المكلا (حضارم اليوم)
تتجه أنظار الجنوبيين، يوم السبت القادم الموافق الـ 16 من شهر فبراير الجاري، صوب مدينة المكلا حاضرة محافظة حضرموت التي تحتضن انعقاد الدورة الثانية للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، تحت شعار “استعادة الوطن وبناء الدولة الجنوبية المدنية الفيدرالية المستقلة”.
وأعلنت مدينة المكلا، جاهزيتها لاستضافة الدورة الثانية للجمعية الوطنية التي تستبقها اللجنة التحضيرية والقيادة المحلية للانتقالي الجنوبي في حضرموت، بالعمل على قدم وساق لإنجاز التحضيرات النهائية لاستقبال الحدث الكبير المرتقب في الجنوب.
كما باتت المكلا على أهبة الاستعداد للحظة الحساسة المتمثلة بانعقاد الدورة الثانية للجمعية الوطنية، كما يعكس انعقاد ذلك الحدث في المكلا مدى الدلالات والأبعاد العميقة التي تؤكد أن حضرموت هي قلب الجنوب النابض وهي بوصلة الاتجاه نحو صناعة الغد الذي يبدأ من اليوم، وانطلاقاً من الأهمية التي تحظى بها حضرموت في تأمين الانتقال الحقيقي نحو الاستقلال وبناء الدولة وتحقيق الاستقرار والتنمية.
وبهذا الصدد، قال رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي – عضو هيئة رئاسة المجلس اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، إن اجتماع الدورة الثانية في المكلا ستعقد قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي في إطاره عدداً من الفعاليات داخل حضرموت، وتجدد في مجملها التأكيد على دعم أبناء حضرموت وتوجهاتهم، وقوات النخبة وقيادتها، واستعادة الوادي وعدم التفريط في مؤامرة تقسيم حضرموت إلى محافظتين، لتظل حضرموت لحمة جغرافية متماسكة.
وأكد اللواء بن بريك، حرص قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي على أن تظل حضرموت لحمة واحدة، معززة بإرثها الجنوبي العريق، كما أكد أن وثائق المجلس الانتقالي الجنوبي تحتفظ بحق حضرموت في أن تكون إقليماً، وقال: أيضاً رؤيتي الشخصية هي أن يتم تشكيل هذا الإقليم من ثلاث ولايات تشمل، الأولى ولاية ساحل حضرموت، والثانية ولاية صحراء حضرموت والثالثة ولاية وادي حضرموت.
وأختتم رئيس الجمعية الوطنية – عضو رئاسة المجلس اللواء الركن أحمد بن بريك حديثه بقوله: نريد أن نسمع ما لمحافظة حضرموت من خصائص وتقاليد وملامح تكويناتها الاجتماعية، وكذا مناقشة كافة مجالات وقطاعات الحياة والحقوق التي يكفلها الشرع والقانون للجميع، ومنها التعليم، وشؤون المرأة، والاتحادات والأنشطة المختلفة، وذلك لضمان تناسب أي قرار يتم إصداره بالمستقبل مع خصائص محافظة حضرموت، وبالتالي تعزيز التفاف وتجاوب الجميع حول المجلس الانتقالي.
من جانبه أكد عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي علي الكثيري، تواصل الاستعدادات لالتئام الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي خلال الأسبوع، في حاضرة حضرموت مدينة المكلا، وذلك بحضور قيادات من مختلف هيئات المجلس، حيث سيكون الجنوب العربي من أقصاه إلى أقصاه حاضراً في المكلا خلال مداولات الدورة الثانية للجمعية الوطنية، وسيشكل هذا الحدث السياسي دعماً لحضرموت وسلطتها المحلية ونخبتها العسكرية واستحقاقات أهلها في إطار الجنوب العربي الفيدرالي المنشود.
بدوره قال رئيس اللجنة التحضيرية – رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي في حضرموت الدكتور محمد بن الشيخ أبوبكر، يأتي انعقاد دورة الجمعية الوطنية الجنوبية في مدينة المكلا حاضرة حضرموت في لحظة حساسة، وهو ما يمنح مكان الانعقاد دلالات وأبعاد عميقة منها أن حضرموت هي قلب الجنوب النابض وهي بوصلة الاتجاه نحو صناعة الغد الذي يبدأ منذ اليوم.
