الرئيسية / أراء وكتاب / مقال لـ: محمد صالح عكاشة الساحرة وترويض الأسد

مقال لـ: محمد صالح عكاشة الساحرة وترويض الأسد

في عرين الأسد كنز لم يكن الأسد ليعرف قيمة الكنوز التي يحتويها عرينه… فأراد السحرة الاستيلاء على الكنوز المدفونة في عرين الاسد ، لكنهم لم يستطيعوا كون الأسد متيغظ  في كل حركاتهم وتصرفاتهم فأوعزوا إلى ثعالبهم الماكرة  التي روضوها لذات الغرض الذي ظلوا دهرا من الزمن يروضوها للاستيلاء على عرين الأسد …

جاء كبير الثعالب إلى الأسد في حيلة ماكرة وخبيثة فقال له ….

ياسيدي انت الملك ولايمكن أن تبقي العرين بدون حراسة فنحن معشر الثعالب سنحرس لك العرين وسنكون أمناء معك وطوع امرك فأنت مليكنا ويعز علينا أن نرى عرين مليكنا بدون حراسة ….

إستهوت الأسد الفكرة وقال لهم :
لابأس في ذلك فكرة طيبة فعندما أذهب للاصطياد أعود سريعا إلى العرين خشية أن يأتي أسد آخر أو مجموعة من الأسود فيستولوا على العرين….

قال كبير الثعالب :
دع الامر لنا ولن تجد منا إلا مايرضيك ….

انصرف الأسد إلى الصيد والتنقل في البراري وظن انه قد أمن مكر الأسود في السيطرة على عرينه ولم يدري ماذا يدور بخلد الثعالب لم يتنبه الأسد أن السحرة يأتوا سرا لملاقاة الثعالب وهي تنبش في عرين الأسد لاستخراج الكنوز وتنهبها لتتقاسمها مع السحرة….

تنبه الأسد لمكر الثعالب فغضب غضب شديدة وزأر بأعلى صوته فبطش بمن طالته مخالبه وطرد الثعالب من عرينه …

تحسر السحرة أن الأسد قد تنبه لمكر الثعالب والكنز مازال كبيرا ولم يأخذوا منه مقدار مايشبعون فما زالت بطونهم جائعة لمزيد من الجشع والطمع من أملاك الأسد المخدوع ….

فلجأوا إلى حيلة أخرى لم يجدوا أمامهم إلا الساحرة الشريرة التي فاقتهم سحرا ومكرا  فأوعزوا إليها بتقاسم الكنز أن هي استطاعت أن تخدع الأسد ….

فقالت لهم الساحرة إن الأسد لايحتاج إلى خديعة جديدة فقد تنبه  لخديعتكم فلا نكرر نفس الأسلوب …

لدي جيش من الكلاب الضالة سأطلقها على عرينه ثم أمنعه من مواجهتهم وهذه الكلاب خيوط بيدي لايتصرفون إلا وفق ما أريد …

إنطلقت الساحرة على مكنستها تطير حتى وصلت إلى عرين الأسد والأسد باسط ذراعيه يحرس العرين …

فقالت له :
انت تعلم نفسك الخمول بالبقاء في العرين لماذا لأتذهب للصيد ايرضيك هذا الحال الذي أنت عليه…

فقال الأسد غاضبا:
أما كان ينقصني إلا انتي أيتها الشريرة ؟
أغربي عني قبل أن أبطش بك مثلما بطشت بالثعالب ..
فقالت بثقة :
لن تسطيع سأطير في الجو على مكنستي وسترى مني مايجعل حياتك سوداء لن تذوق طعم الراحة، هو طلب واحد ومهم أن تقاسمني الكنز الذي في عرينك وتسلم من شري ….

لم يسيطر الأسد على أعصابه فانقض عليها ليبطش بها لكنها كانت أسرع وطارت في الجو وهي تهدد وتوعد بالذي يسوءه في عرينه….

في اليوم التالي اكتسح الغابةجيشا من الكلاب الضالة تبطش في طريقها بكل ماتجده أمامها ، فانطلق الأسد يدافع عن ملكه يبطش بالكلاب الضالة بين أنيابه ومخالبه حتى أصاب الأسد إعياء شديد وإرهاق ومازال جيش الكلاب الضالة يتوافدون للهجوم على عرين الأسد بكل شراسة رغم كثرة الصرعى من فريقهم ….

أحست الساحرة أن الأسد سيستسلم لرغباتها فأمرت الكلاب الضالة بالتوقف عن العراك …

نزلت إلى الأرض وكان الأسد مرهقا وجسده مدمي بالجراح فقالت له:

ايكفي هذا أم ادعهم يمزقون  جسدك ؟
شعر الأسد لحظة من الضعف فلابأس من الإنصات لرغباتها …

فقالت الساحرة :
مثلما أخبرتك من قبل نتقاسم الكنوز التي في عرينك وأصرف هذه الكلاب الضالة فهي لاتسير إلا بأمري ، وستكون انت المفضل عندي من هذه الكلاب النجسة وسيسلم عرينك وغابتك …

فقال الأسد في نفسه ليست الكلاب وحدها نجسة فأنت أشد منهم نجاسة …

ثم قال لها بصوت يعلوه التعب والإرهاق …
لا بأس قبلت بما تريدين كي احمي عريني وغابتي…..

إستبشرت الساحرة خيرا وقالت لكلابها الضالة ….
عودوا إلى اماكنكم فقد روضت الأسد الذي لايروض فلست بحاجة إليكم فهو اليوم عندي أفضل منكم……

انتهت القصة…..

فهل لكم أن تتخيلوا كيف سيكون الصراع القادم بين السحرة الكبار والساحرة العجوز ؟

شارك الخبر

شاهد أيضاً

الشيخ”هاني بن بريك” يكتب عن أخطاء تنظيم الإخوان المسلمين قاتلة

المكلا (حضارم اليوم) خاص كتب القيادي الجنوبي الشيخ هاني بن بريك، عن أخطاء تنظيم الإخوان …