الرئيسية / أراء وكتاب / مقال لـ: فرج عوض طاحس عجيب أمر هذه الشرعية !

مقال لـ: فرج عوض طاحس عجيب أمر هذه الشرعية !


(حضارم اليوم) فرج طاحس

نتعجب جدا من أمر هذه الشرعية واصرارها على استفزاز أبناء الجنوب ، وكأنّ الجنوبيين هم مَنْ انقلب عليها واحتلوا العاصمة وفرضوا الإقامة الجبرية على رئيس البلاد ورئيس حكومته ،فهي لم تُعطِ للضيافة حقها ولا أصولها عندما كانت هذه الحكومة مهاجرة في فنادق الرياض ، فتح الجنوبيون لها صدورهم واحتضنوها ، كما وفروا لها الحماية ، لعل ذلك يساعد على اسقاط الإنقلاب وهزيمة المشروع الإيراني الذي يهددد الأمن الأقليمي والقومي العربي ، ويعمل على زرع بذور الفتنة الطائفية في المنطقة العربية والإسلامية ، وخلق توترات وصراعات داخل هذه البلدان بعد أن عفي عنها الزمن وطمسها التاريخ وصارت في طي النسيان ، وليس حباً فيها، فهي منذ أن وطئت قدماها قصر المعاشيق لم تتورع في نشر سمومها القاتلة وسهامها المعادية للجنوب ، من خلال دعمها للرموز الفاسدة وتشجيعها للانقسامات ،وتفرجها على معاناة المواطنين، ولاسيما في مجال الخدمات،بل وَتُتََّهَمُ رموزٌ في هذه الشرعية بأنها تقف وراء تلك الأزمات والاختناقات التي يشهدها الجنوب بين فترة وأخرى في المشتقات النفطية ، وتاخير دفع المرتبات ،وأنهيار العملة الوطنية وغيرها من المعاناة اليومية التي يتكبدها المواطن، وكذلك وراء الفوضى الأمنية ،كما شهدت العلاقات بين السلطة الشرعية والجنوبين توترات خلال الفترة الماضية،بسبب المواقف العدائية لهذه السلطة من كل شيء يتعلق بالجنوب وقضاياه العادلة، وقد بلغت هذه التوترات إلى حد المواجهات المسلحة وسقوط قتلى وجرحى في مواجهات يناير 2018 م ،في عهد حكومة بن دغر الذي للأسف كان يتعمد استفزاز الجنوبيين لأغراض سياسية كان يريدالوصول إليها،ولتاريخه السياسي المتناقض ، في بداية نشاطه كان ثورياً مدافعا عن حقوق العمال والفلاحين بقوة، ثم يتحول ليكون أحد رموز نظام سبعة يوليو الذي دمر الجنوب ،وحول مكتسبات العمال والفلاحين إلى فيد ، وكذلك يريد أن يُزِيْلَ تلك النظرة السلبية التي تكونت عنه أثناء أحداث ثورة الشباب في 2011 م عندما كان أحد اركان النظام السابق ( نظام صالح ) الذي ارتكب الجرائم والمذابح بحق شباب الساحات .

اليوم تأتي حكومة الدكتور معين الذي كنا نتوقع أن تكون أكثر حكمة وعقلانية في تعاملها ومراعاتها لمشاعر الجنوبيين وتتجنب استفزازهم من سابقتها ،لكن على مايبدو أن هذا هو نهج من يتحكم في السلطة الشرعية ،فكلما أخفقت في حربها شمالا وجمدت جبهات الحرب هناك ، كثفت من عدوانيتها جنوباً ،وإلا مافائدة إثارة مشروع الأقاليم ، والتطبيل له في الجنوب، هذا المولود الذي وجد ميتا ورفض من قبل أبناء الشمال والجنوب، وأُتِّخِذَ ذريعةً للحرب من قبل الإنقلابيين، وفي نفس الوقت لازال الجزء الأكبر من محافظات الشمال ترزح تحت الإحتلال الحوثي ،وكأن هذا المشروع فُصِّلَ فقط على الجنوب، ومن المؤكد أن الجنوبيين لن يسمحوا بتمريره على الإطلاق، ولن يقبلوا بأية مشاريع تنتقص من حقهم في تقرير مصيرهم ،بعيدا عن الوصاية أو التهديد بالقوة .

أليس كان من الحكمة والمنطق ،أن توجه الملايين التي رصدت للتطبيل لهذا المشروع، لحل المشكلات الإقتصادية والرفع من مستوى معيشة موظفي الدولة الذين يطالبون بحقوقهم ،المحاكم متوقفة بسبب إضراب القضاة ،الجامعات متوقفة لإضراب الدكاترة، والمعلمون يتهيؤون للإضراب ،بدلاً عن ذلك، عجباً لهذه الشرعية التي لا ترى إلا في الجنوب عدوها اللدود ، بينما الإنقلابيون الحوثيون الذين دمروا البلاد والعباد وزرعوا الخوف والفتنة والرعب ، وجوعوا الشعب ،وانتهكوا الحرمات، ويتعاملون باستخفاف ولا مبالاة مع كل فرص للسلام، و يتحدون المجتمع الدولي والأقليمي، يُتْرَكُون للسنة الخامسة من دون أن تحسم الحرب ضدهم ،لا لضعف ولا لغياب القوة ،وإنما يعود السبب الحقيقي إلى غياب الإرادة والتصميم .

شارك الخبر

شاهد أيضاً

الشائعات ومخاطرها “1”..مقال لـ سالم باعثمان

المكلا (حضارم اليوم) كتبه: سالم عبدالمنعم عمر باعثمان الشائعات (: أسبابها وعوامل انتشارها ..وإساليب مكافحتها …