سيئون (حضارم اليوم) جمعان دويل
شهد العالم العربي والإسلامي السبت الموافق 31/ 8/ 2019م مطلع العام الهجري الجديد 1441هـ ولما لهذا اليوم من حدث والذي يعتبر يوم فرح وبهجة في حياة المسلمين في أصقاع العالم للاحتفال بالهجرة النبوية على صاحبها أفضل السلام والتسليم محمد صلى الله عليه وسلم وما تمثله من محطة وقوف في حياة البشرية والتي غيرت الهجرة النبوية مسار البشرية ، ويعتبر حادث الهجرة فيصلاً بين مرحلتين من مراحل الدعوة الإسلامية ، هما المرحلة المكية والمرحلة المدنية ، ولقد كان لهذه الحادث آثار جليلة على المسلمين ، ليس فقط في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن آثاره الخيرة قد امتدت لتشمل حياة المسلمين في كل عصر ومصر، كما أن آثاره شملت الإنسانية أيضاً ، لأن الحضارة الإسلامية التي قامت على أساس الحق والعدل والحرية والمساواة هي حضارة إنسانية ، قدمت، ولا زالت تقدم للبشرية أسمى القواعد الروحية والتشريعية الشاملة ، التي تنظم حياة الفرد والأسرة والمجتمع، والتي تصلح لتنظيم حياة الإنسان كإنسان بغض النظر عن مكانه أو زمانه أو معتقداته. حيث تقام بهذه المناسبة الندوات والمحاضرات وجلسات الذكر والمواعظ تتحدث عن الهجرة النبوية وتتكاثر الدعوات إلى العلي القدير أن يجعله عاما جديدا بالخير والبركة والصحة والعافية وتطور ونماء لما فيه مصلحة الأمة الإسلامية في جميع أصقاع المعمورة .
ففي مدينة سيئون تتجلى فرحة رأس السنة الهجرية إضافة مما ذكرناه سابقا في كيفية احتفال أطفال المدينة بهذه المناسبة حيث انطلق الاطفال من بيوتهم من الصباح الباكر في هذا اليوم وهو اول ايام العام الهجري الجديد 1441هـ الموافق 31 اغسطس 2019م منتشرين في الشوارع والأزقة ووسط السوق العام وهم يحملون المباخر التي تتطاير منها الروائح الزكية فرحين مستبشرين بقدوم العام الهجري الجديد , مرددين الاهازيج المتعارف عليها ( مدخل السنة بركة والسيل فوق الدكة ) ( يا لبان يا كوكبان ابعد ابليس والشيطان ) ومنهم من يقول ( يا الله يا رحمن ابعد ابليس والشيطان ) , فيما يستقبلهم الاهالي وأرباب المحلات التجارية بالابتسامة وإعطائهم هدية العام سوى كانت نقدية او عينية او تزويدهم بالبخور بعد ان يقوموا الأطفال بتبخير المحل او مدخل البيت بروائح اللبان المتطاير من المباخر ( المقاطر ) مع ترديد تلك الاهازيج في موروث شعبي تتناقله الأجيال جيل بعد جيل في وجه طفولي ملئ بالفرحة والبهجة باحتفالية هذا اليوم متمنيين ان يجعل هذا العام الهجري الجديد 1441هـ ان يسود على البلاد والعباد الامن والاستقرار وان يفرج الله الكربة ويكشف الغمة , ويقدموا الاطفال الأهازيج بدون خجل او خوف وسط شغف ومشاهدة الوافدين للمدينة من خارجها لهذا الموروث الجميل والذي يعد في نظرهم عادات وتقاليد غريبة عليهم و الذي لازال يحتفظون بها هؤلاء الأطفال من هم فرادا او جماعات سوى من اسرة واحدة او من الجيران او من الحافة والاقارب وهم يلبسون الثياب الجميلة التي ارتدوها من قبل أهاليهم بهذه المناسبة بعد تزويدهم بالمبخرة والفحم الخشبي والبخور ( اللبان والعلك ) .
خلال تجوالنا ومصاحبة الأطفال ومشاهدتهم والبسمة والفرحة ترتسم وجوهم ناهيك عن استعداد أرباب المحلات والبيوت لهذه المناسبة والذي تجدهم يستقبلونهم بعد ان يسمعوا منهم ما يرددون من أهازيج بكل براءة لحظات جميلة تعيشها برفقتهم والكل يريد ان يتصور بدون خجل او استحياء .
اصحاب المحلات التجارية عبروا عن هذه الفرحة المشتركة مع براءة الطفولة وهم مستاؤون من عدم توفر المبالغ النقدية من فئة 50 ريال اللذين يوزعونها على كل طفل ولكن هذا العام كان اغلب المحلات التجارية توزع على الاطفال البسكويت والبفك بأنواعه والشكولاتة لذلك تجد الاطفال يحملون الاكياس المليئة بهدايا العيد .
وقد عبر العديد من المواطنين عن هذه المناسبة مجمعين على التراث الذي بقي بمدينة سيئون ويتذكرون ايام الطفولة التي كانوا يمارسون هذا الابتهاج والفرح بفارق تغير الزمن وظروفه والحياة المعيشية له .
هكذا كان يوما مليْ بالفرح والذي يبدأ منذ الساعات الأولى من صباح اول يوم من العام الهجري الجديد وتكون ذروته بين الساعة التاسعة صباحا حتى الثانية عشر ظهرا في مختلف أحياء مدينة سيئون ويتلاشى في وقت العصر إلا فيما ندر من عدد من الأطفال الذين ما حالفهم الحظ في كسب عدد من الريالات والحلويات والشكولاتة من فترة الصباح وعندما يعودوا إلى بيوتهم يقوموا بحصر ماجنوه من هذه السنة المباركة حسب اعتقادهم وإنها سنة خير وبركة ويتم توزيع المبالغ فيما بينهم بالتساوي وسط فرحة غامرة متمنين ان تكون كل الأيام عيد . ندعو الله العلي القدير ان تكون سنة خير وبركة ورحمة وان يفرج أزمات المسلمين ويرحم المسلمين ويبعد الفتن ما ظهر منها وما بطن وانه عل كل شيء قدير. //