(حضارم اليوم) محمد مرشد عقابي
عندما يتوهج العقل بنور شعاعه الوضأ وتنبعث العزائم وتنبري الإرادة بصورة التحدي على قهر المحال هنا تتبدد كل عوامل اليأس والقنوط وتتجدد الأحلام والطموحات لتحمل على جناح الجد والإجتهاد والأمل والحلم لتضع اشرعة للمستقبل الجميل الذي يبتسم لأجله التاريخ ويتسم له بالوفاء.
في هذه العجالة نقف لتبجيل واحدة من ابرز رواد العلم والمعرفة وقادة العمل الثوري والحقوقي على مستوى بلاد الحواشب ونشير بالإبهام الى قامة نسوية عملاقة اثبتت وجودها الفاعل والمؤثر في كل ساحات وميادين الكفاح والنضال، نقف لنلقي التحية المفعمة بعبارات الحب والود والوئام لهامة تربوية بأسقة تركت على واقعنا المعاش الكثير من البصمات الإيجابية والمناقب الخالدة التي يجني ثمارها اليوم ابناء المجتمع، تلك هي الناشطة الحقوقية والمربية الفاضلة والتربوية القديرة والشخصية الثقافية والعلمية والإعتبارية والإجتماعية الراقية الإخت الأستاذة نجوى فضل علي هادي الحوشبي، من هذا المقام يتوجب علينا ان نحني لها الرؤوس اجلالاً وإكباراً لعظيم أدوارها ومآثرها الإنسانية، انها امرأة من طراز فريد ومن ثلة القلائل اللوات استطعن الوصول إلى الأهداف السامية والغايات النبيلة في هذه الحياة.
هذه السيدة تعد واحدة من ابرز كوادر القطاع النسوي في لحج التي حققت قصص نجاح عملية عديدة ليظل هذا التاريخ المجيد شاهد عيان يروي جهد سنين من العمل الدؤوب والكفاح المضني، وحصيلة اعوام من الجد والإجتهاد في سبيل الوصول الى الغايات والتطلعات التي تنشدها لخدمة المجتمع.
نقف اليوم للتعريف بجزء بسيط من هذه المنارة الشامخة ونستلهم من شخصيتها المتعددة الجوانب اعظم الدروس التي تتبلور فيها جميع الرؤى والأفكار وتتلخص في مضامينها كل المفردات والمعاني، سنتناول في حديثنا هذا الجانب الإنساني المضيء من حياة هذه المرأة العظيمة والعملاقة والذي يتجلى فيها الإصرار والعزيمة والإرادة والتحدي، بدءً من ظروف الحياة القاهرة والقاسية التي تجاوزتها بصبر وإرادة وعزيمة لا تقهر او تلين وانتصرت فيها على كب عوامل الإحباط والتثبيط وعلى العادات والتقاليد.
انها السيدة الكريمة والأستاذة الفاضلة نجوى فضل علي هادي الحوشبي هذه المرأة الناضجة التي تسير في عقدها الرابع من العمر ولدت في المسيمير بحواشب محافظة لحج وتلقت تعليمها فيها، أم لثلاثة اولاد ذكور هم قاسم وهاشم وسلطان، قضت سنوات عمرها تعمل في الحقل التربوي وتخرجت على يدها الكثير من الأجيال البعض منها اليوم يتبؤى مناصب قيادية عليا في هرم الدولة، تقلدت خلال حياتها العملية العديد من المناصب القيادية منها مديرة مدرسة الشهيد عباس للبنات كبرى مراكز الإشعاع الفكري والتنويري بالحواشب ورئيسة قسم تعليم الفتاة ومدير إدارة تنمية المرأة بالمديرية بالإضافة الى العمل لدى مكتب إدارة تنمية المرأة بديوان المحافظة الى جانب شغلها لعدد من المهام الإدارية بمكتب التربية بالمديرية وإدارتها للعديد من الفعاليات المجتمعية التي تختص بقطاع المرأة وهي حالياً مشرفة عمل متطوعات قطاع التوعية والتثقيف المجتمعي المنفذ من قبل منظمة اوكسفام.
