لربما أنبهر العالم من التطورات المتصاعدة للقوة العسكرية والأمنية في الجنوب العربي وما حققته من إنجازات هائلة خلال الفترة القليلة الماضية والتي أشاد بها الكثير من الكتاب والمحللين السياسيين والعسكريين العرب والأجانب، وجميعهم أكد بأن المعادلة باتت محسومة لصالح هذا القطر العربي العزيز والمظلوم الذي ظل طوال فترة من الزمن يرزح تحت وطأة إحتلال دولة اخرى هي الجمهورية العربية اليمنية بمبرر ما تسمى الوحدة.
فقد حققت القوات المسلحة الجنوبية والأمن انجازات نوعية منذ العام 2015م والذي شهد مواجهة قتالية مباشرة بين ابطال المقاومة الجنوبية من جهة والمليشيات المسلحة اليمنية التي اجتاحت عسكرياً مناطق ومدن الجنوب العربي الآمنة والمسالمة، اينطلق في هذا الوقت الطوفان البشري الجنوبي المقاوم وينهض الجميع من غفوته ليهبوا لإقتلاع جذور هذا الإحتلال الجاثم الذي أمتص رحيق حياتهم وكدر معيشتهم ورضع خيراتهم عقود من الدهر، تشكلت في تلك المرحلة سرايا وفصائل للمقاومة بصورة عفوية وتلقائية لينفرط بسببها عقد هذا الإحتلال وتتفكك اوصاله بسبب تلاحم واصطفاف شعب الجنوب خلف مشروع التحرر، هذه المكونات الجنوبية الحية والعظيمة أنفردت بخطط عسكرية فريدة من نوعها وكانت تشكل قوة ردع كبرى لكبح جماح اطماع الغزاة الحوثيين ومن عاونهم وناصرهم، وبفعل هذه القوة الضاربة سقط مشروع الكهنة الرجعي وتمزقت مخططات التأمر وتبعثرت اوراق واشلاء تلك الجحافل الغازيه فوق ثرى الجنوب ولقي العديد من مرتزقة إريران وعباد مشروع ومن ارتموا بحضنها ورضوا حياة الذل والمهانة حتفهم صرعى كانهم أعجاز نخل خاوية، هذه القوة الجنوبية المتوهجه والمتصاعدة والمتعاظمة تم تنظيمها وترتيب صفوفها مع مرور الوقت بفضل جهود مدربين أكفاء من الإمارات والسعودية والسودان ومدربين وطنيين يشار اليهم بالبنان، لتصقل مهارات وابداعات هذه القوة الجنوبية الضاربة وتكتسب خبراتها من واقع تجاربها القتالية على ارض ميدان المواجهة، فقد نفذت القوات الجنوبية الكثير من المهام العسكرية والأمنية والعمليات الهجومية والدفاعية بمختلف جبهات ومحاور القتال ضد القوى اليمنية الغازية والمعادية واستطاعت ان تكبدها صنوف الخسائر بالأرواح والعتاد، وكانت كل تلك العمليات ذات أبعاد عسكرية وسياسية وعمق استراتيجي جعلت من هذا العدو البربري الغاشم يقف عاجز عن مواجهتها ومندهش أمام حجم التطور الكبير للجيش والمقاومة الجنوبية.
والعظيم في كل هذه التطورات الميدانية التي ازاحت هذا المحتل اليمني من ارض الجنوب هو تمكن القوات المسلحة الجنوبية والأمن من تحييد سلاح العدو الثقيل وقص اجنحته ونتف ارياشه وتقليم اظافره بحيث لا يقوى على الحركة والمكر والخداع مرة اخرى خاصة اذا ما أراد مجدداً ان يعود الى المناطق الجنوبية او يفكر بإثارة الفوضى وإقلاق أمن دول المنطقة.
وهو بذلك يبعث رسالة ذات دلائل وابعاد كثيرة على العالم ان يعيها ويتعلم منها عظيم الدروس والعبر، كما يجب ايضاً ان يتعلم العالم اجمع من ثقافة شعب الجنوب ومن حكمة قائده الرئيس المناضل البطل عيدروس قاسم الزبيدي وان يستلهم من عظمة تضحياته وصموده والتي لولاها لما وصلت رآية الجنوب إلى درجة عالية من النصر والتمكين كل معاني البذل والعطاء والفداء، ونصيحة للدول التي تدعم وتساند هذه القوى الغاشمة من مليشيات المحتل اليمني اكانت متخفيه بجلباب الحوثي او متستره برداء الشرعية وفي مقدمتها إيران أن يراجعوا حساباتهم وان يعيدوا النظر في توجهاتهم وسياساتهم العدائية وان يحترموا حق الجوار الذي يربطهم بدول المنطقة وهي الجنوب العربي والسعودية والإمارات والبحرين، ونقول لهم لستم اليوم إلا في موقف الضعف والهوان ويكفيكم عاراً وخزياً ما تقومون به من إضرام لنيران الفتنة وإشعال للصراعات والحروب الأهلية وإذكاء وتغذية للنزاعات الداخلية في دول المنطقة، يكفيكم مناصبت العداء لجيرانكم والعبث بأمنهم واستقرارهم وبث سموم الطائفية والمذهبية والعيش على ألام واحزان وجراح الآخرين.