حضارم اليوم صحيفة حضرمية
مقالات مشابهة
المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات
أثار استهداف ميليشيات الحوثي في اليمن لمدينتي: الرياض، وجازان في السعودية بصاروخَين باليستيَّين، تصدت لهما دفاعات المملكة، مساء أمس، موجة إدانة رسمية وشعبية، حيث تأتي الجريمة الجديدة في وقت ينشغل فيه العالم بمواجهة أزمة تفشي فيروس كورونا، كما أنها تأتي بعد أيام من دعوة الأمم المتحدة لأطراف الصراع في اليمن إلى التهدئة.
واعتبر مسؤولون وخبراء سياسيون، أنه في الوقت الذي تتحد فيه البشرية جمعاء، نائية بالخلافات السياسية جانباً لمواجهة عدو فيروسي يحصد الأرواح شرقاً وغرباً، تجنح قوى الظلام إلى «استغلال» الأزمة العالمية والظرف الإنساني الراهن، من خلال استعراض وهمي للقوة.
ويأتي إطلاق الصاروخَين على الرغم من مناشدة المجتمع الدولي للأطراف في اليمن بإعلان هدنة فورية، وهو النداء الذي تجاوب معه على الفور تحالف دعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، فيما ادَّعت ميليشيات الحوثي الإرهابية ترحيبها به، في كذبةٍ فضحها الهجوم الفاشل الذي شنته مساء أمس.
واعتبرت الكويت أن الاعتداء «لا يستهدف أمن السعودية وحدها، بل أمن واستقرار منطقة الخليج بأكملها». واستنكر وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، «الجريمة»، معتبراً أنها تؤكد أن «هذه الميليشيات لا تعيش إلا على الحروب ولا تفقه لغة السلام».
وأدانت وزارة الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، اليوم الأحد، الجريمة الحوثية، واعتبرت، في تغريدات على «تويتر»، أن استمرار مثل هذه الأعمال من قبل الميليشيات، خاصة بعد تصريحاتها حول القبول بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة للتهدئة لمواجهة «كورونا»، يدل على عدم رغبتها بالسلام وعدم امتلاكها للقرار.
كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي، استهداف المدنيين. وأكد الأمين العام للمنظمة دكتور يوسف بن أحمد العثيمين، تضامن المنظمة التام مع الرياض في كل ما تتخذه من إجراءات لمواجهة هذا الإرهاب.
كما دعا مجلس الأمن الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته في التصدي لهذه الأعمال الإرهابية.
وطالب رئيس البرلمان العربي، دكتور مشعل بن فهم السُّلم، الأمم المتحدة بالتحرك الفوري لإلزام الميليشيات «الانقلابية» بالتوقف عن هذه الأعمال «الجبانة».
وفي هذا الصدد، توقع مدير مركز «صقر» للدراسات الاستراتيجية، دكتور مهند العزاوي، أن «يكون هناك احتواء سعودي بالنظر إلى الظرف المهم الذي يعيشه العالم، حيث تتجه الأولوية إلى مكافحة الوباء المتفشي». واستدرك «لكن لا شك سيكون هناك تعزيز للقوة الدفاعية، تحسباً لهجمات أخرى مماثلة» تشنها ميليشيات الحوثيين.
وحول توقيت الهجوم، قال العزاوي، في حديث خاص لـ«الرؤية»: إنه «منافٍ للسياق بشكل عام، لكنه غير منافٍ للنهج الحوثي». وأضاف «من وجهة نظري، إيران من خلال تلك المحاولة تسعى إلى تمرير رسائل لأمريكا بأنها تستطيع استهداف حلفائها، إذا لم تستجب لمطالبها الخاصة برفع العقوبات».
لكن العزاوي أكد أن «الرد الأمريكي، حتى الآن، باهت، ولا يرتقي لمستوى الردع».
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، دكتور معتز عبدالفتاح، إن «هناك مؤشرات لا تخطئها عين على أن الاعتبارات الإنسانية ليست في حسابات القيادة الحوثية، وأن لغة الدم غلبت منطق الرحمة».
وأضاف عبدالفتاح، في حديث لـ«الرؤية»: أن «المعضلة من الزاوية السياسية تتمثل في أن الخسائر ستكون أكبر، لأن القوات المسلحة السعودية وجيش التحالف العربي (تحالف دعم الشرعية) يستطيعون أن يوجِّهوا ضربات أكثر شراسة من تلك التي يوجهها الحوثيون، وبالتالي على المستوى السياسي هناك خطأ في الحسابات».
وأضاف أن «على المستوى الإنساني، فهناك تراجع في الاعتبارات الأخلاقية». وأكد عبدالفتاح أن «هذه رسالة من الحوثيين للعالم بأن من يتعاطف معهم، يشاركهم لغة الإجرام التي تتناقض مع القانون الدولي الإنساني ومعاهداته».
وخَلُصَ أستاذ العلوم السياسية إلى القول: إن «هذا النوع من الجرائم يؤكد ما سبق وأعلنته قيادات الجيش العربي من أن الحوثيين ليسوا من النسيج الاجتماعي الأصيل لليمن، وإنما هم قوى احتلال تحركها إيران».
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، دشَّن مغردون هاشتاغ #شكراً الدفاع الجوي، الذين أعربوا من خلاله عن امتنانهم لقوات الدفاع الجوي الملكية السعودية، مؤكدين شعورهم بالفخر بـ«أبطالنا»، والطمأنينة بأن قواتهم جاهزة دائماً للتصدي لأي «محاولات خبيثة» للعبث بأمن وطنهم.
وقالوا: بينما يكافح العالم بأسره فيروس كورونا، لم تدخر ميليشيات الحوثيين أي جهد للاستفادة من هذا الظرف، لاستهداف المدنيين بالصواريخ في جازان والرياض.
واعتبر المحلل السياسي السعودي الدكتور تركي القبلان، أن جائحة كورونا ستكشف العورات، مشيداً بالدفاع الجوي السعودي.