حصلت خلال مسيرة عملها على العديد من الدروع والتروس والميداليات والشهادات تقديراً لأدوارها الكبيرة في انجاح كل المهام العملية التي انيطت بها، وقد حظيت بحفاوة وتكريم لائق وفاءً وعرفاناً لإسهاماتهم وانشطتها التربوية من قبل حكومة باسندوة حيث تم تكريمها بدرع وزارة التربية والتعليم اثناء الإحتفال بعيد المعلم، كما تم تكريمها من قبل إدارة تنمية المرأة بمحافظة لحج في بمناسبة عيد المرأة، وكرمت ايضاً من قبل إدارة تعليم الفتاة بالمحافظة الى جانب ما حصلت عليه من شهادات تقديرية اخرى من جهة مكتبي التربية والتعليم بالمديرية والمحافظة وغيرها من الجوائز والشهادات الممنوحه من قبل السلطة المحلية بالمسيمير والتي اكدت بالمجمل على عظمة أدوارها ومساعيها.
الأستاذة نجوى تعد شخصية نسوية عصرية ومتحضرة تتسم بكل الصفات والسجايا والخصال الحميدة والفاضلة، تمخض فيها حب النضال من اجل قضايا وحقوق المرأة الريفية، فتارة تجدها تحمل على عاتقها هم مناهضة كل اشكال العنف والأضطهاد ضد المرأة وتارة اخرى تتحمل عبء رسم خطط وبرامج لمسودة احتياج منطقتها للمشاريع الحيوية والتنموية، وبسبب انفتاحها على كل اطياف المجتمع وتوسع دوائر مداركها ومعارفها وتنامي خبراتها وتعاظم تجاربها العملية في كل الحقول والمجالات لم يعد نشاطها يقتصر على سلك التربية والتعليم بل تعداه ليصل الى مهام ومسؤوليات تطوعية وخيرية اخرى، هذه المرأة المثابرة والمخلصة لوطنها عملت في كثير من الأوقات كمدربة لبناء السلام في البيئة التعليمية والدعم النفسي والتعلم النشط
خلال الحرب الأخيرة وبعدها وحتى هذه اللحظة وهي تتفاعل وتؤدي الكثير من الواجبات والأنشطة وتشارك بفاعلية وحيوية في رسم كل الخرائط والرؤى والتوجهات للنهوض بالجانب التنموي والخدمي وكذلك في وضع السياسات الإنمائية المستقبلية للمديرية.
انها نموذج للمرأة المتميزة والمجتهدة والمثقفة والواعية والمدركه لحقيقة واهمية وجودها في المجتمع، فهي العناصر القليلة التي تملك العقلية الناضجة والمتفتحة والمتفاعلة مع مجمل الأحداث، شخصيتها تتسم بدماثة خلق وتواضع جم وإلمام متكامل بمحيطها السياسي والإجتماعي والعلمي والثقافي الى جانب الإهتمامات بالأنماط الصحية والمجتمعية والخدماتية الأخرى وتركيزها الدائم في توجهاتها العملية لدعم احتياجات النازحين والمرضى وذوي الإعاقة والأسر المعدمة لذا ليس بغريب عليها ان تتفاعل مع كل القضايا والمشاكل التي تلأمس حياة ومعاناة الناس.
السيدة نجوى الحوشبي تعد من أوائل النشطاء الذين وقفوا لرفض الظواهر الشاذة والمخلة بالأمن والسكينة العامة كحمل السلاح واطلاق الأعيرة النارية في الأعراس والمناسبات العامة، وكان له دور ارشادي مشهود في هذا الجانب من خلال نشر رسائل التوعية عن مخاطر هذه الاعمال في الأحياء والحارات والمدارس او عن طريق الجلسات التثقيفية التي نفذتها بواسطة فرق التثقيف المجتمعي هذا الفريق الذي ينفذ ايضاً أنشطة توعوية في مجالات الصحة والإصحاح البيئي وغير ذلك من البرامج التي تهدف لتقديم العون والمساعدة لفئات المجتمع المعوزة والفقيرة والمحتاجة.
