الرئيسية / أراء وكتاب / مقال لـ: محمــــد الأميــــر فبهــــــت الــــذي كــــتــــب

مقال لـ: محمــــد الأميــــر فبهــــــت الــــذي كــــتــــب

لم تجد الشرعية الدحباشية ضالتها سوى في الإعلام و الحرب الإعلامية والنفسية تجاه الجنوبيين
وقد بلغت خبرتهم حدها الأقصى حتى صاروا يحققون إنتصارات وهمية يصدقها عامتهم بل ونخبهم ويجدون فيها شفاء لغليلهم من الجنوبيين .

فمن خلال الإعلام يسيطرون على مطار عدن بغمضة عين لمجرد إن صاحب بسطة يصور سلفي بجوار المدينة البيضاء ..
ويقتحمون المعسكرات في عدن بسلفي آخر . ويحتلون المحافظات بفيديو قديم عن البصرة .
ويدبلجون فيديو عن جنود الحزام الأمني الجنوبي وهم يدوسون شائبا عراقيا في الأنبار .

وكان آخر ماتفتقت عليه أذهانهم هو العلم الجنوبي الذي يحاولون من خلاله إستثارة البسطاء .لعلمهم بغيرة ومدى قداسة العلم الجنوبي الذي دفع ثمنه دماء غزيرة أنهمرت مدرارا على أرصفة المدينة الحزينة .

فكانوا كلما أشاعوا خبرا زائفا عن العلم يرتد الخبر في نحرهم وعندما كتبت مطابخهم إن القوات السعودية في عدن أنزلت علم الجنوب من سارية مطار عدن .
تفاجأوا في الصباح بوجود علمين بدلا من علم
فبهت الذي كتب .
وعليه ..
فقد كان لزاما على الجنوبيين حسم مسألة العلم وفقأ أعين الحاسدين .

فذهبوا إلى أسواق الخياطة
في كريتر ووجدوا خياطين عدنين ذي أصول هندية وعندما عرفوا بمقصدهم لتفصيل علم جنوبي كبير أحاطوهم وعرضوا عليهم تفصيل الكم الذي يريدون وبالحجم الذي يتمنون ومجانا
وقالوا ندين لهذا العلم الذي وجدنا تحته الوطن والطمأنينة والأمن والأمان والحب والسكينة .

إلا إنهم غدوا السير إلى الشيخ عثمان ووجدوا تحت مسجد النور خياطين صومال. الذين أحاطوهم وعرضوا عليهم تفصيل أكبر علم في التاريخ وعلى حسابهم .

وقالوا : وريا هذا أحسن علم هذا علم نشوفه حغنا مش حغكم وبس .. نحنا بهذا علم شفنا أيام زمن جميلة في عدن .

ولكنهم ذهبوا إلى حوافي وأزقة الشيخ فوجدوا خياط مقطري .
وكأنهم وجدوا ضآلتهم فعرضوا عليه تفصيل علم جنوبي كبير .
فأنتفض المقطري كمن قرصه عقرب وأبتدأ يهرف قائلا :
مو قالك مو عملوا باك . ليش تشتوا تحنيبوا لي . ماشتجيش ياجماعة . مو عيملتو لكم . أسألتكم بالله روحوا هكه .. أنا مشاقدرش أخيط علم .. أصلا العجوز حقي ومرتي الأولة بتعيز شيحبسوهن الإصلاح وألا شايعملوا لهن حاجة .

ولكنهم خرجوا بإتفاق إن الأمر سيكون سرا . وعرضوا عليه مايملأ عينه .
فوعدهم إنه سيغلق الدكان ليلا من الداخل ويخيطه بحذر بعيدا عن أعين القعاميص كما قال .

وفي الصباح سلمهم العلم
وقال :
لاشتجوش عندي مرة ثانية .. وأنا فدا .
وولى هاربا بين الزحام . كأنه أثرا بعد عين .

ولأن العلم كان كبيرا
فقد ذهبوا إلى السيلة ووجدوا هناك دينّا مع كازمي فقال لهم :
لاوين تبوا .. بأشل العلم وباأحطه في عيوني
وجاء إليهم حضرمي وحلف ما أحد يتشرف يشل العلم غيره .
وقفز سائق صبيحي وطلق ماحد يشله غيري
وزاد الهرج بين هذا وذاك لكنهم رأوا سائق تهامي كان يقف بعيد يحاول أن يتوارى عن الأنظار أو يتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعه .

وعندما رأوه وهو يقفز إلى كابينة الدينّا محاولا الهرب نادوه فقال لهم :
وووو .. أأأ أأأنا مافيش مأي حك امــ ــبترول والدينا آطلو .. والتاير مبنشرو والجماءة شيبهذلو بي وأنتن لازم تقدرو ..

فحملوا العلم على الدينا
ومشى بهم وهو يقرأ آية الكرسي والمعوذات والبقرة ويس .

وعندما وصلوا كانت السارية تنتظرهم مرتفعة عالية تشق طولها في عنان السماء .

فسألوا الشباب كيف أقمتم السارية بهذه السرعة
قالوا لهم :
ذهبنا إلى الدرين في المنصورة ووجدنا الملحمين كلهم من يافع ولودر وعندما عرفوا مقصدنا قفز الأول وقال :
باألحم للعلم أعلى سارية لما فوق السحاب و الثاني يصرخ :
وين باتروحوا مني والله مالكم إلا سارية توصل للشمس .. والثالث يحلف الإيمان الغليظة .

فوجدنا إننا سنحدث فتنة بينهم

وهكذا وصلنا إلى واحد ملحم صلوي ريحته بصل تحت قلعة صيرة .
وعندما عرضنا عليه الأمر
رأينا دموعه مدرارا فقلنا له :
هل الدموع من البصل الذي جمعته في الصلو
فقال لهم : لا .. لا أنا أبكي من صدق .. ماتعرفوش القصة
أنتم تطلبوا مني المستحيل .. ماتعرفوش إنو قدام الورشة بيت أكبر قعموص كان وزير أمن الدولة .. وماتعرفوش حتى الأسماك تهرب من بحر صيرة لما تشوف بيته اللي شله على الرجال .

فقالوا له إن يلحم السارية وهم بجانبه في وضح النهار .
وطمأنوه بإن العلم سيرتفع عاليا فوق قلعة صيرة وإنه علم سيحجب ضوء الشمس عن بيت القعموص من اليوم إلى يوم يبعثون . وعلى مرأى من حكومته التي جاءت تختبىء خلف أسوار المعاشيق .

وهكذا أستطاع الشباب الجنوبي أن يرفعوا علما يرفرف عاليا يهز قلوب الحاقدين الذين يدندنون ليلا ونهارا تأكلهم الحسرة من ألوانه ويتقزمون من علوه .
وأن يرغم الذين أنزلوه يوما أن يساهموا في خياطه ونقله و رفعه رغما عنهم وهم صاغرون.

بل وفي تحدٍ جديد .. وفي التوقيت الذي جاء فيه رئيس حكومة الشرعية والتي ينغص عيشها أرتفاع هذا العلم وعلوه وسموه وبقاءه وديمومته وخلوده .

شارك الخبر

شاهد أيضاً

الابتزاز الإلكتروني.. تهديد حقيقي للمجتمع

كتب – أسعد ابو الخطاب تنامت ظاهرة الإبتزاز الإلكتروني في العصر الحديث لتصبح من بين …