(حضارم اليوم) الاتحاد
لم يعد خفياً الدعم المالي الكبير الذي تقدمه قطر عبر «الإخوان» في اليمن لمصلحة ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران في المنطقة، وبات هذا الدعم علنياً، خصوصاً عقب طرد قطر وفضح مخططاتها في إفشال جهود التحالف العربي الداعم للشرعية.
ولجأت قطر إلى استخدام الغطاء الإنساني من مساعدات إغاثية وتنموية كوسيلة لإيصال الأموال للميليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية التي تمولها لضرب الاستقرار وإثارة الفوضى في المحافظات المحررة، ولعبت جمعية «الإصلاح الخيرية»، إحدى الجمعيات التابعة لـ«الإخوان»، حلقة وصل بين النظام القطري والإيراني، وبين الميليشيات الحوثية وقوى الإرهاب المرتبطة بـ «داعش» و«القاعدة».
وأعلنت قطر مؤخراً تقديم دعم سخي لمصلحة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2019 بمبلغ قدره 27 مليون دولار أميركي، إلا أن هذا الدعم لا يصل إلى المتضررين، وإنما يتم استغلاله لأغراض أخرى متعلقة بدعم الميليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية.
وخلال الفترة الماضية، أبرمت جمعية «الإصلاح الخيرية» في اليمن اتفاقات مع ميليشيات الحوثي، تركزت على منح الانقلابيين مخصصات من المساعدات التي تقدمها من جمع التبرعات الداخلية والخارجية، وتحديداً الأموال القادمة من النظام القطري.
وبحسب المصادر لـ«الاتحاد»، فإن الجمعية تسلمت خلال الفترات الماضية ملايين الدولارات تحت غطاء العمل الإنساني والخيري، إلا أن ذلك الدعم كان بعيداً عن الرقابة والمتابعة والجهات التي تحصلت عليه، خصوصاً أن الجمعية وجمعيات ومؤسسات قطرية خصصت دعمها فقط لمصلحة المناطق الحوثية أو التي تشهد تحركات لعناصر إرهابية دون التوجه إلى مناطق المتضررين والنازحين والأشد فقراً.
وأوضح المصدر، أن جمعية «الإصلاح» قامت مؤخراً بتخصيص مساعدات مالية وإغاثية لمصلحة 3500 أسرة من مقاتلي الميليشيات الحوثية في كل من صنعاء وحجة وعمران وذمار وإب وصعدة، ويتم تسليمها مباشرة لمشرفي الميليشيات لهذه المحافظات، إلى جانب تقديم مساعدات علاجية لجرحى الميليشيات الذين سقطوا في الجبهات القتالية والتكفل بعلاجهم.
وتعد جمعية «الإصلاح الخيرية» أحد الأذرع المالية التي يملكها «حزب الإصلاح» «إخوان اليمن»، ويتم من خلالها إدارة استثمارات الحزب المالية، حيث تملك الجمعية جامعة العلوم والتكنولوجيا، أكبر الجامعات الخاصة في اليمن، والمستشفى التابع للجامعة والتي يقع مقرها في صنعاء تحت سيطرة ميليشيات الحوثي ويتم إدارتهما وفقاً للقوانين والمتطلبات التي تفرضها الميليشيات.
وأكدت مصادر يمنية لـ «الاتحاد» إن قيادات «إخوانية» موجودة في الحكومة الشرعية وأخرى في قطر وتركيا تعمل جاهدة على خلق اتفاقات متبادلة بين الميليشيات الحوثية و«الإخوان» الموجودين في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وذلك من أجل تحقيق أهداف وأجندة مشتركة.
وأشارت المصادر إلى أن الجمعية تتحرك وتمارس نشاطاتها بحرية ودون أية رقابة أو استهداف من قبل الميليشيات الحوثية، حيث أبرزت الاتفاقات المبرمة بين الجانبين حقيقة الدعم المقدم من قبل «الإخوان» والمخططات التي تهدف إلى تحقيقها في ضرب أمن واستقرار اليمن.
وأوضحت المصادر أن التنسيق بين «الإخوان» والميليشيات الحوثية أدى إلى تنفيذ العمليات العسكرية المشتركة عبر استغلال «الإخوان» في الحكومة الشرعية لتقديم إحداثيات ومعلومات عسكرية واستخباراتية لمصلحة الحوثيين، وصولاً إلى إيصال الدعم المالي القطري والخارجي.
ويرى محللون يمنيون أن «الإخوان» وعبر سيطرتهم على الحكومة الشرعية، حريصون على إبقاء ميليشيات الحوثي والتنظيمات الإرهابية قوية وحاضرة، وذلك عبر الدعم الكبير العسكري والمالي والإعلامي، موضحين أن جمود الجبهات القتالية التي يديرها «حزب الإصلاح» والحكومة الشرعية وزيادة العمليات الإرهابية في المحافظات المحررة والحملات المسعورة التي تتبناها وسائل الإعلام التابعة لهم، عرت تلك العلاقة والأهداف المشتركة في إفشال التحالف العربي، وأية جهود لإعادة السلام، وتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة.
ويؤكد المحلل والكاتب اليمني ماجد الحميري لـ «الاتحاد» أن التنسيق العالي بين تنظيم «الإخوان» وأذرعه المتمثلة بـ «القاعدة» و«داعش» وبين ميليشيات الحوثي الإيرانية، وصل إلى درجات عالية، وهو ما كشفته العمليتين الإرهابيتين والمتزامنتين في عدن اللتين استهدفتا معسكر قوات «الحزام الأمني» ومركز شرطة «الشيخ عثمان» قبل أسابيع، وما تشهده حالياً تعز من توحيد جبهات القتال الحوثية و«الإخوانية» لضرب قوات الجيش في مناطق «الحجرية» و«التربة». وأضاف أن «حزب الإصلاح» لا يرى ميليشيات الحوثي عدواً ولا تشكل تهديداً له، وهذا ما أكدته الجبهات القتالية «الإخوانية» المجمدة منذ سنوات والعلاقة الوطيدة والمترابطة بين الطرفين برعاية قطرية إيرانية، والتي باتت تؤكد أن الجانبين يتبادلان المنفعة فيما بينهما.
وأشار إلى أن «جمعية الإصلاح» تمارس نشاطاتها بحرية عبر مقرها في صنعاء التي تخضع لسيطرة الحوثيين، وتقدم عبرها دعماً مالياً كبير للميليشيات، خصوصاً الدعم القادم من قطر، مشيراً إلى أن الغطاء الإنساني بات ورقة آمنة لإيصال الدعم للميليشيات الحوثية ودعم أنشطتهم العسكرية.
وأشار الحميري إلى أن الميليشيات الحوثية تبادل تلك الخطوات «الإخوانية» بالإفراج عن السجناء الإرهابيين المنتمين لـ «القاعدة» و«داعش»، وتسهيل تحركاتهم وتنقلاتهم باتجاه المناطق المحررة، وهذا ما تعيشه حالياً البيضاء التي يتقاسم فيها العناصر الإرهابية والانقلابية السيطرة عليها.