لعبت دولة الإمارات دوراً رائداً في مواجهة انقلاب ميليشيا الحوثي على الشرعية، وتعزيز الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، فضلاً عن دورها المتقدم في تقديم الإغاثة وإحداث التنمية، وعبر موقعها الرئيس شريكاً فاعلاً في تحالف دعم الشرعية إلى جانب المملكة العربية السعودية، قدمت القوات المسلحة الإماراتية، تضحيات كبيرة، وروت دماء شهدائها أرض اليمن طوال المواجهة مع الميليشيا التابعة لإيران، إذ كان أبناء الإمارات في صدارة المواجهة الميدانية، والتي أدت لتحرير نحو 90 في المئة من الأراضي اليمنية، ولا تزال ملتزمة بمواصلة أداء دورها القومي حتى هزيمة الميليشيا وانتصار الشرعية.
وفيما كانت القوات المسلحة الإماراتية تخوض معارك البطولة والفداء مع الجيش الوطني والمقاومة ، كانت تعمل أيضاً على تدريب وتأهيل منتسبي تشكيلات المقاومة، وبما يساعد على رفع قدراتهم القتالية في المواجهة مع ميليشيا الحوثي، ولتولي مهمة حفظ الأمن في المناطق المحررة ومواجهة عناصر الإرهاب والتخريب، وهو أمر تجسد في المواجهة مع عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، الذي كان يسيطر على مدن ساحل محافظة حضرموت وأجزاء من سواحل ومناطق محافظة شبوة، وفي محافظة أبين والخلايا الإرهابية في عدن.
ومع الاستمرار في تدريب وتسليح تشكيلات القوات المشتركة، والتي تولت مهمة تحرير عدن ولحج وأبين والساحل الغربي، تم رفع قدرات وحدات الأمن في المناطق المحررة، ما مكنها من مواجهة عناصر الإرهاب والتخريب في العاصمة عدن وفي وديان وجبال محافظة أبين، حتى أفقدت الإرهابيين الملجأ الآمن والقدرة على التخطيط والتنفيذ لمعظم العمليات الإرهابية، وأصبح بمقدور هذه الوحدات فرض الأمن ومواجهة أي إخلال به.
دعم وتأهيل
وباعتبار أن استقرار المناطق المحررة لن يتحقق إلا بتوفير المعدات اللازمة لتنفيذ المهام الأمنية باحترافية، فقد تولت دولة الإمارات مهمة دعم وتوفير كل احتياجات الوحدات الأمنية، وتأهيل منتسبيها ورفع قدرتهم على مواكبة الجريمة وتطورها، كما عملت في جانب آخر على دعم وتأهيل منتسبي الوحدات القتالية التي تخوض المواجهة مع ميليشيا الحوثي في أكثر من منطقة، إدراكاً منها بأن ميليشيا الحوثي لا تزال يمثل الخطر الأكبر على الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة. وبرزت فاعلية هذه الوحدات في عملية تحرير الساحل الغربي، وفي مواجهة خروقات ميليشيا الحوثي حتى اليوم، كما تجلت في التصدي للهجوم الكبير، الذي شنته الميليشيا على محافظة الضالع.
وفي ظل أن المواجهة مع انقلاب ميليشيا الحوثي على الشرعية، يشكل أساس المعركة في اليمن، فقد أدّت وحدات ألوية العمالقة وتشكيلات الحزام الأمني والمقاومة الوطنية، والتي جرى تدريبها وتسليحها بإشراف القوات المسلحة الإماراتية، دوراً بارزاً في عمليات في التحرير والتصدي لمحاولات الميليشيا فتح جبهات قتال جديدة في محافظتي البيضاء والضالع.