الرئيسية / أراء وكتاب / مقال لـ: محمد صالح عكاشة في كل وادي يهيمون

مقال لـ: محمد صالح عكاشة في كل وادي يهيمون

لفي كل وادي يهيمون ، كن ذلك عن الشعراء الباحثين عن الأرزاق من مدح الأمراء والولاة لكنهم لم يخونوا قبائلهم ومضارب أقوامهم مهما كانت الخطوب وظلوا أوفياء مخلصين مع اقوامهم يتقدمون صفوفهم ليرفعوا من معنويات قومهم شعرا وخطابة ….

عندما بدأ الحراك السلمي وأخذ مسميات عدة كان الهدف واحد عند من سأذكر قصتهم دون أسمائهم فهم معروفون فقد أتخذوا وادي الحراك أول ذي بدء كانت لأغراض خاصة بهم يتسلقون على ظهر الحراك، فقد ذهبت الحمية بعيدا ، أين تلك المقالات الرنانة في الدفاع عن الثورة الجنوبية ، كيف أضحت اليوم مجرد لهث أشد وضاعة من لهث الشعراء على أبواب الأمراء ، لأن عفاش لم يعرهم أهتمام ، وكأني به قال دعوهم سنسحبهم يوما ما بالفتات الذي نبقيه من موائدنا ومن قلة من موأئد أرضهم الدسمة سنرضيهم ، إلا أن الشعراء كانوا أكثر منهم كرامتة ، حبهم وأخلاصهم لقبائل ومضارب أقوامهم تأبى أن يدني كرامته بفتات يرميها له الأمير أو الوالي نظير مدحه ببيت شعر ، وماحدث لعمرو بن هند كان محزنا لكل أمير يتجرأ بإذلال شعراء القبائل العربية ، فنخوة الشاعر عمرو بن كلثوم التغلبي وشعوره بالإهانة قد برزت عاليا في الحفاظ على لحمة قبيلته ، قتل عمرو بن كلثوم التغلبي ملك الحيرة عمر بن هند اللخمي ولم يقبل الإهانة ….

لعلكم تدرون قصة أشعب وشراهته للطعام وكيف كان يذل نفسه على موائد الأغنياء بدون دعوة ، شراهة من تركوا النضال السلمي وذهبوا إلى قصور مسئولي الشرعية وتجار حزب الإصلاح الإرهابي قد بلغت مبلغا من الشراهة فاقت شراهة اشعب فأشعب يأكل من الموائد ولم يعد ببيع الأوطان لقاء حفنة من ثروات بلادهم…

مبدئهم كل الطرق تؤدي إلى روما والمدائن أيهما يدفع أكثر كسرا أو قيصر ، كانوا يكتبون مدح للثورة الجنوبية ويحضرون إلى الساحات وقد تمزقت احذيتهم ومعاوزهم وقمصانهم بليت أما اليوم فهم يلبسون أرقى الأحذية وأفخم البدلات السوداء والبيضاء الخارجة كآخر موديل من مصانع أوربا حين يذهبون إلى أي بلد أوربي سرعان مايشترون من أسواقها آخر صرعة ليجاملوا مسؤولي تلك البلدان وفي تركيا لابد أن ينظر الخليفة أردوغان أن من أتوه يرتدون آخر صناعة أنتجتها المصانع التركية …

كتبوا الكثير عن الحراك الجنوبي وطالبوا بتقرير المصير ، وعفاش يدرك انهم سيأتون يوما ما إليه أو إلى غيره ، فمنهم من جاء إليه ومنهم من جاء إلى هادي وأكثرهم اليوم على أبواب الأحمر ، منهم من يكتب عن الائتلاف الجنوبي ومؤتمره في سيئون ويقول إنها طفرة ستجعل من الجنوب سنغافورة أخرى وأنهم في الطريق لاستعادة الدولة من سيئون المحتلة تحت راية الأحمر وكذلك من المركز الثقافي من عتق حينما رفعت راية الجنوب والحارس شمالي والذي يقدم الأوراق شمالي والذي يكتب ويدون شمالي والذي أحضر الكراسي والطاولات شمالي ،حتى الذي يوزع البيبسي كولا شمالي …

وفي الاخير تخرج التوصيات بالنضال من أجل استعادة الدولة وتقرير المصير تحت سقف الشرعية والوحدة أو الموت…

أما ماكتب البعض تمجيد بما خرجت به مؤتمرات دكاكين الإصلاح قد أفصح الكثير عن النوايا بأن شقرة ترسم حدود الأقاليم وأن المهرة دخلت في تكوين الإقليم الشرقي لأنها رفضت إقليم حضروموت ومايدور بالظاهر إلا لإرضاء الأدوات كالمجلس الانتقالي والحوثيين وبعض المكونات الرافضة لمخططاتهم، ولكنه تناسى كيف يستعيدون إقليم آزال من قبضة الحوثي وهو لايعترف بشرعية الاقاليم، كذلك تناسى من الذي سيدير الإقليم الشرقي إقليم حضرموت هل هم أهله ام علي محسن الأحمر وحميد وصادق ، والجيش الذي سيدافع عن إقليم حضرموت هل هم من أبناء البلد ام انهم من حاشد وسنحان وذمار وبقية المناطق الشمالية…

كيف ستكون شوارع المكلا وسيئون والغيضة وعتق وغيرها من مدن الإقليم الشرقي فمن أين تكون شرطتها ربما أراد صاحب الأقاليم أن تكون من صعدة ، لذلك رسم حدود إقليم عدن عند شقرة مؤقتا حتى يصل المجلس الانتقالي إلى قناعة وتكون آخر حدود الإقليم في المحفد…

هل رأيتم بجاحة أكثر من ذلك…

أتذكر بعض الكتاب الحضارم الذين يرفضون بشرف أن تفصل بينهم وبين غرب الجنوب اية حدود ، رأيت الشرف واضح على محياهم انهم فعلا قدوة حضرموت أليست هذه رسالة بينة لا لبس فيها….

وأخيرا ، هم مازالوا يهيمون في كل وادي من أودية الارتزاق لكن أكثرها درا للمال هو وادي الإصلاح …

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( يأكل الذئب من الغنم القاصية )……..

صدق رسول الله وكفى بالحديث حكمة وموعضة ….

شارك الخبر

شاهد أيضاً

الذكرى الـ57 لعيد الاستقلال 30 نوفمبر

كتب / د. صدام عبدالله في كل عام في الثلاثين من نوفمبر، يحتفل شعبنا الجنوبي، …