الرئيسية / أخبار محلية / الحياة بعد كورونا.. كيف سيبدو العالم بعد «إعادة التشغيل»؟

الحياة بعد كورونا.. كيف سيبدو العالم بعد «إعادة التشغيل»؟

موسكو ( حضارم اليوم ) وام

يعيش أكثر من نصف سكان الأرض في حالة عزل وحجر ذاتي، للتصدي لانتشار فيروس كورونا المستجد، الذي تأثرت به أكثر من 150 دولة في العالم.

وكما يتحدث الناس باستمرار عن إيجاد اللقاح المناسب للقضاء على هذا الفيروس، فإنهم لا ينفكون من الحديث عن الحياة البشرية، في المرحلة التي ستأتي بعد انتهاء هذا الوباء والسيطرة عليه في العالم.

فمن الطبيعي أن تتغير مناحي الحياة بعد فترة الحجر الإلزامية التي يعيشها العالم، فلم تعد الحياة الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، ولا السياسية كما كانت من قبل، ولن تعود وستتأثر كما تأثرت بعادات وحياة البشرية جمعاء.

في تقرير مُفصل لوكالة «سبوتنيك» الروسية، تحدث مجموعة من الباحثين والعلماء عن أبرز التغيرات التي قد تحدث في شكل الحياة اليومية للبشرية بمجرد القضاء على فيروس كورونا المستجد الذي أصاب أكثر من نصف مليون شخص حول العالم في فترة زمنية قياسية.

القيادة

لعل أحد أبرز ما سيتغير في العالم بمرحلة ما بعد «كورونا» هو شكل القيادة وطريقة عمل القادة، إذ يقول مدير الابتكار والتحول والتبصر بالمدرسة العليا للتجارة في فرنسا ريني روهيرربيك لوكالة سبوتنيك:

«نحن الآن نحاط بالغموض، الطرق القديمة لاتخاذ القرارات تفشل بسبب نقص المعلومات، وفي مثل هذا الموقف، نحتاج إلى قادة يمكنهم العمل وسط هذا الغموض، بخطط سريعة وعن طريق التعلم من الأخطاء، وعلينا التأكد من أن القادة يحصلون على التدريب المناسب، حيث يجدون فجأة أن عليهم العمل والقيادة في هذه البيئة الغامضة»، ويتابع «بعد مرور الوباء سنرى ازدياداً في عدد القادة الذين يتخذون قراراتهم بناء على قناعتهم وموهبتهم إلى جانب تطبيق التقنيات الصحيحة، والسيناريوهات السريعة القائمة على التعلم من الأخطاء».

وفي السياق ذاته، يقول عالم المستقبليات البارز والمدير التنفيذي لمؤسسة دافنشي توماس فريي: «نحن الآن ضغطنا على زر ضخم لإعادة تشغيل الإنسانية كلها، لكن هذه الحالة مدفوعة بشكل كبير بحالة من الخوف والذعر، ومن غير المعقول أن نعتقد أن القادة الحاليين لن يتم انتقادهم بشدة بعد هدوء الأوضاع، نحن انتقلنا من عصر (الجهل نعمة) إلى عصر نعرف فيه أننا نعاني من مشكلة لكن لا نعرف كيف نتصرف حيالها».

ويشدد فريي «تركيزنا الآن يجب أن ينصب على المعلومات، والقرارات يجب اتخاذها عن طريق تحليل كميات هائلة من المعلومات».

الأنظمة الدفاعية

فيما يخص الأنظمة الدفاعية، يعتقد الباحثون أن العالم بعد كورونا سيشهد تعزيز الاستعداد للمخاطر بما في ذلك المخاطر الآتية من تهديدات غير مرئية، وزيادة القدرات لمواجهة الحروب البيولوجية.

في هذا السياق، يقول توماس فريي «عصر الأسلحة والمعدات الثقيلة ينتهي، والحروب البيولوجية والعقلية تبدأ للتو»، ويضيف «معظم البلدان ستعدل من شبكاتها لتجعل من التهديدات غير المرئية تهديدات مرئية، كل عبور للحدود سواء عبر المطارات أو الموانئ سيشهد زيادة في الرقابة ونظم كشف عبر الصوت والصورة، إضافة إلى زيادة استخدام الطائرات المسيرة لزيادة التغطية، وسيكون الهدف ألا يعبر أي فيروس أو بكتيريا أو جرثومة أو فطر دون كشفه».

ثقافة العمل

غيّر الحجر الصحي المفروض في العديد من البلدان التي تواجه فيروس كورونا المستجد من شكل وطريقة العمل، فالعديد من المؤسسات سمحت لموظفيها بالعمل عن بعد من المنزل، ما وضع تحديات عديدة أمام كل من الموظفين والمديرين.

يقول براين ألكسندر في هذا السياق، «كلما زاد وقت العزل لمحاربة الوباء، كلما سنعتاد على العمل عن بعد، لكن تتبقى مخاوف بعض المديرين من تكاسل الموظفين خلال فترات العمل وحدهم».

على الجانب الآخر، يلفت توماس فريي أن «العمل من المنزل يحتاج إلى مجموعة من الأدوات التي يجب أن تتوافر في المنزل مثل الإنترنت وأجهزة الكمبيوتر وتطبيقات عقد الاجتماعات عن بعد»، ويشير أيضاً أنه إلى جانب هذه الأدوات «يجب أن يجد الناس طرقاً لتحفيز ذاتهم على العمل، وإدارة جيدة للوقت، كما سيحتاج المديرون إلى الإدارة بشكل مختلف، كما يجب أن تتحول أجزاء من البيوت إلى أماكن مناسبة للعمل».

نمط الحياة

يعتقد الباحثون أن وباء كورونا المستجد أحدث تغيرات لا رجعة فيها في أنماط الحياة بشكل عام، إذ يقول براين ألكسندر إن «بعد انتهاء الوباء سيحدث اندفاع في زيارات الناس لعائلاتهم والمطاعم والذهاب إلى السينما، والسفر، سيلتئم شمل المحبين والأقرباء، لكن لن يعود مستوى التواصل بينهم إلى ما كان عليه في السابق، لأنهم تعلموا بشكل ما أن يعيشوا بعيداً عن بعضهم البعض».

كما يشير ريني روهيرربيك إلى أن التباعد الاجتماعي بين الناس، قد يجعلهم أكثر قرباً على المستوى النفسي حول العالم، ويقول «أعتقد أن اتحاد الناس لمواجهة الأزمة الحالية سيقربهم من بعض بشكل أكبر، حتى كمجتمعات دولية، وسيعزز التعددية، كما سيعزز قدراتنا على إيجاد إجابات لتحديات أخرى تواجه الإنسانية».

ومن الجدير ذكره، أنه وفقاً لإحصائيات «بيزنيس إنسايدر» يعيش أكثر من نصف سكان العالم في حالة عزل بسبب فيروس كورونا المستجد.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

ترتيبات لجولة مفاوضات جديدة بين الشرعية والحوثيين في الرياض

المكلا (حضارم اليوم) متابعات رجحت مصادر سياسية مطلعة إجراء جولة مفاوضات جديدة بين الحكومة الشرعية …