عدن (حضارم اليوم ) تقرير : علاء عادل حنش:*
سلطت محاضرة ثقافية الضوء على الاعتراف الدولي والشرعية التي انتزعها المجلس الانتقالي الجنوبي من المجتمع العربي والدولي من خلال التوقيع على اتفاقية الرياض التاريخي في الخامس من نوفمبر / تشرين الثاني الجاري.
جاء ذلك خلال المحاضرة الثقافية التي نظمها اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة الجنوبية عدن تحت عنوان: “اتفاقية الرياض والاعتراف الدولي بالمجلس الانتقالي الجنوبي”، عصر يوم الأربعاء 27 نوفمبر / تشرين الثاني 2019م، في مقر الاتحاد الكائن بمديرية خور مكسر في العاصمة عدن.
وفندت المحاضرة، التي ألقاها الاكاديمي الدكتور يحيى شايف الشعيبي، الانتصارات السياسية الكبيرة التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي من خلال شرح الشراكة الاولى مع شرعية هادي في اجتثاث الفساد من اجل انقاذ الدولة، إلى جانب الشراكة الثانية للمجلس الانتقالي مع دول التحالف العربي في محاربة المد الايراني الحوثي الإخواني، بالإضافة إلى الشراكة الثالثة للانتقالي مع دول مجلس الأمن الدولي في اجتثاث ما تبقى من الإرهاب من محافظات الجنوب وباقي المحافظات المحررة.
_ نظرت أمريكا للمجلس الانتقالي الجنوبي :
وكان رئيس دائرة الحقوق والحريات لاتحاد أدباء الجنوب فرع عدن الدكتور عبد السلام عامر قد بدأ المحاضرة، الذي ادارها بكل اقتدار، بالإشادة في اتحاد أدباء وكتاب الجنوب في استمراره في تنظيم الفعاليات والندوات والمحاضرات التي من شأنها “الدفع بالعملية الوطنية الجنوبية، والتوعية بأهمية الهوية السياسية والثقافية والاجتماعية الجنوبية غير المتكافئ مع قوى الاحتلال اليمني، وقوتها الهائلة، وماكنتها الإعلامية التي لم تنشط بهذه القوة والفجاجة منذ احتلال الجنوب عام 1994م كما تنشط الان في هذه المرحلة المفصلية في تاريخ ثورة ونضال الشعب الجنوبي”.
وقال عامر أن: “تأتي أهمية هذه الفعاليات الثقافية الفكرية، التي اتمنى أن يقوم الإعلام الجنوبي (المرئي والمسموع) في تسجيلها، وبثها للشعب الجنوبي، ولقواتنا الجنوبية المسلحة المرابطة في جبهات القتال لدعمها معنويًا، وجزء من التوجيه المعنوي لهم”.
وأضاف: “قبل أن اقدم الدكتور يحيى الشعيبي، الذي كان من أكثر الاكاديميين نشاطا وحيويةً في ثورة الحراك السلمي بمختلف ساحات وقاعات محافظات الجنوب ومدنها، وأهمها العاصمة السياسية عدن، والذي تعرض لحملات اعتقالات وانتهاكات في حقوق الإنسان بسبب تعبيره عن رأيه إلا انهُ أبى الاستسلام، وأستمر في المساهمة بتشكيل وعي الكثير من شباب الجنوب الذي فقد المعلومة والمعرفة عن تاريخ بلاده بعد يمننّة مناهج التعليم، وطمس التاريخ والهوية السياسية الجنوبية، وهذا ايضًا يعتبر انتهاك لحقوق الإنسان في أرض الجنوب، وتزييف تاريخه”.
وتابع: “فيما يخص عنوان المحاضرة، ففي ضوء توقيع اتفاق الرياض ردود فعل عربية ودولية تؤكد أن للجنوب مستقبل منظور بعد استكمال المتطلبات القانونية لاستعادة دولته، كما أن المفاوضات غير المعلنة بين السعودية والإمارات من جهة، وإيران والحوثي من جهةً اخرى، وانحسار دور الشرعية، تعطي لنا مؤشر أن هناك توجهًا خليجيًا، ومصريًا تحديدًا، ودوليًا غير معلن بدعم مساعي الشعب الجنوبي الذي يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي باستعادة دولته”.
واستطرد: “كل تلك المعطيات تأتي من خلال الدول النافذة في مجلس الأمن اعتبارات عدة منها (تأخر قوات التحالف في حسم المعارك لصالح الشرعية في المناطق الشمالية (جغرافية الجمهورية العربية اليمنية)، بينما تم تحرير 95 % من المناطق الجنوبية (جغرافية جمهورية الجنوب الديمقراطية الشعبية)، بالإضافة إلى أن حكومة الحوثي أضحت أمرًا واقعًا يحكم الشمال سياسيًا وعسكريًا وربما عقائديًا، إلى جانب أن الشرعية تقريبًا فقدت شرعيتها بعد خمس سنوات خصوصًا بعد سيطرة الاخوان المسلمين عليها، والذي يعتبر هذا التنظيم لدى دول التحالف وبعض دول الاقليم والعالم بأنهُ تنظيمًا إرهابيًا، ولا يمكن السماح له بالسيطرة على الجنوب العربي، وباب المندب”.
