من الطبيعي جدا أن تكون لكل مرحلة خصوصيتها؛ وتسير بشكل عفوي غير منظم؛ تغلغلت في أحشائها فيروسات هادئة تؤدي دورها ببطء وحنكة؛ استطاعت طوال تلك المراحل من اختراق مفاصل الجسم لتعدد وتنوع الآلام وتمزق احشائها: فأصبحت تسير على موالها: أن المقصود من وراء ذلك الإقرار بوجود سلبيات لنا كثيرة في التعامل مع هؤلاء وفينا ايضا …
أن الموقف الثابت والمنسجم مع الإرادة الشعبية في التحرير والاستقلال ينبغي أن يكون الفهم والإدراك في السياق النضالي السلمي التحرري أما حصر الأشغال والأنشغال بالقياديين وممارسة الترويج واتباع سياسة التأثير والتأثر عبر الوسائل والأساليب وتوفير الإمكانيات ونفيا لفاعلية الثورة السلمية التحررية بالانشغال عنها يمثل تفريقا للشعب وتصنيفه من ذلك وفقا لمخرجات التلفظ وتبني سياسة التشتت تحت طائلة النقل واتباع سياسة ( فرق تسد ) كما لايخلو الانشغال ببيان هذه الفعالية أو تلك المناسبة من خلال وجود توزيع الأدوار ؛ فيتساءل من خلالها البعض : هل سيكون البيان موحدا ؟ وهل ستتم فيه الاشارة إلى الرئيس الشرعي والزعيم! وفي الوقت نفسه لم يكلفوا أنفسهم إلى الأهم فيما يتعلق بالبيان السياسي ومضامينه بوضع برنامج وأجنده ووسائل مدروسة تكون المناسبة توقيتا لها ولأعلانها وليس وسيلة حتى يسمع الجنوبيون بعضهم بعضا في الزحام الجماهيري والتسابق على مكبرات الصوت؛ أو يزايدوا على بعضهم بعضا بالصياغات الأنشائية الموجهة للداخل أكثر من توجيهها للخارج الإقليمي والدولي.. فلا وجود لأي برنامج مرسوم في مناسبة ما؛ ليتم تقييمه سلبا وأيجابا من أجل العمل على وضع أجندة وبرامج تليه؛ بيد أن الواقع يتحدث عن نفسه بملء فيه عن وضع التدابير اللازمة والحشد وتلهث الشعب للأنتظار من مناسبة الى أخرى؛ والتسابق في نظرية الحشد والتكاثر بالجموع وكأن المراد من ذلك اسقاط نظام وليس تحرير وطن؛ والارتكاز عليها ستؤثر سلبا على الأحساس الوطني تجاه القضية الأساسية لأن تلك الإمكانيات المسخرة لها كانت من أجل حب الظهور والتباهي بالكثرة فالأولى بها والأحوج إليها أسر الشهداء والجرحى والمعتقلين الذين ضاقت بهم السبل ومورست في حقهم الأستثناءات تحت شعار : ( من لم يكن معي فهو ضدي ) .
أن ضعف الحنكة السياسيةوسوء الإدارة الفنية لقيادات الحركة الثورية الشعبية السلمية التحررية قد أتى من خلال عدم استيعابها لمفهوم الأهمية والأهداف المرجوة منه؛ فعدم استغلالها لتلك التجمعات سواء كانت المسيرات الجماهيرية منها أو المليونيات أضاعت وفقدت الجوهر الأساسي لمضمون هدفها؛ لأن ماكان يتبلور في مفهومها بروز النتائج لتلك المسابقة وسرعان ماتتلاقفها وسائل الأعلام البشرية المسخرة وتسلط الأضواء عليها للبحث عمن حاز الكم البشري ليبقى حينها حديث الساعة وضياع الوقت هدرا مما ساعد الى حد بعيد في ظاهرة التباهي والتعالي؛ فأيا كانت طبيعة تلك الممارسات بوعي أو بدون وعي قد خلقت بؤر الفتنة واللغط بفعل الاختراقات التي لم يستوعبها ولم يدركوا مخاطرها؛ ناهيك عن الاخطاءات التي واكبت مسيرتها في تمييز العلاج للجرحى وتقديم المساعدات لأسر الشهداء والمعتقلين وفقا للمسميات اللفظية وهي وسيلة من وسائل الفرقة والتناحر؛ واتاحة الفرصة المتربصين باستغلالها لان الشيطان يجعل من النزاع التافه عراكا داميا.
شاهد أيضاً
تنفيذي رضوم شبوة يعقد اجتماعه الدوري
شبوة (حضارم اليوم) خاص عقد المكتب التنفيذي بمديرية رضوم محافظة شبوة اجتماعه الدوري الاعتيادي اليوم …