سلطت الصحف الإماراتية الصادرة صباح اليوم الضوء على الأحداث الأمنية التي تشهدها اليمن ويعانيها اليمنيون والتي يقوم بها تنظيما “القاعدة” و”داعش” بتنسيق مع الميليشيات الحوثية التي تعيث في اليمن فسادا ودور دولة الإمارات العربية المتحدة في التصدي لتلك العمليات.
وأكدت الصحف في افتتاحياتها أن تصعيد الأحداث والقتال في جنوب اليمن خلفه تنظيمات إرهابية تستهدف قوات التحالف وتغلغلت في الحكومة الشرعية من خلال جماعة الإخوان الإرهابية ما استلزم التدخل بقوة لدحر الإرهابيين وإفشال مخططاتهم ..إلى جانب محاولات بعض الأطراف اختطاف القرار السياسي للشرعية وتحذير دولة الإمارات من ذلك على الرغم من إدراك الشرعية أن هذه الأطراف راغبة في إبقاء البلد رهينة لمشروعها التخريبي والتدميري.
فتحت عنوان “بصمات القاعدة وداعش” قالت صحيفة الاتحاد إن تنظيمي «القاعدة» و«داعش» الإرهابيين وضعا بصماتهما الواضحة على تفجيرات انتحارية ضد دوريات أمنية، أمس، في عدن العاصمة اليمنية المؤقتة التي تشهد منذ فترة انتشار عناصر تخريبية وتنظيمات إرهابية متطرفة لضرب الاستقرار والهدوء، وإشعال الفتنة بين الأطراف اليمنية.
وأضافت أن تقارير أمنية حديثة تكشف عن فتح قنوات تنسيق بين هذه التنظيمات الشيطانية ونظيرتها الميليشيات الحوثية، من أجل خلط الأوراق وتعميق حالة الانقلاب على الشرعية، واستمرار حالة الانفلات الأمني التي تخدم الحوثي المدعوم إيرانياً، في الوقت الذي تعمل فيه أبواق إعلامية على تشويه التضحيات التي تبذلها قوى التحالف لدعم الشرعية، وصد شرور الإرهاب والموت وتنظيماتهما عن مدن اليمن.
وأكدت أن المشهد الحالي في اليمن، يوضح تماماً أن التنظيمات الإرهابية بدأت تزيد من وتيرة هجماتها ضد قوات التحالف والمدنيين، وهو ما لا يمكن السكوت عليه، كما أن التحالف معني بالرد على هذه التهديدات الموجهة لقواته، والمحافظة على أرواح المدنيين اليمنيين ودمائهم التي تسفك، استناداً إلى القوانين الدولية التي تكافح هذه الآفة أينما وجدت.
وذكرت الصحيفة أن الوجود الميليشياوي الإرهابي، مدرج بلا شك ضمن أهداف وأولويات قوى التحالف التي تنظر بشكل أساسي في تصديها للحوثي لكونه يعمل بالوكالة لفرض أجندات إيرانية في المنطقة، ويستعين بأدواته من التنظيمات الإرهابية والعناصر الإخوانية، بعد أن تم دحره وحصره في جحور متناثرة يتم القضاء عليها أولاً بأول.
من جانبها قالت صحيفة البيان تحت عنوان “الإمارات تحارب الإرهاب في اليمن” إنه لم يكن هناك شك في وجود جهات وتنظيمات إرهابية خلف تصعيد الأحداث والقتال في جنوب اليمن، وإن هذه الجهات تستهدف قوات التحالف العربي، وإنها تغلغلت في الحكومة الشرعية بشكل واضح من خلال عناصر حزب الإصلاح من جماعة الإخوان الإرهابية، الأمر الذي استلزم التدخل وبقوة لدحر الإرهابيين وإفشال مخططاتهم، وهذا ما فعلته دولة الإمارات بالرد على التهديدات الموجهة لقوات التحالف العربي.
