ارتفعت الأصوات في اليمن المنددة بالانتهاكات والاعتقالات غير القانونية التي ترتكبها ميليشيات حزب «الإصلاح» الإخواني ضد معارضيها في مدينة مأرب شرق البلاد.
ويسيطر حزب الإصلاح على السلطة في محافظة مأرب الغنية بالنفط، وحررتها وأمنتها قوات التحالف العربي من ميليشيات الحوثي الانقلابية والمدعومة من إيران في أكتوبر 2015.
وندد العشرات من الناشطين الحقوقيين والصحفيين والإعلاميين، أمس، باستمرار الأجهزة الأمنية في مأرب باعتقال الصحفي حافظ مطير منذ «اقتحام بيته وانتهاك حريته وترويع أطفاله» في 20 أغسطس الماضي على خلفية منشورات له على «فيسبوك»، انتقدت مبدأ «الولاية» الذي يروج له الحوثيون في مناطق سيطرتهم.
ويقود شرطة مأرب العميد عبدالملك المداني، وهو صهر زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي، وقيادي في تنظيم الإخوان الذي يتزعمه حزب الإصلاح.
وطالب الناشطون والإعلاميون، في رسالة وجهوها إلى الحكومة اليمنية والسلطات المحلية بمأرب ونُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، بـ«سرعة الإفراج عن الكاتب حافظ مطير، ورد اعتباره وتعويضه التعويض العادل لما لحق به من أضرار مادية ونفسية جراء اقتحام منزله واعتقاله»، مؤكدين في الوقت ذاته رفضهم ممارسات حزب الإصلاح.
وطالب المستشار الرئاسي وزير الخارجية السابق، عبدالملك المخلافي، في تغريدة على تويتر مساء الجمعة، محافظ مأرب، سلطان العرادة، بالإفراج عن الكاتب والناشط مطير، مؤكداً أن الأخير «يتعرض لتنكيل واعتقال خارج القانون، خاصة بعد أن وجهت النيابة بالإفراج عنه».
ولفت المخلافي إلى أن «مثل هذه الاعتقالات تسيء للشرعية وتبرر هذا النوع من الاعتقالات من الميليشيات» الحوثية.
وانتقد مسؤولون في وزارة حقوق الإنسان اليمنية الاعتقالات غير القانونية التي تنفذها السلطات الأمنية (الإخوانية) في مدينة مأرب التي استقبلت عشرات الآلاف من النازحين من صنعاء ومدن أخرى، فروا أثناء وبعد الاجتياح الحوثي للبلاد نهاية العام 2014.
ورفضت الشرطة في مأرب، في بيان أصدرته ليل الجمعة السبت، الدعوات المطالبة بالإفراج عن مطير الذي قالت إنه «ضابط في القوات المسلحة اليمنية». وأضافت في حسابها على تويتر أن «استمرار إيقاف الضابط حافظ مطير يأتي على ذمة قضايا منظورة لدى النيابة العسكرية، ولا علاقة للسلطة المحلية بمأرب وشرطة المحافظة بالموضوع».
وقد أثار بيان شرطة مأرب، الخاضعة لهيمنة الإخوان، مخاوف جمّة إزاء مصير مطير وعشرات آخرين، بينهم عسكريون وقبليون، ويعتقلهم التنظيم الإرهابي في سجون سرية وأمنية بمأرب دون مسوغ قانوني أو قضائي وعلى خلفية اتهامات باطلة لهم بالإساءة للدين وللجيش والخيانة الوطنية.
يشار إلى أن ميليشيا الإصلاح في مأرب خاضت، في يوليو الماضي، اشتباكات عنيفة مع قبائل محلية جنوب المدينة، أوقعت أكثر من 20 قتيلاً وجريحاً، بينهم ضابط أمن هو نجل رئيس فرع حزب الإصلاح في هذه المحافظة. كما شهدت مدينة مأرب، أواخر 2017، مواجهات مسلحة على خلفية قمع «الإخوان»، انتفاضة قبلية طالبت بحق أهالي المحافظة في الوظيفة العامة.