بروز وسطوع نجم المجلس الانتقالي الجنوبي ومنحة تلك الحظوة والمكانة والاعتراف السياسي من قبل الأشقاء في دول التحالف وحظي بدعم وتآييد سياسي واسع من الاصدقاء في الدول الكبرى وباعترافهم به كمجلس يمثل الجنوب وهو يسمى في لغة السياسة ( إعتراف غير مشروط ) افقدهم توازنهم بالمجمل .
فالاعتراف الغير مشروط بلغة السياسة اي انهم لا يعترضون ولا توجد لهم اي تحفظات على مايتبناه المجلس من توجهات وأفكار معلنة وواضحة تخص استعادة الدولة في الجنوب وحقوق شعبه السيادية ،،
لذلك ولم ولن يحصل ان تنازل او الغىء المجلس الانتقالي الجنوبي سطرا واحدا او كلمة واحدة تخص تلك التوجهات والثوابت ولم ولن يحصل ان اخفاها اصلا .
سيتم الان دفع أولئك النزقين في حزب الإصلاح وبدافع غيضهم ويأسهم ،، سيدفعون لأرتكاب آخر حماقاتهم ،، وليتهم يفعلون ،، لأن هذه المرة ستكون الحالقة ،،
فالجميع يريدهم أن يندفعوا إلى ذلك الشرك المنصوب لهم ،، فعدن فريسة مغرية والجنوب هو بمثابة مغارة علي بابا بالنسبة لتلك العصابات ،،
اي ان الإغراء كبير ووبنفس الوقت اصبح مستحيل امتلاكه من جهة ،، والخسارة السياسية التي سيمنون بها في حال ان اكملوا الطريق عبر خارطة اتفاق الرياض ستكون فادحة من جهة أخرى .
خياران أحلاهما مٌر :
اما استكمال السير في اتفاق الرياض الذي سيؤدي بهم ( حزبياً ) في آخر المطاف إلى افراغهم من المحتوى السياسي ليدخلوا في مرحلة اضمحلال وتفسخ لمعظم جزيئاتهم ليجدوا انفسهم ك ( اصلاح ) مرميون على قارعة الطريق ك عصفاً مأكول .
واما أن يقرروا الانتحار الجماعي عبر خوض معتركهم الاخيرة باتجاه ابين _عدن على أمل حدوث معجزة تمكنهم من قلب المعادلة على الأرض.
تلكم هي خياراتهم المفتوحة
ولا شيء غيرها ..
فأما الموت ببطىء وسلام وعلى مراحل،، بطريقة الحقن بأستخدام عقار اتفاق الرياض ،، واما الموت سريعاُ على طريقة حفلات شواء اللحم مع صلصة الباربيكيو .
فلاشيء يجعلهم مستثنون من الردع والسحق الذي سيتعرضون له هذه المرة ولا شيء سيمنع حدوث هذا السحق والحرق ،،
بل على العكس ،،فهذه المرة سيكون الضرب هو الأكثر قوة ،، والقصف الأكثر تركيز والاستهداف الأكثر جراءة ،، بل الاكثر من كل ذلك هو ان هذا السحق الذي يتربص له الجميع بات اليوم يمتلك المشروعية بموجب اتفاق الرياض .
