الإدارة مصطلح واسع المجال متشعب حيث من خلاله يتم تنظيم عمل ما وفق معايير و مسميات متسلسلة تختلف بإختلاف العمل المراد تسييره.
فلو تعمّقنا فيه نظرياً وفقا لما تناولته الكتب لتُهنا من التفاصيل و المفاهيم الدقيقة و المتفرعة و المنظمة و المملة نوعا ما.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه من هو الإداري المحنّك الذي يستطيع أن يقود سفينة المؤسسات الحكومية و الخاصة إلى بر الأمان في حال عواصف مرعبة ظهرت للأفق و أصوات رعد تهز أرجائها ، و أمواج ترتطم بكل جوانبها ؟
في إعتقادي الشخصي أنّ قراءة النصوص المتعلقة بفنون الإدارة و محاولة تطبيقها حرفياً في وقتنا الراهن غير مجدي نوعا ما حيث أنّ الواقع الذي نعيشه لا يتطلب سوى حنكة و أساليب قد لا يجيدها إلا مَن آمن بأنّ قراءة الواقع و التماشي معه أصبح خياراً جوهرياً للوصول الى بر الآمان.
واقع يتطلب فهم سيكولوجية من تريد التعايش معهم و معرفة ميولهم و رغباتهم و وضع حدود لمعاملتهم .
واقع يتطلب مهارة سرعة البديهة و قراءة الأفكار .
واقع يتطلب الحكمة القصوى و التريث في الرد و الدقة في الحديث و المرونة المعتدلة .
كما أنٌ الإداري الذي يبرر قراراته بأكاذيب واهية و يتعامل مع الناس بهنجمة ساخرة و يستغل منصبه لمصالحه الشخصية و المحاباة لأقربائه مصيره الفشل عاجلاً أم آجلاً .
فالسفينة قد تغرق أو تصل متأخرة أو تبقى في أعماق البحر إذا ربانها لا يجيد فنون الإدارة الواقعية الذي فرضها لنا واقعنا المرير .
ودمتم في رعاية الله