وأضاف بن الشيخ أبوبكر، كما تكتسب هذه الدورة أهميتها من جدول أعمالها الذي سيوليه الأعضاء اهتماماً عالمياً، من أجل وضع لبنات أساسية للعمل في هذه الهيئة الشعبية الشاملة طول وعرض الجنوب الذي يستعيد ذاته شيئاً فشيئاً، وأن من أهم الموضوعات المطروحة على جدول أعمال الدورة: ملامح الدولة الجنوبية الجديدة، وتعديل اللائحة الداخلية للجمعية الوطنية، فضلاً عن تقييم مستوى خطة العام الماضي، ومناقشة وإقرار خطة عام 2019 وموازنته وقضايا أخرى متعلقة بالشأن العام.
من جهته أكد مقرر الجمعية الوطنية نصر هرهرة، مدى أهمية ودلالات انعقاد دورة الجمعية الوطنية، كونها تنعقد في مدينة المكلا عروس بحر العرب وهي العاصمة الاقتصادية للجنوب العربي وقلبه النابض، إضافة إلى أنها ستُكرس لتقييم عمل عام 2018م كاملاً، وتخطط لعمل العام الجديد 2019م، وقال: كما أنها تكتسب أهمية بالغة كونها ستقف أمام ملامح الدولة الجنوبية المنشودة التي ستضع رؤية واضحة ودقيقة لدولة الجنوب التي ينشدها الجنوبيون حتى يمضي الجميع إلى الأمام باتفاق على ما سيكون عليه الوضع في المستقبل، وتعزيز ذلك بضمانات مفادها بأنه لا تهميش ولا استقواء ولا استحواذ ولا سيطرة لأحد دون الآخرين.
ولفت هرهرة، إلى أن دورة الجمعية الوطنية تكتسب أهميتها أيضاً من كونها ستقف أمام تعديل اللائحة الداخلية لعمل الجمعية بعد مضي عام من العمل باللائحة التي بينت أبرز الاختلالات ونقاط القوة فيها، وتابع حديثه بقوله: كما أن من أهم دلالات انعقاد الدورة في المكلا هي أن المكلا تعد بمثابة الجناح الآخر للجنوب الذي لا يستطيع الجنوب التحليق عالياً نحو آفاق المستقبل إلا به، وأضاف: كما تنعقد أيضاً في ظل تداعيات التحديات الأمنيه في وادي حضرموت وأطراف شبوة، نتيجة استمرار سيطرة قوات الاحتلال اليمني على حقول النفط والغاز.
من ناحيته لخص وضاح بن عطية مدلولات اجتماع الجمعية الوطنية في حضرموت بعدد من النقاط الهامة التي شملت، أن الاجتماع في حضرموت يدلل على السيطرة الجغرافية للمجلس الانتقالي الجنوبي على كل المحافظات، وأن اجتماع جمعية جنوبية وطنية في حضرموت مع منع أي اجتماع لمجلس النواب اليمني دليل قوة إرادة قيادة صادقة وفية مع شعبها الذي فوضها، وأن نحن في مرحلة حساسة يمارس فيها العالم ضغوطات على كل الأطراف المتصارعة، وهذا الاجتماع سيوجه رسالة إلى الداخل والخارج مفاده أن المجلس سيعمل وفقاً لما يخدم الجنوب الأرض والإنسان متى شاء وحيث شاء دون قيود.
وتابع بن عطية: كما تشمل دلالات اجتماع الجمعية الوطنية أن احتضان حضرموت لأبناء الجنوب واجتماع الجمعية الوطنية يعد تأكيداً على فشل مشروع الأقاليم، ويبرهن للجميع أن كل المشاريع التي يروجون لها دون استعادة دولة الجنوب هي وهم في فنادق الرياض أو كهوف صعدة، وأن الاجتماع يأتي بداية عام وفيه رسالة على أن قوات الاحتلال في وادي حضرموت سترحل قريبا تحت أي ذريعة وإلا سترحل بالقوة، كما أن الاجتماع سوف يوضح للجميع كذب الإعلام الموجه الذي ظل يضلل الرأي العام على أن الانتقالي مجرد وهم.
واختتم بقوله: كما سيعرف الجميع انحلال مصداقية هؤلاء وسيرى الكل من الذي على الأرض يتسيد ومن بايع الوهم في القنوات ويتخبط بالمواقع، وهناك رسائل عدة مشفرة سيرسل اجتماع المكلا التاريخي يفهمها الكبار وستظهر نتائجها في الأشهر القادمة.