(حضارم اليوم) متابعات
كشف السيناتور الجمهوري الأمريكي البارز، ليندسي غراهام، عن أن جوانب من خطة الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، تتضمن إيقاف الحرب الدائرة للعام الخامس على التوالي في اليمن ومعالجة الوضع وفق خارطة القوة والسياسة الجديدة.
وقال السيناتور غراهام في تصريح لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية يوم الأربعاء، إن خطة “السلام في اليمن” تتضمن إنهاء خطر إيران على دول الخليج أو تهديد الأمن القومي لها، وذلك من خلال خطة شاملة للسلام تحول اليمن إلى دولتين أحداهما في جنوب اليمن، والأخرى في شمال اليمن، واللتين كانتا دولتين مستقلتين حتى العام 1990، مع ضمان أن تكون الدولتين منزوعتان من السلاح الثقيل.
وجاءت تصريحات السيناتور في الكونجرس الأمريكي، ليندسي غراهام، وهو أحد الأصوات البارزة في السياسة الخارجية لحزبه الجمهوري، ضمن تقرير للصحيفة الأمريكية حول التحركات الدولية للرئيس دونالد ترامب إلى اليابان وبريطانيا ودول أخرى قبيل الانتخابات الأمريكية.
وأكد غراهام أن ما يهم الولايات المتحدة من وضع اليمن هو مكافحة الإرهاب وداعميه وتجفيف منابعه وحماية المصالح الأمريكية القومية التي تتركز في الخليج.
وأشار إلى استمرار إجراءات مكافحة الإرهاب لتصنيف تنظيم جماعة “الإخوان المسلمين” جماعة إرهابية، معتبراً ذلك سيساعد على ضرب رأس الإرهاب في كل البلدان العربية بما فيها إيران التي أصبحت حليف قوي للتنظيم، حد قوله.
ويدور في اليمن للعام الخامس على التوالي، صراع دموي على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية والإمارات، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران التي لا تزال تسيطر على المناطق ذات الكثافة السكانية شمالي البلاد بما فيها العاصمة صنعاء منذ أواخر العام 2014.
وأوضح السناتور الأمريكي أن خطة ترامب لإحلال السلام في اليمن تقضي بإتمام صفقة سلام وفي نفس الوقت إنهاء الجماعات الإرهابية وتسليم قيادات الإرهاب وداعميه للولايات المتحدة.
ولفت إلى أن ترامب سبق وأن طالب الحكومة اليمنية بتسليم الإرهابيين والقادة العسكريين الداعمين لهم، كما طالب السعودية عبر لجنة مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، بالمساعدة على القبض على الإرهابيين اليمنيين الذين لجئوا إليها خلال الحرب في اليمن.
واعتبر السيناتور غراهام أن اليمن دولة ذات موقع جغرافي هام وتطل على سواحل طويلة ما فتح شهية وأطماع إيران، وأدى لنشوب حرب شرسة لن تتوقف إلا ضمن حلول شاملة تضمن عدم وصول إيران إلى جنوب اليمن أو مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن والمحيط الهندي.
وأكد أن تعقيدات الأوضاع في اليمن وتعدد أطراف الصراع يجعل من الحل السياسي معقداً إلا أن الأهم في خارطة السلام هو حماية دول الخليج ومنع إيران من التمدد إلى باب المندب ومدينة عدن ومكافحة الإرهاب.. لافتاً إلى أن ذلك لن يكون إلا بإقامة حكم ذاتي في جنوب اليمن على أقل تقدير، حسب وصفه.
ويعد السيناتور غراهام، وهو حليف للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتغير موقفه بشكل جذري تجاه السعودية عن مواقفه السابقة، من أكثر أعضاء الكونجرس الأمريكي تشدداً ضد المملكة وولي عهدها في الوقت الحالي، خصوصاً عقب جريمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل مبنى قنصلية بلاده في إسطنبول في 2 أكتوبر الماضي.
وتطالب قوى سياسية عديدة في جنوب اليمن، أبرزها المجلس الانتقالي الجنوبي المسلح، بالانفصال عن شماله واستعادة الدولة في جنوبي البلاد التي كانت قائمة قبل عام 1990 عندما توحد شطري اليمن، ولكن تحت مسمى “الجنوب العربي” وليس “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية” التي كان قائمة قبل ذلك العام، على الرغم من أن هذه القوى ترفع علم الجمهورية السابقة كعلم للجنوب.
و “الجنوب العربي” هو اتحاد أنشأته بريطانيا عام 1959 إبان احتلالها لعدن، وضم سلطنات ومشيخات عديدة في جنوبي اليمن، وانتهى عام 1967 بعد نجاح ثورة 14 أكتوبر 1963، وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي توحدت مع الجمهورية العربية اليمنية في 22 مايو 1990.
والمجلس الانتقالي الجنوبي المسلح، الذي تم إنشاؤه في مايو عام 2017، كيان تدعمه بقوة الإمارات العربية المتحدة ثاني أهم دولة في تحالف تقوده السعودية لدعم الحكومة اليمنية “الشرعية” المعترف بها دولياً في حربها ضد الحوثيين، على الرغم من إعلان أبو ظبي رسمياً ومراراً، أنها مع وحدة اليمن.
ويمتلك المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي لا يعترف بيمنيته ولا يخضع للحكومة اليمنية “الشرعية”، قوات محلية دربتها وسلحتها الإمارات. ولا تدين هذه القوات لهذه الحكومة اليمنية، وتناصب جماعة “الإخوان المسلمين” وجماعات إسلامية أخرى العداء، وتفرض سيطرتها على العديد من المدن والمديريات في المحافظات الجنوبية لليمن.