حضارم اليوم صحيفة حضرمية
مقالات مشابهة
رصد (حضارم اليوم) محمد مرشد عقابي:
مشهد انساني تقشعر منه الأبدان، عندما رأينا الطفل نوري عبد الله صالح الذي كان جلده ملتصق بعظامه وجسده يشبه الهيكل العظمي، فمرض سوء التغذية افترس حق هذا الطفل في النمو واضمحلت معه آماله في الحياة، لكن قدرة رب العالمين تجلت بشفائه على ايدي فريق cssw المتخصصون في علاج أمراض سوء التغذية، ففي تلك المنطقة النائية والريفية التي تتميز بطابعها القروي جلست أم نوري تحتضن طفلها وتسرد قصتها لتكون عبرة لأمهات الأطفال الذي يعانون هذا المرض القاتل والنقص الشديد في الوزن قائله : بسبب ضيق الحال وشظف العيش أزدادت حالة ولدي سوءاً في هذه القرية التي نعيش فيها، وعند سماعي بمجيء فريق العربة الطبي التابع لـ cssw الى قريتنا حملت ابني وتوجهت اليهم، والحمد لله استقبلوني وقاموا باجراء كل القياسات اللازمة على طفلي والتي اكدت اصابته بسوء تغذية حاد وخيم، ليخضع بعدها لفترة علاج تغذوي مكثف معهم طوال اشهر، واليوم تحسنت صحة طفلي نوري على ايدي الطاقم الطبي التابع لعربة cssw المتنقلة الذين قدموا مشكورين كل ما يلزم لإنقاذه من موت كان يبدوا محقق.
واضافت : اليوم طفلي اصبح يتناول الطعام بصورة طبيعية ولديه شهية مفتوحة للأكل، وخلال تلك المدة التي مكث فيها للعلاج قدم له اعضاء فريق العربة الطبية الوجبات والحصص الغذائية والعلاجية بشكل دوري ومستمر اضافة الى المغذيات الدقيقة التي كان يحتاجها حتى اصبح ينعم بصحة وحيوية ونشاط واستعاد صحته وعافيته التي كانت مفقودة طوال الفترة الماضية.
واشادت أم نوري من اعماق قلبها بالفريق الطبي التابع لـcssw الذين قدموا لطفلها كل العون والمساعدة وساهموا إسهام فاعل لإنقاذ حياته في حين عجزت الأسرة ذاتها عن تحمل نفقات وتكاليف علاجه.
وفي السياق ذاته يقول الدكتور سليمان الزبيري المختص في علاج هذه الحالة انه تم تسجيل الطفل ومقياس الطول وتشخيص سوء التغذية وخلال ثلاثة اشهر تحسن وضعه الصحي تماماً، حيث اصبح وزنه ( 8.5 ) كجم بدلاً من ( 4 ) كجم اي ان الطفل اصبح في وضع طبيعي تماماً كسائر اقرانه وتم إخراجه وهو بكامل قواه الصحية وينعم بالحيوية والنشاط التام.
ودعا الدكتور سليمان جميع الأباء والأمهات الذي يجدون في اطفالهم أعراض مثل الهزال والإرهاق ونقص الوزن والإسهال وجفاف الجلد وتورم اللثة والأيدي والقدمين وانتفاخ البطن سرعة التوجه بهم الى اقرب مركز صحي للكشف طبياً عن حالتهم ومعرفة اسباب ذلك والتي قد تكون اسبابها هي الأصابة بأمراض سوء التغذية، مشيراً الى ان الآثار المترتبة على هذا المرض قد تغفل عنها الكثير من الأسر اذا لم يتم معالجة الطفل مبكراً واذا لم يهتم الأهل بصحته فمن الممكن ان تؤدي حالته المتدهورة الى إعاقة عقلية او جسدية او الموت.
من جانبها مسؤولة التغذية بعربة cssw المتنقله بمديرية المسيمير محافظة لحج الممرضة سارة سالم عبد الله المشهود لها بالعطاء الزاخر في خدمة الأطفال والنساء في هذا المجال الإنساني العظيم منذ اكثر من 3 اعوام دون كلل او ملل اوضحت ان حالات سوء التغذية المزمنة عند الاطفال بالمسيمير من اهم اسبابها الفقر المدقع الذي تعاني منه غالبية الأسر في هذه المناطق الريفية والنائية البعيدة عن مراكز تقديم الخدمة وهي عبارة عن نقص متواصل في العناصر الغذائية الدقيقة مثل الحديد والزنك والفيتامينات والبروتينات والطاقة وغيرها من المغذيات خاصة بعد الشهر الخامس من عمر الطفل حيث تجهل الكثير من الأمهات منهاج التغذية السليم ولا يتبعن النظام الغذائي الدقيق لابنائهن وهناك تصور خاطئ لديهن بان الطفل ينبغي ان يأخذ الشأي والحليب الصناعي فقط في هذا السن وهذا خطأ فادح وكبير ومن ومن العادات السيئة التي يجب الأقلاع منها، ووجهت الدكتورة سارة رسالة الى جميع الأمهات بضرورة مراقبة نمو الطفل ومقارنته بغيره من اشقائه الأخرين وعمل التحاليل الضرورية حسبما يحدده الطبيب للتاكد من خلو الطفل من الأمراض المؤدية لسوء التغذية فالوقاية خيراً من العلاج.
