الرئيسية / حوارات واستطلاعات / أحداث اول أغسطس.. (صدق الحق وزهق الباطل)

أحداث اول أغسطس.. (صدق الحق وزهق الباطل)

(حضارم اليوم) علاء عادل حنش

جعلت الاستراتيجية التي يسير عليها المجلس الانتقالي الجنوبي أكثر صلابةً من أي وقت مضى، والطرف الأقوى والأبرز، محليًا ودوليًا، في الصراع الذي يدور في المنطقة، وأصبح تجاهله ضرباً من الخيال، لما يملكه من تمكين سيادي وشعبي وسياسي وعسكري واستراتيجي، وما أحداث أغسطس الماضية إلا خير دليل على ذلك.

أحداث أغسطس الماضية من معارك عسكرية وسياسية أكدت النهج الذي يسير عليه “الانتقالي الجنوبي”، ويُبشر بمستقبل واعد للدولة الجنوبية المنشودة، بالإضافة إلى أن المليونية الحاشدة التي خرج فيها مئات آلاف من الجنوبيين في ساحة “الحرية والشهداء” بخور مكسر في عاصمة الجنوب عدن، الخميس الماضي، تأييدًا لخطوات “المجلس الانتقالي”، دليل قاطع على التأييد الشعبي الكبير للمجلس، واصطفاف الشعب مع “الانتقالي” الذي يسعى إلى استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو / أيار 1990م.

-تمكين سياسي وشعبي وسيادي وعسكري

مراقبون سياسيون يرون أن “الانتقالي الجنوبي” أصبح متمكنًا سياسيًا وشعبيًا وعسكريًا، وليس بمقدور أحد الاستهانة به.
وقالوا أن “مليونية (التثبيت والتمكين) التي دعت لها المنظمات المدنية والنقابات العمالية والاتحادات المهنية والشخصيات الاجتماعية أكدت التأييد الشعبي للمجلس الانتقالي، الذي فوضه في 4 مايو / أيار 2017م”.

وأشار المراقبون السياسيون، في أحاديث مع “4 مايو”، إلى أن “على الانتقالي الجنوبي عدم التفريط بالانتصارات التي حققها”.
واعتبروا أن “الانتقالي الجنوبي يمتلك استراتيجية سياسية وعسكرية تمكنه من إدارة شؤون الجنوب”.

-“صدق الحق وزهق الباطل”

ليس من المناسب قول “صدق الحق وزهق الباطل” على أي أحداث سياسية أو عسكرية تدور بين أحزاب أو مكونات سياسية أو قيادات في أي منطقة كانت، غير أن قوله يكون مناسبًا عندما تكون إرادة الشعوب محور تلك الأحداث، وهو الأمر الذي حدث فعلًا في أحداث أغسطس الماضية بالعاصمة عدن، وذلك من خلال تجمهر شريحة كبيرة من الجنوبيين في مدينة كريتر للصلاة على جنازة شهداء الوطن، بينهم الشهيد منير اليافعي “أبو اليمامة”، الذين استهدفهم صاروخ غادر في معسكر “الجلاء” بداية أغسطس / آب الجاري بتآمر قوى حوثية مع قوى إصلاحية في حكومة الشرعية، بحسب تأكيدات نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك في المؤتمر الصحفي الذي عُقد بعد الحادثة بأيام.
وقرر الشعب حينها إسقاط حكومة الشرعية، وإخراجها من قصر “معاشق”، غير أن الجنود المتواجدين في القصر (حماية رئاسية) أطلقوا النيران على المواطنين العُزّل، الأمر الذي استدعى تدخل قوات المقاومة الجنوبية، التي أكدت أنها ستقف إلى جانب الشعب في أي قرار يتخذه، لتندلع بعدها المعارك التي استمرت أربعة أيام، لتنتصر في آخر المطاف إرادة الشعب الجنوبي.

-تخبط وقرارات لا تُنفذ!

بعد فشل عدد من وزراء حكومة الشرعية في تنفيذ قراراتهم التي أصدروها خلال الأيام الماضية، ها هي حكومة الشرعية تفشل في عقد اجتماع لمجلس الوزراء كان من المقرر عقده أمس الأول الاثنين في العاصمة السعودية الرياض.