وأضافت أن هذا هو ما أكده بيان وزارة الخارجية والتعاون الدولي حول الضربات الجوية المركزة والمحددة التي وجهتها القوات الإماراتية ضمن قوات التحالف، والتي استهدفت الميليشيات الإرهابية التي نشطت في عدن بشكل يكشف عن المخطط الشيطاني الإرهابي في جنوب اليمن، لافتة إلى أن دولة الإمارات أكدت استخدامها حق الدفاع عن النفس لحماية أمن قوات التحالف العربي، وقد راعت القوات الإماراتية في هجماتها قواعد القتال المبنية على اتفاقية جنيف والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
أما صحيفة الخليج فقالت تحت عنوان “سلوك شائن” إن السلوك الشائن الذي تقوم به الحكومة اليمنية باستهداف دولة الإمارات العربية المتحدة، العضو في التحالف العربي لاستعادة الشرعية، ليس جديداً عليها، فقد دأبت العناصر المهيمنة على القرار في الحكومة وحتى مؤسسة الرئاسة، على خوض معارك ضد قوات التحالف أكثر من خوضها ضد ميليشيات الحوثي، التي تشكل الخطر الأكبر على اليمن، والمنطقة بأسرها.
وأضافت أنه في تطورات الأيام القليلة الماضية في عدن، خططت الجماعات الإرهابية، المستظلة بالجيش اليمني، لاستهداف قوات التحالف العربي الموجودة في مطار المدينة، ما استدعى القيام بضربات جوية محددة؛ دفاعاً عن النفس، ووفقاً لقواعد الاشتباك المبنية على اتفاقية جنيف، والقانون الدولي الإنساني، خاصة بعد ازدياد الخطر الذي تشكله التنظيمات الإرهابية في المناطق الجنوبية من البلاد.
ولفتت إلى أن الجماعات المتطرفة لم تدرك أن ما تقوم به من هجمات ضد قوات التحالف العربي والمدنيين الأبرياء، لا يشكل خطراً على استقرار اليمن فقط؛ بل وعلى استقرار المنطقة بأسرها، لهذا جاءت الضربات الموجهة إليها؛ لتعلم يقيناً أنه لن يكون هناك أي تهاون في الرد على مصدر هذه التهديدات، التي لن تقابل إلا بضرب أوكارها تحت أي مسمى كان.
وأوضحت أنه منذ شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن قبل ما يزيد على أربع سنوات، ظلت تحذر من اختطاف بعض الأطراف للقرار السياسي للشرعية، التي رضخت لهيمنتها، على الرغم من إدراك الشرعية أن هذه الأطراف راغبة في إبقاء البلد رهينة لمشروعها التخريبي والتدميري، ونقصد بها جماعة “الإخوان المسلمين”، التي تركت العدو الرئيسي لليمنيين، وتفرغت لمحاربة من جاؤوا لنجدتها.
وذكرت أنه لم يكف حزب التجمع اليمني للإصلاح /الإخوان المسلمين/ عن التحريض ضد قوات التحالف العربي بشكل عام، والإمارات تحديداً، وأسهم قادته في تعرض الكثير من جنود التحالف للموت في جبهات القتال، بينما ظل قادة الحزب يعيشون حياة رغيدة، حتى إنه أطلق عليهم “شرعية الفنادق”.
ولفتت إلى أن الرد الصادر عن وزارة الخارجية الإماراتية على المغالطات التي وردت في بيان وزارة الخارجية اليمنية، أماط اللثام عن جملة الأكاذيب التي درجت جماعة “الإخوان” على كيلها ضد دولة الإمارات، ودورها في اليمن، خاصة في ظل المعطيات الجديدة التي تشير إلى ارتباط الجماعات الإرهابية بمخطط تقوده مع أطراف خارجية؛ لإرباك مهمة التحالف التي جاء من أجلها إلى اليمن.
وقالت إنه من المؤكد أن عصابات “الإخوان المسلمين”، بعد أن فشلت في إسقاط مدينة عدن عسكرياً؛ بهدف إنهاء دور التحالف وحضوره، اتجهت نحو التصعيد السياسي والدبلوماسي؛ بهدف خلط الأوراق، والحيلولة دون انعقاد حوار جدة، الذي تتنصل الشرعية من قبوله حتى الآن.
واختتمت الصحيفة بالقول إن الدعوة السعودية للحوار بين الحكومة والمجلس الانتقالي تشكل فرصة لإعادة تصحيح الاختلالات القائمة في “حكومة الفنادق”، والتواصل بينها والمجلس الانتقالي؛ يعد مخرجاً للأزمة، حتى لا يفقد اليمنيون البوصلة، مع التذكير أن حشد الجهود ضد الانقلاب الحوثي هو الهدف، والحوار الجاد في جدّة يعد الطريق الوحيد لعودة اليمن إلى سكة السلام، وحل أزماته كافة.