(حضارم اليوم) نيوزيمن
الإعاقات الحوثية لم تمنع استكمال نشر المراقبين والنقاط الأربع بمدينة الحديدة، وفي اليوم الأخير فكك خبراء المتفجرات ألغام المليشيات لتوفير مساحة نصب ونشر نقطة المراقبة وسط حقل بأكثر من ألفين وخمسمائة لغم.
المتفجرات في طريق مرور الفريق الأممي ورئيس البعثة الجنرال الهندي جوها أعاقت ومنعت العبور إلى حي منظر قريباً من ساحة العروض، ما اضطره إلى أخذ دروب شائكة للوصول إلى الموقع متأخراً ثلاث ساعات عن الموعد.
وفقاً لمتحدث القوات المشتركة في الساحل الغربي “أكثر من 2500 لغم أرضي زرعتها مليشيات الحوثي بالقرب من المكان المحدد للانتشار، الأمر الذي استدعى حضور خبراء المتفجرات لتصفية جزء من المساحة ليتم الانتشار فيها”.
الإعاقات والصعوبات الجمة، بتعبير وضاح الدبيش مع الأناضول، رافقت أعمال اليوم والأخير، “لعدم تمكن فريق المراقبين وضباط الارتباط من الوصول إلى الموقع المحدد، رغم أن المسافة التي تفصل فريق المراقبين لا تزيد عن 5 كم”.
وقال المتحدث العسكري، إن حضور خبراء المتفجرات وتعاملهم مع الألغام في تلك المنطقة، والطريق الشائكة التي اتخذها الفريق الأممي وصولا إلى المكان المحدد، أخر عملية الانتشار لأكثر من 3 ساعات.
في المحصلة رابع نقطة انتشار ومراقبة أخذت موقعا في حي منظر جنوبي المدينة. لتبدأ النقاط وفرق الارتباط والمراقبة رصد يوميات وقف إطلاق النار من عدمه في امتحان حدد له أن يأخذ 14 يوما على أن تنتقل أعمال نشر المراقبين جنوبا، الدريهمي وحيس والتحيتا، ويتوقف هذا على نجاح تجربة الأسبوعين في المدينة ومركز المحافظة، كما أفاد نيوزيمن وضاح الدبيش مساء الاثنين.
يوم الاثنين وخلال أعمال الانتشار وتثبيت النقطة الثالثة في كيلو16 قرب قوس النصر شرق المدينة استشهد قنصاً برصاص الحوثيين حندي وأصيب ضابط وجندي من فريق القوات المشتركة والانتشار الحكومي. تم تفويت الفرصة على المليشيات والاستمرار في تثبيت ثالث نقطة مراقبة.
قبلها بيوم احتجزت المليشيات ومنعت رئيس البعثة وفريقه في السفينة الأممية وحالت دون انتقالهم إلى مكان وموقع النقطة الثانية في مدينة الصالح، واستمرت الإعاقات في الطريق من قبل نقاط ومسلحي المليشيات، قبل أن تفلح اتصالات جوها في إمضاء إصراره على إنجاز العمل بعد سبع ساعات من التعطيل.
ويوم السبت كانت فرق الارتباط والمراقبين ثبتت أول نقطة مراقبة وانتشار في منطقة الخامري بكيلو8.
وعشية تنفيذ الانتشار الرابع والأخير هاجمت المليشيات، مساء الاثنين، بالمدفعية والقذائف المختلفة مواقع القوات المشتركة في الجبلية بمديرية التحيتا. واستهدفت المواقع بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة وبالأسلحة القناصة.
وفي يومين متتاليين، الأحد والاثنين، أحصت عمليات القوات المشتركة أزيد من خمسين انتهاكا وخرقا حوثيا في متوالية تصعيد غطت كافة جبهات ومناطق الحديدة.
ولم تتوقف المليشيات عن استقدام ونشر تعزيزات ومسلحين، ما لا يقل عن 50 منهم نشرتهم في الجهة الشمالية من حيس، وفقا لمصادر راصدة مع نيوزيمن يوم الاثنين.
واستشهد سائق شاحنة نقل دجاج وأصيب مرافقه بانفجار عبوة ناسفة زرعتها عناصر المليشيات في طريق مرور الشاحنة بالفازة غرب التحيتا.
نقاط المراقبة لا يتوقع منها أن تكبح هوس المليشيات لكنها أيضا فاصل امتحان مهم يحصر الفلتان الحوثي في زاوية الإثبات أو التثبيت لوقف النار والحد من التصعيد قبل الانتقال إلى الأكثر سخونة وأهمية في الجنوب.
ليس أمام الحوثيين إزاء الإجراءات العملية والتنفيذية، التي تأخرت كثيرا جدا عن موعدها المفترض في بدايات دخول اتفاق استوكهولم حيز التنفيذ، الكثير من الخيارات لتفلت بفعائلها التصعيدية والالتفاف على الاتفاقات والآليات، مع الانتهاء من تثبيت نقطة حي منظر، أو هذا ما يتوقع من عمل المراقبة والمراقبين بداية من هنا..