الرئيسية / أراء وكتاب / مقال لـ: رامي الردفاني إتفاق إستكهولم والرياض يرقدان في الموت السريري

مقال لـ: رامي الردفاني إتفاق إستكهولم والرياض يرقدان في الموت السريري

كثيرة هي الإتفاقيات التي وقعت بين اليمنيين أنفسهم ولم يكتب لها النجاح بدءاً بإتفاقيات ومعاهدات الوحدة المغدورة وماعقبها من معاهدات كوثيقة العهد والاتفاق بين قادة الجنوب وطغاة الشمال حينها والتي أفضت الى ماعرف بحرب صيف 94م المشؤومة التي حولت الجنوب الى مرعى آمن لهذه الاقوام الغجرية القادمة من أوكار ودهاليز التخلف والذين يحملون ثقافة القرون الوسطى التي عفى عليها الزمن ومع ظهور مرحلة الصراع في اليمن وبروز المتمردين الحوثيين لطرف في الصراع بعد شرعنهم بموجب حوار الطرشان الذين عقد في موفنبيك طيلة عام كامل وتم بعد ذلك رمي كل ذلك في الهاوية ووقع على أنقاضه ماعرف بإتفاق السلم والشراكة الذي أعطى للحوثيين مساحة أكبر عندها دقت طبول الحرب في صنعاء وسيطر المتمردون عليها وهرب قيادات الزور في الشمال بعباءات النساء وتركوا نساءهم وأطفالهم تحت رحمة المتمردين الحوثيين.

وعندما اتجه المتمردين جنوباً دخلت الحرب في اليمن منعطف آخر بالإعلان عن بدء عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية ليبدأ معها فصل جديد من الصراع ومنذ مابعد عاصفة الحزم دخل اليمنيون في سجال طويل من المشاورات والمفاوضات الماراثونية التي لم تفضي الى اي نتيجة بل زادت في الوضع سؤاً وراحة كل الجهود التي بذلها المبعوث الأممي حينها إسماعيل ولد الشيخ الذي فشل فشلاً ذريعاً في احداث اي خرق ولو بسيط لملمة جراح اليمنيين كسلفه جمال بن عمر الداعم الأول للمتمردين الحوثيين الذي أضفى عليهم الشرعية.

وعقب مجيئ غريفيث كمبعوث جديد لليمن نجح ولو بالصدفة في إستمالة الشرعية الهابطة والحوثيين المجوس على طاولة مفوضات في استكهولم ونجح الانجليزي في توقيع ماعرف بإتفاق إستكهولم بعد صراع مرير بين الطرفين المتصارعين يوم كبر الإعلام التابع للشرعية بنا أسماه منجز كبير حلماً منهم بإستعادة الحديدة من قبضة المتمردين وقد جاء هذا الإتفاق لتجنيب مدينة الحديدة الصراع العسكري بعد أن كان على وشك السقوط لولا تدخل المجتمع الدولي إنقاذاً للحوثيين لكانت الآ في قبضة قوات العمالقة الجنوبية ومنذ توقيع الإتفاق قبل حوالي عام تنصل الطرفين من تطبيقه فضلاً عن خروقات الإنقلابيين المجوس الذين لايريدون حلاً سلمياً ولا لهم عهد ولاميثاق ولهذا سعود الى تعطيل اتفاق استوكلوهم وذابت كل جهود جريفيث كالملح في الماء وأصبح هذا الإتفاق مجرد مضيعة للوقت وأمن ظهر الحوثيين من اي تقدم في الحديدة من قبل قوات العمالقة مما جعلهم يدفعون بعناصرهم الى جبهات الضالع جنوباً.

وعى الضفة الأخرى يوجد إتفاق الرياض الذي جاء كنتيجة حتمية بعد إن حاولت الشرعية وزنادقتها وثعابينها المتوحشة قضم الجنوب وإلتهامه بنشر الفوضى وفتح باب حرب الخدمات والرواتب فوقف لها المجلس الإنتقالي الجنوبي وتصدى لها بقوة ونجح في كبح جماحها وطردها من الجنوب بقوة السلاح وكشف عورتها للعالم بأنها ليست حكومة بل عصابات ارهابية وقد جاء إتفاق الرياض كنتيجة حتمية قبل به الانتقالي ليسلم الجنوب من شبح حرب كانت تعد لها أطراف في الشرعية بتنسيق مع الحوثيين وبدعم قطري تركي ايراني وفعلاً استطاع الجنوبيين إستعادة روح الجنوب وشرعيته المفقودة منذ عام 94م وأصبح المجلس الإنتقالي اليوم صاحب شرعية بمباركة العالم لهذا الاتفاق وتحاول الشرعية التملص منه بخلق الإعذار وعدم إلتزامها بما جاء في أدبيات الإتفاق الذي يحولون إفراغه من مضمونه وهل نكون يدخل إتفاق الرياض في نفس النفق الذي ادخل فيه إتفاق استكهولم بعد أن أصبحا يرقدان في حالة موت سريري نترك الإجابة للأيام القادمة وكيف سيكون مصير اتفاق الرياض.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

شعارها الانتصار .. ورايتها حماية الديار  مقال: نجيب العلي

المكلا (حضارم اليوم) كتبه: نجيب العلي ليس هناك اسمها هزيمة في قاموس القوات المسلحة الجنوبية، …