أنشطة وفعاليات متعددة قامت وتقوم بها هذه السيدة الفاضلة التي لاتزال تطمح لتقديم الأفضل وإبراز هموم ومشاكل ومعاناة شرائح المجتمع خاصة قضايا المرأة والمرضى، انها فعلاً سفيرة للعمل الخيري والتطوعي بأرض المسيمير الحواشب محافظة لحج.
لم يكن تناولي لهذا المرأة العظيمة في هذا المقال الوجيز الذي لا يفي بالغرض من باب المحاباة او المجاملة وانما من واجبي المهني والأخلاقي الذي يحتم عليا ان اقف لهذه الشخصية موقف الأعتزاز والأفتخار بكل ما قدمته في ذلك المضمار النبيل، فهكذا امرأة قهرت كل المحال وتؤثر على نفسها لأجل مصلحة ابناء مجتمعها كيف لنا ان نتجاوزها او ننسى فضلها ولا ننصفها بتوجيه كلمة حق، فكرة الكتابة عنها اتت بمحض إرادتي دون إملاء او وصاية من احد انما كانت تراودني منذ فترة بعيدة لكونها من رموز العطاء والبذل والتحدي والجميع يشهد لها بذلك، فهي منذ أن أكتسحت بنشاطاتها ومثابرتها وجدها وإجتهادها وإخلاصها ووفائها الإنساني كل الميادين، وتحديها لكل الظروف منذ طفولتها ونشأتها وخلال مراحل وسنوات تعليمها وعملها وارتباطها الأسري وتكوين أسرة وأنجاب الثلاثة البراعم برفقة زوج محترم وقدير وبسيط ومجتهد وسند لها في كل أنشطتها وكلمة السر وراء كل نجاحاتها انه السيد الوقور وطيب الذكر الشيخ مدهش قاسم القاضي كانت وماتزال نموذجاً للقوة والصلابة وكسر إرادة المستحيل.
الأستاذة نجوى او كما تحب ان يناديها الآخرون بأم سلطان القاضي امرأة ذات رأي سديد مجتهدة ومثابرة ولاتحب الشهرة او التعالي والغرور وهي تكره الفشل وتحب النجاح، انطلقت منذ مطلع الألفية الثالثة بمبادرة ثم مشروع لجمعية ثم مركز ثم مؤسسة للأعمال الخيرية وجسدت كل تلك المقترحات لدعم قطاع المرأة بمسيمير لحج ماتزال هذه الفكرة تخالجها كل لحظة وحين وهي تأمل دوماً بتحقيق هذا الحلم على ارض الواقع، انها النموذجية الوحيدة التي تفتح ابواب منزلها ليل نهار لسماع هموم ومشاكل وشكاوي النساء وتبذل كل الجهود والمساعي لحل ومعالجة كل تلك القضايا، تلجأ اليها من تضيق عليها سبل الحياة ومن تعاني الألم والمواجع والأزمات والمحن فهي كالبلسم الذي يبري جراح كل ثكلى، تقصدها من واجهت الحزن ومن كابدت الظلم ومن تجرعت الهم والغم والحزن فلا تغادرها إلا بإنفراج الكربة، انها تعيش لكي تسعد الآخرين دون إكتراث لراحتها وعلى حساب صحتها ووقتها وإلتزاماتها الشخصية تجاه اهلها، انها نموذج يحتذى به في كل شيء، بل هي سنبلة مخزونها مثمر بكل خير وبر وبركة وإحسان.
لذا ادعوا قيادة الدولة بالإهتمام اكثر بهذه السيدة الماجدة المكافحة بما يوازي حجم عطاءاتها وجهودها وأدوار التي بذلتها في سبيل هذا الوطن في كل المناحي والصعد ولكونها من الكفاءات القيادية القليلة ذات الخبرة والمؤهل والكفاءة التي تحظى بحب واحترام وقبول واسع من كل أطياف المجتمع ولكونها ايضاً تعمل بجد واجتهاد وإخلاص لإستقبال أنشطة المنظمات وتسهيل مهام عملها في المسيمير.
انها حقاً امرأة مثالية بحجم وطن وتوازي أمة وصانعة الأجيال ومربية جهابذة الرجال، انها هامة قيادية وناشطة فاعلة ومؤثرة في صنع القرار ونسج كل التحولات الأستراتيجية التي تخدم مصلحة هذه المديرية.