المكلا (حضارم اليوم )متابعات
غضب سعودي بعد تسليم الإصلاح 3 ألوية للحوثيين
قال مسؤولون حكوميون يمنيون وسعوديون أمس لـ«الأيام» إن حالة غضب شديد بين أوساط المسؤولين السعوديين الكبار تتفاقم في وجه نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر ووزير الدفاع محمد المقدشي، بسبب تسليم ثلاثة ألوية تابعة لحزب الإصلاح للحوثيين في الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية داخل حدود محافظة صعدة.
المسؤولون، الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم بسبب حساسية الموقف، أكدوا أن المخابرات السعودية رصدت تطورات الأحداث وأيضا الاتصالات التي جرت بين الطرفين، وتعرف تماما كيف تمت عملية الاستلام والتسليم بين مسؤولين من حزب الإصلاح وبين الحوثيين لثلاثة ألوية عسكرية تابعة للشرعية، يقودها عسكريون تابعون لنائب الرئيس اليمني، بكامل عتادها المتطور الذي زودتهم به السعودية.
وقال مسؤول سعودي بمرارة لـ«الأيام»: “إن الألوية تم تسليمها بكامل عتادها الذي يضم مدافع ومصفحات ودبابات وأطقما عسكرية، ونعلم أن الجنود انظموا إلى صفوف ميليشيات الحوثي ولم يؤسروا، كما رُوّج له”.
بينما ذهب العديد من المحللين العسكريين إلى أنه لا يمكن أن تستسلم ألوية كاملة محمية بغطاء جوي وخطوط إمدادها مفتوحة بهذه السهولة إلا في حالة عدم وجود رغبة للقتال أو نكاية بالحليف العسكري، وهو المملكة العربية السعودية.
وقال المحلل مسعود زين أحمد، في منشور له على شبكات التواصل الاجتماعي، إن “شماليي الشرعية لا يريدون القتال مع إخوانهم الحوثيين، فهم حريصون على سلامة مدنهم وحواضرهم ولو تطلب الأمر تسليم ألوية كاملة للحوثي (أربعة ألوية في هذا الشهر فقط).. وهم حريصون أيضا على سلامة الشمال ونقل المعركة إلی الجنوب ومدن الجنوب”، مضيفا أنه “منذ انفجار الموقف في شبوة قبل أسابيع توجد علاقة طردية عجيبة بين طاقة قوات علي محسن في الشمال ووادي حضرموت بالاندفاع للقتال ضد الجنوب في شبوة وأبين باتجاه عدن، وبين تجميد الجبهات في الشمال وتسليم ألوية عسكرية كاملة للحوثي”.
من جانبها قالت القيادية في حزب المؤتمر نورا الجروي، في تغريدات لها، “لقد تم تسليم الألوية التابعة للإصلاح في صعدة للحوثيين باتفاق بينهم وبين الحوثي، في تبادل أدوار للإعداد للخطة الأخيرة في تدمير اليمن وقتل شعبه”.. وأضافت: “لا أسف عليهم.. ألوية جبناء.. بمجرد اتصال هاتفي قبلوا أن يكونوا أسرى مدعوسين مهتانين عند الحوثي بدلا من أن يحافظوا على ما كانوا عليه وينتصروا لكرامتهم”.
وفي الكويت قال المستشار الكويتي أنور الرشيد “إن ما صرح به المتحدث الرسمي العسكري الحوثي، بأنه تم أسر ثلاثة ألوية بكامل عدتها وعتادها، لا يخرج عن إطار سلسلة متواصلة من الانضمامات للحوثي قادها علي محسن الأحمر بعد أن اتضح له كزعيم للإخوان بأن التسوية النهائية قد اقتربت، وأن الجنوب سيعود لشعبه وفق تواتر الأنباء التي تُشير جميعها إلى أن نهاية الحرب ستكون قبل نهاية هذا العام”.
وأضاف قائلا: “إن انضمام ألوية الأحمر الإخوانية ليس بجديد، فقد كانت هناك أنباء خلال الأسبوع الماضي تحدثت عن انضمام كتائب تابعة للشرعية للحوثي، وهي في الأساس كتائب الإخوان التي انظمت بكامل عتادها وأسلحتها لقوات الحوثي”.
وقال “ما يهمني في هذا الخضم أن تلك الأنباء لم تأتِ من فراغ وإنما جاءت كنتيجة حتمية لعجز الإصلاح عن السيطرة على الجنوب، حيث واجهتهم الأحزمة الأمنية بقوة وردتهم على أعقابهم خاسرين في كل محاولاتهم التي قاموا بها في الأسابيع والأيام القليلة الماضية”، مضيفا “إن تبدل الولاءات في الشمال أمر شائع، ولكن بهذه السرعة هو مؤشر قوي على أن الشرعية وألوية الأحمر الإخوانية عاجزة، لا بل عجزت عن تحقيق أي خطوة نحو الجنوب، خصوصاً وأن الأحمر يعلم علم اليقين بأن الجو الذي تُسيطر عليه قوى التحالف ليس لصالحه، وأن قواته مكشوفه جوياً وسيتصدى له صقور الجو في أي لحظة يفكر فيها بالإقدام على أي خطوة متهورة تجاه الجنوب”.
وأكد أن “الفبركات الإعلامية التي يروج لها المتحدث العسكري الرسمي للحوثي، ما هي في الحقيقة إلا عذر لألوية الإخوان ولكنهم لا يجرؤون على إعلان ذلك، بسبب وجودهم في الرياض، العاصمة التي تحتضنهم ولازالت تتعامل معهم على أنهم جزء من الشرعية التي تُقاتل ضد الحوثي، والأمر الغريب في ذلك سكوت المملكة وصمتها عن تلك الخيانة الواضحة من قبل الإخوان الذين أظهروا (عملية التبادل) على أن الحوثي قد أسر تلك الألوية، وهذا ما لا يمكن لأي منطق قبوله”.
وكان المتحدث باسم جماعة الحوثي، يحي سريع، وصف في تصريح بثته أمس قناة “المسيرة” العلمية بأنها “أكبر عملية لخداع قوات الشرعية”، منذ تصاعد النزاع في مارس2015، وهو ما يؤكد أن حزب الإصلاح قام بتسليم المعسكرات للحوثيين بعد التقارب الأخير بينهم.
وقال إن العملية، المسماة “نصر من الله”، ألحقت حتى الآن “خسائر فادحة” بالأرواح والمعدات في صفوف قوات خصومهم.