ضمن الفعاليات الاحتفالية بالذكر الـ 56 لثورة الرابع عشر من اكتوبر الُمٌجْيَدِةِ ، نظمت الإدارة الثقافية بالقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في مديرية دارسعد، عصر الأحد، ندوة تاريخية عن مدينة دارسعد منذ خمسينيات القرن الماضي حتى اليوم .
وأستهل الأستاذ خالد قائد رئيس الإدارة الثقافية بقيادة المديرية ، الندوة ، بالترحيب بالحاضرين جميعا ومستعرضاً خطة الفعاليات الثقافية للإدارة خلال هذا الفصل لكي يتمكن من أراد المشاركة والحضور لتلك الفعاليات القادمة.
ثم تحدث الفنان والمخرج المسرحي الاستاذ عمر مكرم رئيس الإدارة الثقافية بانتقالي المنصورة، موجزاً صورة عن تاريخ دارسعد منذ خمسينيات القرن الماضي حين بنئ فيها الشيخ سعد العبدلي اول منزل بالمدينة مروراً بدورها الرائد كمنطقة عبور بين السلطنة العبدلية ودولة المستعمرة في عدن، والتي كانت تستخدمها السلطات البريطانية كمنفى لمن لا ترغب فيهم بقاءه في المستعمرة عدن.
وأوضح الفنان مكرم أن “نقطة نمبر ستة” كان الحد الفاصل بين السلطنة والمستعمرة عدن وكيف أصبحت دارسعد منطقة استراحة وعبور لم تستقر فيها العلاقات الاسرية المتماسكة بمفهومها الاجتماعي لفترة طويلة نتيجة كونها نقطة وصول ومغادرة للناس منها واليها.
كما استعرض مكرم أيضا الأماكن الترفيهية التي وجدت فيها مثل مشتل الكمسري الذي تأسس في العام 1932، وأصبح حديقة عامة في العام 1954 ،حيث حضيت بزيارتها المكلة ايلزابيث في العام 1954م ، وكذا حديقة الحيوان ” بستان عبدالحميد ” .
ولم يغفل الأستاذ مكرم دور المنتديات والمقايل في إنعاش الحركة الفنية والثقافية في المدينة التي تنوعت بثقافات حامليها من مختلف المناطق.
بدوره قدم الأستاذ خالد قائد استعراضاً مميزاً لأهم الشخصيات الفنية التي سكنت المدينة وكان لها دورا في إنعاش الثقافة والأدب والفن ،أمثال الراحل الفنان العملاق أبوبكر سالم بلفقية، والفنان عبدالرب إدريس، والفنان الراحل محمد سالم بن شامخ، والفنان الراحل أحمد تكرير، ،والفنان مهدي حمدون، وسيف صلوح وغيرهم من الشخصيات التي كان للمدينة دورا في إظهارهم للشهرة ، وكان لهم دور في إنعاش الحركة الفنية والثقافية في الجنوب عامة .
وأشار قائد ايضا إلى الشخصيات السياسية والأدبية والتاريخية التي عاصرت المدينة، أمثال عبد الله عمر شهاب، وغازي عبدالملك وحسن صالح شهاب، وغيرهم.
وقد أثريت الفعالية بعدد من المداخلات الهامة والملاحظات ، التي قدمها الحاضرون .
واختتم هذه الفعالية المميزة الاستاذ عبدالله ناجي بن شملان رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بالمديرية، بكلمة قصيرة، شكر فيها مديري الندوة وكذا الحاضرين جميعا على تفاعلهم الطيب مع هذه الفعالية ومؤكدا حرص قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة القائد عيدروس الزبيدي، أن يستعيد الفن والثقافة مكانتهما كتاريخ بارز وهوية محفورة في اعماق الزمن لشعب الجنوب العربي ، حيث حاول الاحتلال الجديد تسويفها وإلغاء معالمها وتجاهل ثقافتها ومثقفيها وادبائها وفنانيها.
كما كشف بن شملان أن الفعالية القادمة ستكون عن ” أهمية السلم الاجتماعي والتعايش المجتمعي ” باعتبار أن ذلك الموضوع هاما وحساسا ويهدف إلى خلق روح الوئام والتعايش والقضاء على كل ما يعكر صفو الحياة والتعايش والتآخي في مجتمعنا الجنوبي والمنطقة ككل.