطل حتى الآن مع الإصرار على إشراك بكين في المحادثات.

وأوضح الممثل الأميركي في مؤتمر جنيف للحدّ من التسلح روبرت وود الجمعة “أن “مشكلتنا الأكبر هي افتقار الصين إلى الشفافية”.

وأضاف “الترسانة الصينية ستتضاعف في السنوات العشر المقبلة. وهذا الأمر يثير بالتأكيد قلقنا الشديد”.

وصرح ريابكوف السبت “نعتقد أن تمديد معاهدة ‘نيو ستارت’ سيكون أمرا صحيحا ومنطقا، لكن العالم لا يتوقف فقط على هذه المعاهدة”.

وقالت الولايات المتحدة إن اتفاقياتها الثنائية للحد من التسلح مع روسيا عفا عليها الزمن وتريد إدراج الصين في أي اتفاقيات مستقبلية بشأن الأسلحة النووية، حتى مع قول بكين مرارًا إنها غير مهتمة بالانضمام.

ولا تزال روسيا والولايات المتحدة تملكان معاً أكثر من 90 في المئة من الأسلحة النووية في العالم، وفق التقرير الأخير الصادر عن المعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم (سيبري).

وتملك واشنطن في 2020 حوالي 5800 رأس حربي نووي وموسكو 6375 مقابل 320 لبكين و290 لباريس و215 للندن، وفق المعهد السويدي.

وترفض الصين التي تعتبر أن ترسانتها أقلّ بكثير من ترسانتي موسكو وواشنطن، المشاركة في المفاوضات الثلاثية إلا أنها أبدت انفتاحها لمحادثات متعددة الأطراف.

وكتبت وزارة الخارجية الصينية مؤخراً “ينبغي على الولايات المتحدة تخفيض مخزونها من الأسلحة النووية بشكل كبير، ما سيخلق الظروف لتنضمّ قوى نووية أخرى إلى المحادثات المتعددة الأطراف للحدّ من التسلّح النووي”.

واعتبر سونغ تجونغبينغ وهو خبير صيني في شؤون الدفاع، أن المستوى المثالي بالنسبة لبكين سيكون ألفي رأس نووي.

وأوضح أن “الصين لن تشارك أبداً في هذه المفاوضات حول الحدّ من التسلح بين الولايات المتحدة وروسيا”.

الصين لن تشارك

مارشال بيلينجسلي يصل إلى الاجتماع لإجراء محادثات حول آخر اتفاق رئيسي بين أميركا وروسيا بشأن الأسلحة النووية

وقال المبعوث الأميركي للحد من الأسلحة، مارشال بيلينجسلي، إن الصين “لم تحضر” في محادثات فيينا، حيث نشر على موقع “تويتر” صورة تظهر فيها الأعلام الصينية إلى جانب كراسي خاوية على طاولة المفاوضات.

وقال بيلينجسلي في بيان له إن “بكين ما زالت مختبئة خلف ‘سور عظيم من السرية’ بشأن حطامها النووي المتراكم والكثير من الاشياء الاخرى”، مضيفا أنه “على الرغم من ذلك، سنستمر مع روسيا”.

وقال داريل كيمبال المدير التنفيذي لجمعية ضبط الأسلحة “آرمز كونترول أسوسييشن” “في الوقت الراهن، ليس لدى إدارة ترامب أي نية لتمديد معاهدة نيو ستارت ولا تتردد في استخدام عدم اهتمام الصين بمفاوضات ثلاثية كذريعة” للتخلي عن المعاهدة.

وسحب ترامب بلاده من ثلاثة اتفاقات دولية حول الحدّ من التسلّح: الاتفاق حول النووي الإيراني ومعاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى ومعاهدة “الأجواء المفتوحة”، التي تهدف إلى التحقق من التحركات العسكرية وإجراءات الحدّ من تسلّح الدول الموقعة عليها.

ورأى المحلل السياسي الروسي فيودور لوكيانوف أنه “لا ينبغي توقع إحراز أي نوع من التقدم” في فيينا.

وشرح أن “موقف إدارة ترامب متسق جداً: هي تتخلى عملياً عن كل القيود المرتبطة باتفاقات موقعة في الماضي” مضيفاً “ليس هناك أي سبب يجعلنا نعتقد أن هذه المعاهدة ستشكل استثناءً”.

وأشارت شانون كايل مديرة برنامج نزع الأسلحة النووية والحدّ من التسلّح وعدم انتشار الأسلحة في المعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم، إلى أن “عصر الاتفاقات الثنائية للحدّ من الأسلحة النووية بين روسيا والولايات المتحدة يمكن أن ينتهي”.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

الاحتلال الاسرائيلي يقتحم مخيم بلاطة شرق نابلس

المكلا (حضارم اليوم) وكالات اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي، فجر اليوم الاثنين، مخيم بلاطة شرق مدينة …