وقالت صحيفة “عدن تايم”، الصادرة من عدن، إن مصدرا حكوميا أكد أن عدم انعقاد جلسة المجلس التي كانت مقررة مساء اليوم (أمس الأول الاثنين) داخل السفارة اليمنية بالعاصمة السعودية الرياض يعود إلى تأخر وصول بعض الوزراء إلى الرياض”.

الجدير ذكره أن مجلس وزراء الشرعية لم يعقد أي جلسة منذ شهر، ما يثبت الفشل والتخبط الذي تعيشه حكومة الشرعية.

إلى جانب ذلك، كشفت قرارات وزير الإعلام في حكومة الشرعية معمر الإرياني مدى التخبط التي تعانيه الحكومة المنفية، حيث أصدر أكثر من أربعة قرارات خلال اليومين الماضيين بشأن صحيفة “14 أكتوبر” لم يُنفذ منها شيء، في إشارة إلى عدم قبول موظفي وعمال الصحيفة الرسمية لتلك القرارات.

ومن تلك القرارات إيقاف إصدار صحيفة “14 أكتوبر” الرسمية، غير أن موظفي المؤسسة الجنوبية العريقة، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى يناير / كانون الثاني لعام 1968م، أصدروا بعد القرار عددًا استثنائيًا، أكد عدم القبول بأي قرارات.

بالإضافة إلى ذلك، فإن قرار وزير الداخلية أحمد الميسري بتعليق عمل وزارة الداخلية ومصلحة الهجرة والجوازات أظهر حكومة الشرعية بمظهر “المتخبط”، حيث أن القرار يعطل مصالح المواطنين الذين رفضوا تنفيذ أي قرار لوزراء حكومة الشرعية طيلة الأسبوعين الماضيين، ما يثبت عدم قبول المواطنين والموظفين والعاملين في مدينة عدن بتلك القرارات التي تأتي من وزراء أكثرهم يمكثون في الخارج طيلة خمس سنوات وأكثر.

-استراتيجية بناء الدولة

أحداث أغسطس الماضية أكدت قدرة “الانتقالي الجنوبي” على مجابهة الخصوم، واللعب على أكثر من جبهة وبأكثر من طريقة، بحسب محللين ومراقبين سياسيين.

وأظهرت المناورات التي قام بها “الانتقالي الجنوبي” سواء مع التحالف العربي أو حكومة الشرعية (الليونة العالية) التي يتمتع بها قياداته، رغم الغليان الشعبي الكبير الذي تزامن مع الأحداث الماضية إلا أنهُ استطاع مجاراة الأمور، وامتصاص غضب الشعب، بالإضافة لتحقيقه كامل أهداف الشعب، حيث واجه “الانتقالي” ضغطًا كبيرًا من قبل الشعب الذي طالبه بإسقاط حكومة الشرعية بأي طريقة، وهو ما تحقق في نهاية المطاف.

قبول الانتقالي الجنوبي (إعلاميًا) بالانسحاب من المواقع التي سيطر عليها في عدن يبرهن الاستراتيجية التي يسير عليها بعيدًا عن الاندفاع والعاطفة، حيث تشير دراسات عسكرية واستراتيجية غربية إلى أن السيطرة على الأرض هو الأهم إذا ما حتم عليك الأمر إظهار عكس ذلك (إعلاميًا)، ورغم تأكيد الدراسات أن الحرب الإعلامية من أولويات أي حرب من خلال رفع معنويات المقاتلين وإضعاف معنويات مقاتلي الخصم، إلا أنها اعتبرت السيطرة المطلقة على الأرض هو (الأهم).

وفيما يخص استراتيجية بناء الدولة، فقد حددها “الانتقالي الجنوبي” في عدد من الأساسيات خلال البيان السياسي الذي أصدره عقب انتهاء فعاليات (مليونية التمكين والثبات) الخميس الماضي، واضعًا بذلك النقاط على الحروف في رسم سياسة الدولة الجنوبية القادمة من كافة الجوانب.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

هل يتم استنزاف القوات المسلحة الجنوبية في حربها على الإرهاب؟ وهل أصبح الجنوب جاهزًا لكل الخيارات؟

المكلا (حضارم اليوم) متابعات هل يتعرض الجنوب لمؤامرة؟ ما سبب انزعاج الدوحة من التقارب العماني …