(حضارم اليوم) نيوزيمن
استحضار استنفاري يتم في الأثناء لأسوأ الأسماء والمسميات والأدوات والكيانات الصورية التي تنتمي إلى حقبة تسلط قوى الهضبة على الدولة وتقاسم الامتيازات والسلطات والمنافع وحتى خيرات الجنوب، إضافة إلى مسميات تجمعات قبلية وتمثيلية باسم الجنوب والشمال معاً.
مسميان صوريان لكيانين قبليين يتملكهما اثنان من أولاد الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر، صادق (الأكبر) وحسين (الأصغر)، الأول باسم قبائل وأعيان جنوب اليمن (..)، والآخر باسم قبائل اليمن، ذكرا بنفسيهما فجأة بعد سنوات طويلة من الموت والتواري في طوايا النسيان وهشيم البلد الذي دمرته تحالفات وقوى هؤلاء وأمثالهم وقوضته تماماً في 2011.
أعيد تفعيل الاسمين الكيانيين الصوريين مؤخراً، عبر بيانين متشابهين ما لم نقل متطابقين خلفية وغاية ومضموناً، في سياق التحشيد الإصلاحي / الإخواني على مختلف الأصعدة ضد الإمارات العربية المتحدة العدو اللدود للإخوان ودورها في التحالف العربي -وضمنياً ضد التحالف كفكرة ومشروع وهدف- والجحفلة لحرب على الجنوب واجتياح عدن.
البيانان المطولان أسهبا في رص الكلمات والأسطر وسوق العبارات والاستدلالات التي لا تخرج عن القاموس نفسه الذي درجت عليه كافة مسميات وتنويعات التحريض والتصعيد المفتوح ضد الإمارات وحلفائها وهم حلفاء التحالف في معظم وأهم الجبهات التي حققت انتصارات وحررت الأرض من المليشيات الحوثية والذراع الإيرانية في اليمن. واللافت اتفاقهما على مضمون مخاطبة المملكة العربية السعودية كقائدة للتحالف أولاً ثم تحميلها مسئولية ما يحدث للاعتبار نفسه ثانياً.
ويدعو الأخوان الأحمران في بيانيهما القبليين بدعوة الإخوان التي طافت حملاتها مواقع التواصل ومنصات النشر وجروبات التراسل والمواقع الإليكترونية والمحطات الفضائية “طرد الإمارات من التحالف” والتحريض بفحيح له صرير ضد كافة التشكيلات والقوات المقاتلة ضد الحوثيين برعاية ودعم التحالف ومن خارج سيطرة علي محسن الأحمر والإصلاح المسيطر على حكومة وسلطات الشرعية والمتاجر بها ويدير حروبه الخاصة تحت يافطتها ولواء عقيرتها.
وليس مستغرباً أن يتحدث البيانان الأحمريان وقد خطهما قلم واحد بوضوح لا مزيد عليه بلغة الوعيد والتحذيرات والتهديدات الصريحة والضمنية وإعطاء مهل زمنية محددة (عملياً يكون قد انقضى وقتها بكثير) كما لو كانا يمثلان شيئا مذكورا على الأرض بالفعل، لكنهما وللمرة الأولى سجلا محاولة للعودة إلى التحدث وتصدير اسميهما عبر الإعلام منذ اكتسحتهم مليشيات الحوثي وقد بذلوا للحوثيين كل شيء وتولوا الدفاع عنهم وتبييض صفحاتهم منذ 2011، ويتذكر اليمنيون لصادق الأحمر ولحميد الأحمر الكثير في هذا الباب.
من الواضح أن مركزية الثلاثي المزمن (علي محسن/ الأحمر/ الإخوان) تحاول الآن استجماع قواها بالاستفادة من مقدرات وصيت وسلطات الشرعية ودعم التحالف بقيادة السعودية وبدافعية لا تخفي تحفزها الأموال القطرية والمرجعيات نفسها التي دعمتهم لإسقاط نظام ودولة صالح، لتثبيت أقدام مصالحهم وتواجدهم في المرحلة المقبلة، من بوابة الاستعداء والاستهداف المركز للإمارات حينما الهدف الكبير يكون هو الانفراد بالسعودية لوحدها وإنهاء معنى وقيمة وقوة وفاعلية التحالف فيما يشبه إعلان فشل نهائي وتفكيك أول تحالف عربي من هذا النوع. وهذه مصلحة وغاية قطرية وإيرانية وتركية في آن. وهؤلاء هم أدوات إنجازها الآن. كما كانوا كذلك على جبهات إسقاط النظام وتفكيك الدولة والجيش.
وزاد حسين الأحمر أن أصدر بياناً باسم حزب التضامن خاصته والذي أعيد تفعيل شريحته اسميا عبر بيان مشابه، وكل هذا يؤشر إلى محرك وقناة تمويل تضخ الأموال في جيوب الحمر على غرار اشتغالات سابقة لديهم لحساب مشغلين وممولين إقليميين وبنفس الإيقاع الذي يعاودونه على استحياء.
ورابعاً وليس أخيراً، فهناك العشرات من المسميات غيرها تشاركت حفلة وحملة إصدار البيانات، فعلتها “هيئة علماء اليمن”، برئاسة القطب الإخواني عبدالمجيد الزنداني، والتي تبنت، في بيان أخير أصدره الزنداني من مكان تواجده وإقامته في السعودية، وصاغت فتوى متجددة لتلك التي شرعنت دينيا للحرب على الجنوب واجتياح عدن بوصفه جهاداً، واستنفار الكيانات الاجتماعية والقبلية والسياسية وغيرها من المسميات والعناوين إلى مساندة الحرب وإنجازها بأسرع وقت لانتزاع عدن.
ودائماً لا يخلو بيان من تصويب مباشر وتحريض ضد الإمارات. ومن تمسح وتزلف للمملكة توسلاً إلى تعميق وتوسيع هوة بين الحليفين الشريكين الخليجيين ودولتي تحالف دعم الشرعية في اليمن ويراد تحويله إلى دعم للإخوان والقوى التقليدية وتمكينها مجدداً من رقاب اليمنيين وتمليكهم وتتويجهم شمالاً وجنوباً.
لكن كل شيء قد تغير عما كان عليه الأمر قبل عقد من الآن على الأقل.
إلا هؤلاء لم يتغيروا..