مما يخول للتحالف استهداف اي فصيل يقوم بتعطيل بنود ذلك الاتفاق تحت طائل نقض العهد وخرق الاتفاق المرحب به إقليميا والمدعوم عالمياً،،وهم بذلك يعطلون كافة الجهود الإقليمية والدولية في إرساء السلام في اليمن وعلى رأس تلك الدول المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ،،
يعني كل شيء ماشي معانا حلااااوة ،، وكل الاستعراضات والتحركات الاستفزازية التي يتمضرطون فيها إعلاميا ماهي الا رقصة الموت الأخيرة التي ننتظر جميعنا حماقاتها بفارغ الصبر ،،
فالطيران جاهز ،، والقوات المسلحة الجنوبية جاهزة في مواضعها في ميادين الشرف والبطولة وهي بكامل عدتها وعتادها ورجالها ،، كل شيء جاهز وكل شيء معمول حسابه ولا شيء متروك للصدفة او للفراغ ،،
حتى أنه تم مؤخراً استيفاء جميع الأوراق القانونية اللازمة والمطلوبة لهكذا سحق ،، بل ان تصريح الدفن لهذا الحزب في حال هرول إلى الهاوية أصبح جاهزاً ومتوفراً ،،
فكما ان اتفاق الرياض هو بمثابة شهادة ميلاد سياسي للمجلس الانتقالي الجنوبي واعتراف كامل الأركان بوجوده كطرف أصيل وفاعل وحليف مؤتمن في هذه الحرب الدائرة وبأعتراف إقليمي ودولي .
هو كذلك ايضاً وبنفس الوقت بمثابة شهادة وفاة سياسية وتصريح دفن رسمي لحزب الأصلاح اليمني ( اخوان اليمن ) ،،
بل قد يأتي يوم ليس ببعيد ليكون اتفاق الرياض هو الوثيقة الأقوى التي من خلالها او لنقل استناداً لها يمكن استخلاص او تكييف جرم خاص بنقض العهد او بلورة توصيف قانوني لقضية خرق الاتفاق ورفع دعوى قضائية من قبل منظمات مدنية على الحزب وقياداته لمطالبة الدولة بحله وحظر وتجريم نشاطه السياسي دون المساس بالمسار الديمقراطي في اليمن او تعطيله،،
وهذا امر مكفول ووارد لا يتعارض مع حق الشعب في أن يرفض الأحزاب او الجماعات المرتبطة بأجندات خارجية ولها تنظيمات عالمية تدعوا للفتنة والاقتتال .
انها النهاية العادلة لحزب ظل لسنوات طويلة يفرق بين الناس ويكفر ناس بأسم الدين وكأنهم أوصياء على خلق الله ،،
حزب ظل ومازال يزرع بذور الفتن والفرقة والتنابز واستعدىء الجنوبيين ضد الشماليين والشماليين ضد الجنوبيين وظلوا ومازالوا يهاجمون الجنوب وابناءه ويسفهون قضيتهم ويسخرون ويشمتون بشهدائهم بكل تبجح،،
كانوا جبناء في كل معاركهم فتجدهم يتحدثون ضد الجنوب بأسم كل الشمال لكي يخلقوا رد فعل جنوبي موازي لهم بحجم والقوة ردا على ما اتوا هم به ،، فيتصدر المشهد لكل شمالي أن الجنوبيين يعادون كل شمالي ،،
والعكس صحيح فتجد المشهد يصدر الى كل جنوبي ليعطيه انطباع أقرب إلى اليقين وكأن كل شعب الشمال هم اصلاح ،، وتلك مغالطة كبرى استطاعوا أن يروجون لها كثيرا ،، متكئين على قساوة ومرارة تجربة أبناء الجنوب التي سجعلتهم أكثر انجرافاً مع ذلك الضخ الاعلامي الملعون .
السنوات الخمس التي مرت كانت كفيلة بأن يتعلم أبناء الجنوب الدرس جيداً فقد خبروا كل اللاعيبهم ،، وتعلموا اليوم من تلك التجربة ،،
تعلموا ،،
انهم حتى وإن اشتد بهم الجوع ،،
ومهما كانت حبات العنقود شهية الشكل براقة المنظر ،، إلا أنهم تعلموا أن العنب يأكل حبة ،، حبة ،،
حتى وإن كنت انت بنفسك ممسكاً عنقود العنب بيدك اليسار ،، وتتناول حباته وتأكلها بيدك اليمين فذلك لن يغير من طريقة الأكل شيء .. ستظل كما هي( حبة حبة ) حتى ولو كان العنقود كاملاً ملك يسارك وتأكل منه بيمينك .