وأكد عامر أن: “الولايات المتحدة الأمريكية تنظر للمجلس الانتقالي الجنوبي كشريك فاعل في الحرب ضد الإرهاب”.
وتخوف عامر، في ختام حديثه، من بعض الحيثيات التي قال انهُ” يجب الانتباه لها”.
_ شرعية الجنوب والاعتراف الدولي بالانتقالي :
بعدها، ألقى نائب رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع عدن الاكاديمي الدكتور يحيى شايف الشعيبي المحاضرة الثقافية، حيث تحدث، في بداية حديثه، عن معنى الاعتراف، ودلالته وقصته، بالإضافة إلى اعطاء فكرة عن بنود اتفاق الرياض.
وسرد، بعدها، أهم المنعطفات التاريخية التي شهدها الجنوب العربي منذ الدخول في الوحدة اليمنية في 21 مايو / ايار 1990م.
وقال أن: “ما قبل اتفاق الرياض التاريخي، وتحديدًا في الفترة الزمنية من (26 / 3 / 2019م، وإلى 19 / 8 / 2019م) كانت تنخر في منظومة الشرعية (الفساد، والإرهاب، والتحوث)، فيما كانت قواتنا الجنوبية المسلحة الباسلة تقاوم منظومات الفساد، والجماعات الإرهابية، وتقاوم ميليشيات الحوثي في جبهات القتال”.
وأضاف: “نجاح قواتنا الجنوبية المسلحة الباسلة بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي في مقاومة منظومات الفساد، والجماعات الإرهابية، إلى جانب مقاومة ميليشيات الحوثيين في جبهات القتال شد انظار العالم، وخصوصًا المملكة العربية السعودية، وما الثقة التي نالها المجلس الانتقالي الجنوبي من خلال (اتفاق الرياض التاريخي) إلا دليل على ذلك”.
وتطرق الشعيبي، بإسهاب، لكل المنعطفات التي شهدها الجنوب قبل التوقيع على (اتفاق الرياض التاريخي.
وتابع: “أما في الفترة الزمنية من (20/ 8 / 2019م، وإلى 5 / 11 / 2019م)، فقد شهدت دعوة المملكة العربية السعودية للمجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية للحوار في مدينة جدة، بالإضافة إلى الفترة التي اخذها الحوار، والتي كانت من بداية سبتمبر 2019م وإلى 24 / 10 / 2019م، مرورًا إلى التوقيع على اتفاقية الرياض في 5 / 10 / 2019م، ليكون هذا التوقيع بمثابة الشرعية للجنوب وممثله المجلس الانتقالي الجنوبي، بالإضافة إلى انها تعتبر اصلاح لمنظومة الشرعية”.
واستطرد: “اتفاقية الرياض قضت على مساعي افشال المشروع العربي والجنوبي، وتلغيم المصالح الدولية من خلال منح الشرعية فرصتها في توظيف (الفساد، والإرهاب، والتحوث) بدعم من الاخوان المسلمين”.
ووصل الشعيبي، خلال محاضرته، إلى عدد من الاستنتاجات منها أن اعتراف الشرعية بالمجلس الانتقالي من خلال توقيعها على اتفاقية الرياض منح الانتقالي شرعية الشراكة في محاربة الفساد في كل أجهزة الدولة، بالإضافة إلى أن اعتراف التحالف العربي بالمجلس الانتقالي من خلال دعوته واشرافه ورعايته للاتفاقية والتزامه في حمايتها منح الانتقالي حق الشراكة في محاربة المشروع الحوثي الفارسي، إلى جانب ذلك، فإن اعتراف مجلس الأمن بالمجلس الانتقالي من خلال تأييده ودعمه ومباركته لاتفاق الرياض، والتأكيد على ضرورة تنفيذها منح الانتقالي شرعية الشراكة الدولية في مكافحة الإرهاب.
وأكد الشعيبي أن اعتراف (الشرعية، والتحالف العربي، ومجلس الأمن) بالمجلس الانتقالي الجنوبي يأتي كاستحقاق وطني مقابل ما حققه الانتقالي من نجاحات ضد الفساد والإرهاب والمشروع الحوثي الإيراني.
ووضع الشعيبي، في ختام محاضرته، عدد من التوصيات المهمة من شأنها أن تساهم في إنجاح الاتفاقية.
_ مداخلات قيمة :
المحاضرة الثقافية، التي حضرها كلٌ من رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب الدكتور جنيد محمد الجنيد، والباحث الناقد والأكاديمي الدكتور مسعود سعيد عمشوش، ورئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة عدن الأستاذ نجمي عبد المجيد، وعدد من الأدباء والمثقفين والصحفيين الجنوبيين والمهتمين بالشأن السياسي الجنوبي لا سيما الذين يريدون معرفة تفاصيل أكثر عن (اتفاق الرياض التاريخي)، شهدت عدد من المداخلات القيمة حول عنوان المحاضرة، وأهمية (اتفاق الرياض) بالنسبة لمستقبل الجنوب في المنطقة.