الوصول إلى مرفئ الأمان يتطلب اولا المخاطرة والتصميم على اجتياز سواد البحر الحالك، ومجاراة الرياح العاتية والتحلي بالصبر والشجاعة الكافية لضبط اتجاه البوصلة إيمانا بالوصول الحتمي نحو المخرج الآمن..!
أما وقد حددنا الهدف واخترنا الوسيلة المناسبة للوصول إليه فمن المؤكد والطبيعي أن يصادف ابحارنا حالات مد وجزر وعوامل عديدة مفتعلة تسعى بكل ما تملك لخرق سفينتنا وحرف وجهتها الرئيسية..!
وعلى وجه الضبط والدقة والتحديد تتعرض اليوم سفينة الانتقالي التي تحمل على متنها قضية شعب الجنوب لكل أوجه التدخلات المعيقة لاستمرارية مخرها عباب البحر وإعاقة وصولها إلى المرسى الأخير..!
ولعلنا نسمع ونرى كيف توحدت جميع المسميات( شرعية وحوثية وحزبية وارهابية) على تحريك مجاديفها سعيا للحيلولة دون بلوغ الهدف الأسمى، بعد أن قرر الربان الجنوبي الماهر عيدروس بن قاسم الزُبيدي خوض غمار التحدي ليشق طريق سفينته وسط كل تلك الأجواء المناخية المتقلبة مستعينا بالله الكريم ومتسلحا بإرادة الشعب العظيم..!
وأمام كل تلك الظروف التي تحيط بنا يلزم ويتطلب من أبناء الجنوب الاسهام التام لانجاح جهود القيادة كلا من موقعه، وعلى الجميع تقع مسؤولية التحلي بالصبر والجلد وقوة التحمل ومراعاة الظروف الآنية المحدقة بنا لضمان إنجاز المهمة على أكمل وجه،فالمعاناة واردة في مثل هكذا منعطفات مصيرية وكل شيء يهون في سبيل الوصول إلى الغاية الجمعية المقدسة، وقد صدق الشاعر حين قال ” لا تحسبن المجد تمرا أنت آكله، لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر”..!