في ظل هذه الفوضى الإدارية والمالية التي تشهدها المناطق المحررة , لاح لنا بالأفق بصيص من الأمل من خلال المنحة السعودية لوقود محطات توليد الكهرباء المقدمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله جميعآ , لم تكن منحة كسائر المنح , إنما أتت لتصحيح مسارات خاطئة أودت بقطاع الكهرباء وسعر الصرف وبالتالي إلى إنهيار الريال اليمني .
وبسبب هذه الفوضى العارمة يحاول جاهدا رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك تصحيحها وإنتشالها من وضعها المزري مع فريقه المصغر وزير الكهرباء الميداني المهندس العناني ونائب وزير المالية الأستاذ سالم بن بريك , فريق وطني ونزيه يستحق كل الشكر والتقدير .
كان لهذه المنحة أثرها الكبير بتحسن التيار الكهربائي وأصبحت المناطق المحررة في وضع أفضل بكثير من الأعوام الماضية , المشرف العام على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن سعادة السفير محمد آل جابر كان له دور محوري بنجاح هذه المنحة السعودية وإستمراريتها .
وطاقم إدارة المنحة السعودية لوقود محطات الكهرباء يمني 100% وأغلبهم مهندسين و موظفين وعمال لدى مؤسسة كهرباء عدن , يدل ذلك على أن الخلل ليس بالكادر الفني أو الإداري إذا وجدت قيادة حكيمة ونزيهة .
إدارة المنحة السعودية بإشراف السفير السعودي محمد آل جابر وبإدارة الأستاذ نجيب حميد يؤسسان لمرحلة جديدة وتدشين العمل بالالية الإلكترونية الحديثة من خلال الربط الشبكي الإلكتروني بين مصفاة وشركة نفط عدن ومؤسسة الكهرباء وغرفة التحكم في عدن , ثلاث وزارات تؤسس لشراكة ناجحة لإدارة المنحة وهي وزارة الكهرباء والطاقة ووزارة المالية ووزارة النفط والمعادن بالإضافة للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن .
هناك 3 وحدات رئيسية تمر بها إجراءات صرف الوقود :
إدارة صرف الوقود
وهي في الأصل عبارة عن 3 وحدات رئيسية
وحدة استقبال طلبات الوقود وفيها يتم استقبال طلبات الوقود من محطات الكهرباء في جميع المحافظات المحررة .
وتتحول بعد ذلك لوحدة الصرف وفيها يتم عملية تحليل اولية ورقابة على المخزون , واذا وجد أن هناك إنحراف بزيادة أو نقصان للوقود المستهلك يتم تحويلها الى الوحدة الفنية لقسم العمليات, والذي بدوره يتاكد من كميات الصرف ومراجعة الانحرافات الأولية لمعدلات الاستهلاك إن وجدت ويتواصل مع مندوبي الشركة الرقابية المتواجدين في محطات الكهرباء على مدار الساعة .
يقوم بناء على ذلك مسؤول الوحدة الفنية في العمليات اما بايقاف عملية الصرف ويطلب معلومات إضافية او يضع اشتراطات لاستمرار عملية الصرف او يقوم باعطاء الموافقة على الصرف بعد التاكد.
بعد ذلك تكتمل دورة الصرف في الوحدة الثالثة لادارة الصرف وهي وحده إعطاء اوامر الصرف وطباعتها ..
من هنا تتحول اوامر الصرف إلى إدارة متابعة الوقود وهم يقوموا بمتابعة إيصال سندات الصرف الى منشآت النفط في عدن او في المكلا , ومتابعة عملية التعبئة والتواصل مع مندوبي شركة الرقابية المحايدة سايبولت , والمتواجدين ايضا في منشآت النفط للرقابة على التعبئة.. ويكتمل عمل إدارة متابعة صرف الوقود بتفريغ الناقلة في محطة الكهرباء ..
الإدارة الفنية في غرفة العمليات دورها يكمن في عدة اتجاهات
حيث تقوم بمتابعة الصرف للوقود مع كل الادارات
مع إدارة الصرف عبر المراجعة الرقابة الأولية لعمليات الصرف للمحطات..
ومع ادارة الوقود عبر متابعة عمليات التعبئة وضمان سلامة الناقلات وكذا ضمان جاهزية المحطات عبر عدادات استلام الوقود والسعة الخزنية , يستلموا تقارير يومية عبر مندوبي الشركة الرقابية ليقوموا بتحليلها واعطاء توصيات لإدارة المحطات المعنية وكذا التواصل مع الإدارة العامة للكهرباء عند الضرورة .
وصلت ثلاث دفعات من المنحة السعودية بإجمالي 190301,952 طن من الديزل و 86003,024 طن من المازوت بقيمة 180 مليون دولار أمريكي , بواقع 60 مليون دولار شهريا , والفائض من الكمية أعلاه بقيمة 120 مليون دولار سيستخدم في الأشهر اللاحقة لعشر محافظات محررة ولعدد 64 محطة توليد الكهرباء في عموم المحافظات المحررة العشر , واستفاد منها أكثر من 8 مليون مواطن.
أتمنى من دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك تعميم مثل هكذا إدارة في المرافق الخدماتية والإيرادية ومن ثم لجميع الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية , آن الآوان لنضع أقدامنا على أول درجة بسلم الدولة المدنية الحديثة , دولة الأمن والإستقرار والبناء.